اكبر انهزام نفسي يعيشه المرء حين يجحد جميلة، اخوانه وأهله وعشيرته في نفس الوقت الذي تتكالب عليه الأعداء بحقد وغل من اجل دوس كرامته وهذا ما تعيشه قبائل الصبيحة على الجبهات الشمالية المتاخمة لمحافظة تعز فقد تنكرت لهم القيادة الشرعية والحكومة التي يوالونها ويضحوا في سبيل ذلك الولاء بخيرة رجالهم وأشجعهم ورغم استغاثتهم وندائهم المتكرر بالمدد والدعم إلا أن صوتهم لم يلقى من يجيبه وفي سبيل ذلك قرروا أن يصمدوا صمود الصناديد الأبطال إلى حد الموت حتى لا تنكسر شوكتهم وتداس كرامتهم وفي هذا الوقت الذي هم بحاجة إلى نصرة أخوانهم الجنوبيين في كل شبر ومحافظة جنوبية حتى بالكلمة، وجدوا أن أخوانهم الجنوبيون قد جحدوا هم الأخر من الكلمة الطيبة فالبعض صامت لا يتكلم والبعض الأخر يزيد المأساة ألما وقهرا بصب أقذع الشتائم والاوصاف لهم وكله كذب ودجل وافتراء وفي هذا الوقت الذي يعيش فيه هؤلاء الأبطال الصناديد هذه المأساة الحقيقية من النكران والجحود، حشد العدو الغاشم من المليشيات الحوثية وأتباع صالح حشدت العدة والعتاد واعدوا ما استطاعوا من الرباط لإرهاب الصبيحة بهذه الحشود لكن قبائل الصبيحة وأبطالها الميامين الذين يسطروا الأساطير الملحمية في المواجهة والبأس أبوا إلا أن يصمدوا صموت الموت. فحتى ألان وقد مر على هذه المعارك أكثر من شهر ونصف من الزمان إلا أن العدة والعتاد والجيش الجرار المسلح بأفضل الأسلحة والمدرب بأفضل تدريب والذي أرسلته مليشيات الحوثي وصالح لم يستطع أن يتقدم شبرا واحدا في حدود الصبيحة القبلية وفي حدود دولة الجنوب الشطرية سابقا. اصمدوا أيها الصناديد الأبطال يا أبناء حارث بن مالك الحميري فالبطولة في القلوب وليس في المدفع والرشاش ومهما تنكر لكم القريب واعد لكم العدو البعيد فأنكم منتصرون بإذن الله طالما وانتم تملكون ذلك التاريخ البطولي الحربي المشرف وطالما لديكم الإرادة الفولاذية الصلبة والحق في الدفاع عن أرضكم وعرضكم وشرفكم فالخزي والعار لكل قريب جاحد تنكر عن كل شيء والموت والهزيمة للأعداء مهما تكالبوا واعدوا.