رغم هموم الداخل الكثيرة.. •• ورغم الأولويات المتعاظمة عند المواطن والدولة على حد سواء.. •• إلا أن المملكة جادة.. وراغبة في الوقوف على حقيقة الجهود المبذولة في الآونة الأخيرة نحو تسوية الوضع المأساوي في سورية.. وفي اكتشاف مدى صدقية النوايا التي تحيط بهذه القضية.. بعيداً عن سياسة "التعويم" التي تتعمد بعض الأطراف اللجوء إليها لأهداف لم تتضح لنا تفاصيلها بعد حتى الساعة.. •• وإذا كان هناك من اعتقد أن شيئاً من المرونة قد طرأ على موقفنا من رئيس النظام السوري بشار الأسد.. فإن عليه أن يصحح هذا الاعتقاد لأن الفارق كبير بين أن نقبل بمبدأ فتح الحوار لتطبيق مبادئ (جنيف/1) وذلك بهدف العمل على تطبيقه.. وتحديداً في المرحلة الانتقالية التي ستقودها حكومة شاملة بصلاحيات تامة.. وبين القبول باستمرار الأسد في سدة الحكم إلى ما لا نهاية.. وهو ما لم.. ولن يحدث بدليل تأكيد وزير الخارجية عادل الجبير بصورة دائمة على ضرورة خروج الأسد من السلطة في النهاية لتمكين سورية من الدخول في مرحلة بناء جديدة في إطار التوحد.. والتكامل بين جميع المكونات وفي ظل نظام ديمقراطي يتعايش فيه الجميع ويتمتعون بالمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات.. •• وبكل تأكيد فإن سياسة النفس الطويل التي تميز هذا التوجه المتصف بالعقلانية وبعد النظر سوف تحقق أهدافاً حيوية يرد في مقدمتها اختبار نوايا كافة الأطراف.. بما في ذلك الطرف الإيراني والطرف الروسي وحتى الطرف الأميركي من القضية الأساسية التي نعمل على تحقيقها والمتمثلة في عودة الاستقرار الشامل إلى المنطقة.. •• وبكل تأكيد أيضاً.. فإن حُسن النوايا الذي أظهرناه وصولاً إلى هذه الغاية سوف يكشف لدول وشعوب المنطقة عن كل الأقنعة.. ولمعرفة الصديق من العدو في النهاية.. وكذلك معرفة من يسعون إلى السلام وتحقيق مصالح الشعوب.. أو من يعملون على إغراق المنطقة في المزيد من الفوضى والتوترات لضمان المزيد من المصالح فيها حتى وإن كان ذلك على حساب أبنائها ومستقبل أوطانهم.. •• شيء واحد يكفل لنا السلامة.. ويساعدنا على المضي في هذه السياسة المفتوحة على كل الخيارات هو المزيد من الصبر.. والذكاء في لعب جميع الأوراق بنجاح.. ومراقبة الوضع عن كثب.. وقراءة النوايا لمعرفة ما وراء الأحاديث والتصريحات التي تتردد في أروقة الاجتماعات المغلقة.. وعدم الارتهان للضغوط التي تواجهنا.. والاستعداد لكل الاحتمالات بالكفاءة المطلوبة.. لا سيما وأن كل ذلك يتم في الوقت الذي نقود فيه مواجهة حازمة وحاسمة مع قوى الظلام في اليمن أيضاً.
ضمير مستتر: •• تنتصر الشعوب والدول على أعدائها بعزيمتها وقوة إرادتها وصبرها..