قصدت بعنواني هذا الفرق بين الوحدة اليمنية المؤلمة والوحدة الألمانية الرائعة فوحدتنا المشؤمة التي تحققت في 22 مايو 1990 والتي لم ترى النور الى اليوم لأنها بنيت على باطل فهي وحدة احتلال بكل معنى الكلمة لأنها استباحت أرض الجنوب وعاملت شعبه كسكان من الدرجة الثانية فقامت هذه القوات الشمالية الغازية بالسطو والنهب لكل مقدرات شعب الجنوب نهبو الأراضي نهبو المصانع نهبو البنوك نهبو البحار نهبو كل مقدرات جيش الجنوب السابق . فأصبحت ارض الجنوب كالكعكة التي تقاسمها هؤلاء المجرمين وقد كان شعب الجنوب هو السباق لهذه الوحدة ولكن قادة الشمال لم يكونوا عند حسن الظن وعملت قيادته العنصرية بتسريح الكثير من القيادات العسكرية التي كان يشار اليها بالبنان واعتقلت كوادره الثقافية والاجتماعية وعملت تلك القيادات على شراء بعض ذمم الجنوبيين الضعفاء فنشرت الكره والبغضاء والفتن بين أبناء الجنوب الشرفاء .
فقام الحراك السلمي الجنوبي في عام 2007 و انتفض يحارب هذا الاحتلال بالوسائل السلمية المشروعة التي كفلها القانون في كل بلدان العالم والمطالبة باستعادة الدولة المسلوبة التي ضاق أهلها وانطحن بظلم الجار الشمالي .
ولكن كما هو الحال لكل الانظمة المجرمة في العالم قامت قواته المحتلة بمحاربة هذا الحراك الشعبي الجنوبي الذي يطالب بحق مشروع وقتلت قياداته والكثير من شبابه اللذين سقطوا في كل ميادين الشرف والنضال واخرها جرائم تحالف قوى الشر من المخلوع وأذناب ايران لاستعباد هذا الشعب من جديد .
وبعد القتل والدمار في الجنوب قام شعب الجنوب بكل طوائفه من أجل الدفاع والذود عن حمى هذا الوطن الغالي وتحقق النصر بتحرير العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية من جحافل المعتدين .
وعلى الطرف الاخر لدينا الوحدة الألمانية التي تحققت في العام 1990 بين المانيا الشرقية والتي كانت تدعى جمهورية ألمانيا الديمقراطية والمانيا الغربية والتي كانت تدعى جمهورية ألمانيا الاتحادية .
فبالرغم ان ألمانيا الشرقية كانت تعاني من الديون ومن ضعف الاقتصاد بالمقارنة الى المانيا الغربية التي كانت قوة اقتصادية أوربية في ذلك الوقت الا أن هذا لم يمنع من قيام الوحدة الألمانية لأن هذه الوحدة بنيت على الصدق ولم تبنى على الكذب والخداع فقامت المانيا الغربية بالاتحاد مع ألمانيا الشرقية وعاملت المواطن الشرقي مثل المواطن الغربي والغت الفروقات بين الجانبين فأصبحت المانيا اليوم من اقوى الدول في العالم بالرغم من ان سكانها الاكثر أوروبيا بحوالي 82 مليون نسمة .
وبرغم هذا الكم البشري الكبير لم يمنع ان تصبح المانيا رابع اكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة واليابان والصين فهي تتميز بسمعة عالمية في بناء المعدات والسيارات والسفن والطائرات والمنتجات الخدمية والكيميائية والصناعية واحتلت المانيا ست مرات المرتبة الأولى عالميا في التصدير من عام 2003 الى 2008 وبلغت حجم صادراتها حوالي 1121 مليار دولار في العام 2009 وتعتبر المانيا اكبر شريك اوربي تجاري لقارة اسيا حيث توجد حوالي 2500 شركة ألمانية موجودة في الصين لنفسها فقط.
وبحسب الاحصائيات فأن القوة العاملة في المانيا بلغت حوالي 43 مليون في 2013 وبلغ نصيب الفرد من الناتج الاجمالي لدخل الدولة حوالي 45000 دولار .
فبعد هذه المقارنة البسيطة بين الوحدتين هل الوحدة اليمنية تستحق أن تستمر وبعد ان اصبح المواطن الألماني يعيش في أمن وأمان ورفاهية اجتماعية هل سيطلب المواطن الألماني الانفصال ؟