الإيمان يمان والحكمة يمانية ، لا جدال في هذا ، ولكن في بلاد الحكمة من يلعب على أوتار الحكمة اليمانية تعددت الألوان والصور وعتريس هو عتريس ، ولن تتعافى البلدة الطيبة ما لم يرافق الحكمة اليمانية حنكة سياسية ، ولن تعود السعيدة لسعادتها ما لم نأخذ على أيدي الفاسدين ، وإذا لم يتم التلويح بالعصا الخضراء على رؤوس الخلائق لن تستقيم الحياة ، وإذا استمرت التدخلات الخارجية زادت البلية على هذا الشعب المبتلى أصلاً ، فنسبة الفقر قد بلغت ذروتها ، والبلطجة طفت على السطح والكل سال لعابه ، والمال السائب قالوا يعلم السرقة ، والدان هو الدان واللاعبون من كل مكان ، وفي كل الأحوال كما يقال عزالدين أضرط من أخيه . الجديد في بلادي تبادل الليل والنهار ، فالحياة رتيبة ، وكل مافيها مكلفة ، العشاء دقيق ، والصبوح دقيق والغداء خلطة ، والحياة ملخبطة ، الوسيط بدلوه بوسيط والبدلة نفس البدلة والكرفتة أظنها الكرفتة ، ولد الشيخ بديلاً عن بن عمر والحوار مع مساطيل على أرض الحكمة ، وعنوان الحوار فكني با طير ، والحكمة اليمانية أمام بوابة الجامعة والكل يحفظها ، ولكنهم مساطيل مخمورون بشهوة القتل وحب المال والسلطة ، فالمكان على أرض الحكمة والزمان زمانها والقوم ليسوا من أهلها وإلا فالحلول بينة جلية ظاهرة ، والصُم لا يصلحون للحوار ، والبلدة طيبة والرب غفور ، والمتحاورون كباش متناطحة ، والوسيط ينتظر النطيحة ليجهز عليها بشفرته ليريحها ، هذا حال من يتحاور على بطحاء مدينة سام .