وصلت اليابان لثاني أكبر قوة اقتصادية وصناعية في العالم وتحتل المرتبة الأولى في مجال العلم التكنولوجي والصناعي. لقد وصلت في مجال الإلكترونيات والإنسان الآلي "الروبوت" إلى درجة يندهش لها حتى العالم الغربي , بسبب اهتمامها بالإنسان كثروة بشرية لا تنبض بل تتجدد وتشع نور وتنوير ليعم المجتمع بتعزيز الأخلاق والتواضع و أطلاق حرية التفكير والتعبير والرأي وفصل الدين عن السياسة وتناولت بعض المواقع الكترونية والإخبارية الأسباب الحقيقية لتطور وتقدم وازدهار اليابان نوردها : 1 في اليابان تدرس مادة اسمها (الطريق إلى الأخلاق) من الصف الأول الابتدائي. يتعلم فيها التلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس. -2 لا يوجد رسوب من أولى ابتدائي إلى ثالث متوسط، لان الهدف هو التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس التعليم والتلقين. -3 اليابانيون، بالرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم ،ليس لديهم خدم، فالأب والأم هما المسئولان عن البيت والأولاد. -4 الأطفال اليابنيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين ،والنتيجة جيل يابانى متواضع وحريص على النظافة. -5 الأطفال في المدارس يأخذون فرش أسنانهم المعقمة، وينظفون أسنانهم في المدرسة بعد الأكل، فيتعلمون الحفاظ على صحتهم منذ سن مبكرة. -6مديرو المدارس يأكلون أكل التلاميذ قبلهم بنصف ساعة للتأكد من سلامته،. 7 عامل النظافة في اليابان يسمى (مهندسا صحيا) براتب 5000 إلى 8000 دولار أمريكي في الشهر، ويخضع قبل انتدابه لاختبارات خطية وشفوية. -8 يمنع استخدام الجوال في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة. -9 إذا ذهبت الى مطعم في اليابان ستلاحظ أن كل واحد لا يأخذ من الأكل إلا قدر حاجته . -10 معدل تأخر القطارات في اليابان خلال العام هو 7 ثوان في السنة. ركزت اليابان على التربية قبل التعليم , لتصنع أناسا يتحلون بالأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية الحميدة التي دعا لها إسلامنا الحنيف , وتنتج مجتمع سوي ليس لدية مشاكل سلبية منهمك في العمل والإبداع والإنتاج , فيه الضمير حي يرزق ومؤثر ومراقب للسلوك والثقافة والأفكار , كما ان الكفاءة والمؤهل والإمكانيات والخبرة هي المواصفات للوظيفة العامة والمسئولية والقيادة و الترقية , الأخلاق الحسن يقتل من النفس الشللية والمحسوبية والطائفية والمناطقية و الأحقاد والضغائن والمشاريع الصغيرة , في اليابان الكل تربى ويعيش وهو يحمل مشروع وطن وحب وحياة وإنسانية . في وطني اليمن المنهك من حجم المشاكل والأزمات بسبب فقدننا الأخلاق لهذا لم نجيد استثمار ثروتنا الوطنية نفطية ومعدنية وسمكية وزراعية وتحولت للأسف من نعمة لنقمة , لأنها في أيادي فاقدة للأخلاق أيادي غير أمينة ولا وطنية أيادي طامعة وجشعة ولصوص ومنافقين ومحتالين , كان حالنا قبل اكتشاف الثروة النفطية أفضل و وضعنا الاقتصادي أحسن مما نحن فيه اليوم , والسبب إننا فقدنا أهم صفات للإنسان الأخلاق , وسقوطنا الأخلاقي واضح للعيان في الانتهاكات في الشمال والجنوب معا بمبررات واهية وغير مقبولة , اليوم في وطني الإنسان يعيش مفزوع ومرعوب في أرضه و وسط أهله ومتهم بسبب مسقط رأسه او فكره وانتمائه و وظيفته , وهذه مشكلة تتفاقم وتشكل شروخا في الجسد الوطني والإنساني والأخلاقي . سبب ذلك تربع سلطة القرار السياسي والسيادي في بلدي الأميين والجهلة والمتخلفين والمتعصبين العقول الخاوية والنفوس المريضة ويتبعهم الأشباه والمنافقون والمرتزقة نكاية ببعض فغرق الكثير في الوحل وصاروا مشكلة تواجه الوطن والأمة , كل هولا يرون في التعليم تهديد لبقائهم وكيانهم العفن لهذا التعليم في وطني موجه لخدمة من يحكم وسياسته وفكرة وأجنداته ومشاريعه الغير وطنية , لوثوا التربية و التعليم بأدواتهم العفنة وبعضهم يفتقد للأخلاق والقيم الإنسانية فاقد الشيء لا يعطيه , لهذا التعليم ومؤسساته أول ما يتهافت عليه المتصارعون على السلطة ويتربع قيادته المنتصر فخربوا التعليم ودمروا القيم وسقطت الأخلاق . لن نكون كاليابان او رجال دولة ما لم نستعيد أخلاقنا وإنسانيتنا وكرامتنا التي انتزعوها من نفوسنا وعقولنا اثنا سيطرتهم وطغيانهم على مصيرنا وحياتنا وصرنا نفكر خارجها ونمارسها على الغير لأننا افتقدناها وفاقد الشيء لا يعطيه . لن تعود اليمن جنوبا وشمال بحضارتها وتاريخها العريق ما لم نهتم بالإنسان كثروة بشرية نعزز فيه الأخلاق والقيم والمبادئ أي نربيه قبل ان نعلمه , ونحن اليوم لا تربية ولا تعليم بل مزيدا من الحقد والكراهية والانتهاكات فنفقد إنسانيتنا وأخلاقنا كل يوم يمر شيئا فشيء لنصل لحياة الغاب ما لم نقف ونتمعن إلى أين نحن سائرون ونراجع مسيرتنا ونصحح أخطائنا لنستعيد ذاتنا كبشر وإنسانيتنا قبل الأرض .