تتعاظم الأمور أمام المنتدبين للحوار الوطني وتزداد حدة كلما شعر الكثيرون بمرور الوقت، وينتاب البعض القلق ويطرح التساؤلات المحيرة، وتخرج إلى الواقع الهموم الحقيقية التي يحملها المتحاورون كأفراد وتنطلق حناجرهم بالكلمات الصادقة والمعبرة عن وحدة الأرض والإنسان والدولة وتموت في نفوسهم النزعات الذاتية وتذوب الولاءات الضيقة في بوتقة الولاء الوطني الذي يعبر عن الإرادة الكلية للشعب، وعندها فقط سيدرك العالم عظمة هذا الشعب وقوة إيمانه بالله رب العالمين وقدرة الحكمة اليمانية على تجاوز التحديات وتخطي العقبات من أجل الغد الأفضل. إن الشعور بأمانة المسئولية مرتبط بقوة الإيمان وعظمة الحكمة ولا يغيب عن الإنسان السوي لحظة اتخاذ القرار مطلقاً والمتحاورون اليوم هم يقلبون الآراء ويفحصون الأفكار ويدرسون الأبعاد ويحللون الرؤى ويقفون أمام الوطن بكل مكوناته الجغرافية والبشرية وكل واحد منهم يشعر بأنه اليمن كلها يضره ما يضر اليمن ويعزه ما يعز اليمن ويهينه ما يهين اليمن ويقوى بقوة اليمن ويشمخ بشموخ اليمن، ويرى أن هوان جزء منه هوان الكل ولا تكتمل العزة والقوة إلا بوحدة الأرض والإنسان والدولة ولذلك فإن المتحاورين اليوم أمام بوابة المجد والألق اليماني الذي يستحيل التفريط به. إن تجارب الحياة السياسية علمتنا قوة الصبر والتحمل من أجل عزة الأمة وشموخها وعلمتنا التضحية من أجل الحفاظ على سمو الأهداف ونبل الحياة وقوة التأثير في صنع الحضارة الإنسانية ولذلك فإن الإرادة الكلية لأبناء اليمن لا تقبل الانكسار ولا تلين أمام التحديات مهما كانت لأنها تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها وما دام هذا هو مصدر قوتها فإن الله حاميها وناصرها. ولئن كانت النتوءات تظهر هنا وهناك فإن ذلك دليل على أننا بحاجة ماسة إلى المزيد من التوحد والاقتدار لنتجاوز الصعاب ونضع الحلول الموضوعية اللازمة وهذه مهمة وطنية وهي فرض عين على المتحاورين ينبغي أن يقفوا أمامها بقوة الإيمان بالله وحكمة العظماء ونبل الأوفياء من أجل يمن قوي ومعافى بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك