ما ان انطلقت الحرب وقرعت طبولها الا وهب الجنوبيين صغيرهم وكبيرهم لمواجهة الغزوا الشمالي الذي اراد من خلال غزوه للجنوب تجديد الاحتلال وفرض سيطرته على المناطق الجنوبية بالقوة تحت مسميات وحجج واهية وقد ادرك الكل ان جحافل الغزو ماهي الا عباءة تتستر تحتها القوى الايرانية الطامعة بأرض الجنوب لتطبيق مشروعها الفارسي في الوطن العربي. هب الجنوب رامياً خلف ظهره جميع الخلافات والصراعات.. ووقف ابنائه في خندق واحد جنباً إلى جنب دفاعاً عن الارض والعرض والدين والكرامة مدركين جميعهم خطورة الموقف والواقع الذي يحيطهم بهم . ورغم امكانياتهم الشحيحة ونقص السلاح والعتاد العسكري الا انهم ضربوا اروع ملاحم البطولة والتضحية في التصدي للغز و القادم من شمال الشمال وتجسدت وحدة الشعب الجنوبي عندما كنا نرى الجبهات تعج بشباب المقاومة من جميع محافظات الجنوب الضالعي بجانب الشبواني والصبيحي بعون الردفاني واليافعي في مدد اخوانه في عدن.. "وما ان انتهت الحرب وارتقى الشهداء الى النوم خرج الجبناء من الازقة ليحدثونا عن بطولاتهم" وظهرت لغة المناطقية والعنصرية وبدا جلياً هذا الامر للجميع وكأنما قد تناسينا كل ما مرينا به من مآسي و ويلات الحرب الغاشمة وما تركته فينا من جروح غائره لا تندمل . وقد ينطبق علينا المثل القائل (عندما تنتهي المصالح تبدأ الاحقاد) فما هو السبب وماهي الدوافع لمثل هكذا تصرفات ولماذا لا يضل نسيج الوحدة والألفة بيننا وحب بعضنا الاخر في السراء والضراء والى متى سوف تجمعنا الاعداء وتفرقنا الأنانية.