الجميع يعرف كيف مر ويمر الجنوب العربي خلال نصف قرن بحلقات متسلسلة من الظلم والبطش والتنكيل والإقتتال والفساد حتى وصل بنا الحال إلى ما وصل وخلال نصف قرن كلما أردنا أن نخرج من مستنقع عدنا إلى مستنقع أكثر وأكبر من سابقه والسبب أن من تربع على القرار لم يكن يوماً من الأيام يعمل لآخرته بل كان يشرّق ويغرّب وكان يسيّر الناس بالحديد والنار لم تكن يوما من الأيام شعرة معاوية نستطيع من خلالها أن نرخي ونشد على قدر الشعرة ولكن كان هناك قطع الشعرة فتحول من استولوا على السلطة منتقمين حاقدين على كل شريف وطني مخلص وعلى كل مرجعية معتبرة وعلى كل عسكري قائد محنّك شريف نظامي وقانوني وعلى كل مربي ومعلم واسع العلم والأفق وعلى كل مواطن شريف يتخفّى من أن يعثروا عليه زلّة من لسانه قد يسمعها جواسيسهم من أذناب أحزابهم فيفتكون به ثم بعد ذلك غرّبنا بعد أن شرّقنا وبكل غُربة حتى أدخلونا جحر الضبّ وها هي المستنقعات تتوالى علينا من كل حدب وصوب فبعد أن كنا نبحث عن الحرية والعدالة اليوم لا نبحث عنها فقد تنازلنا عنها بل نبحث عن الهروب من الموت المحقق فإما موت بقصف على منزلك أو موت تحت الهدم أو موت من متقطّعي الطريق في السفر أو الموت في المساجد بسبب حوثعفاشي أحمري بلباس داعشي تكفيري كفري شمالي المنبت والمنشأ والتخطيط .... الخ . اليوم البلاد والعباد يصيبها ببعض ما جنت على نفسها من السكوت والمهادنة للباطل وأهله ولمجموعة عصابات كانت سابقا قليلة جدا وكانوا من خريجي البارات والشوارع أتت بهم بريطانيا ليكونوا بديلا عنها في حكم الجنوب العربي وعلمت حال الكثير منهم وأحضرتهم من خارج حدود الجنوب العربي ليحلوا حكاما على شعب الجنوب ثم توالت مؤامراتهم في يمننة الجنوب ثم مؤامرة عودة الفرع إلى الأصل كما قالها كما يحلوا أن يسمونه حكيمهم الإستحماري ومن على شاكلته وخلاصة الأمر أن اليوم البلاد الجنوبية العربية تمر هذه الأيام من محن وفتن واحتلال وظلم بشري ليس هذا فحسب بل حتى البحار لم يرق لها ما يمر عليه من فساد وإفساد بحري تآمري من تهريب ومن فساد على مائه ومن الجرائم البحرية في السفن والبواخر في تهريب المجرمين للجنوب العربي وتهريب المخدرات والمسكرات لإفساد المواطن الجنوبي والشاب الجنوبي العربي صاحب الأصالة العريقة حيث كان تاريخه مليء بصدق التعامل والعفّة وقمة الرجولة حتى أقنع ثلث العالم فأسلم على يديه فما كان من هذا البحر إلا أن هاج بالأعاصير غيرة على ما يجري فوقه ورفضاً لكل باطل وكذلك جو الجنوب العربي أيضا وكل هذا من أعمال المحتلين والغزاة ويشاركهم أذنابهم الذين ينضوون تحت لواء هذه الأحزاب الإجرامية الشمالية المنبت والمنشأ وكلها تعمل على البحر واليابسة بوتيرة عالية في تدمير كل شيء جميل أمامها !..
كل هذا يدعوا للتأمل لإيجاد حل ناجع لما يمر به الجنوب العربي وأهله من ابتلاءات متتالية جماعية يهول منها العقل قد تكون بذنوبنا الجماعية وما هي إلا عقوبات جماعية من عند الله سبحانه وكلا بعد الموت أو القتل يبعث على نيته فقد روي عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم. قالت: قلت: يا رسول الله ؛ كيف يُخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومَن ليس منهم؟! قال: يُخسف بأولهم وآخرهم، ثم يُبعثون على نياتهم". (متفق عليه). وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب مَن كان فيهم ثم يُبعثون على أعمالهم"، وحديث زينب بنت جحش عندما سألت النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنهلك وفينا الصالحون؟! ، قال: نعم؛ إذا كثر الخبث". (رواه البخاري). لقد جرت سنة الله عز وجل أن يقع البلاء بما كسبت أيدي الناس، قال تعالى: { ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم: 41). وقال: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران: 165). واللهِ لو كنا نصرنا الله لنصرنا، كما قال عز وجل: { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } ولكن غفلنا عن السبب الرئيسي لوجودنا في الحياة، ألا وهو عبادة الله عز وجل، وتكالبنا على الدنيا، غير مراعين لسنن الله الكونية التي بينها لنا وأوصانا وأمرنا بالالتزام بنصوصها وتوجيهاته، فما كان منا إلا أن حُدنا عن الطريق، فابتلانا بتقصيرنا وذنوبنا؛ فتفرقنا خارج بلادنا الجنوبية واشتد الغلاء وتوقفت مصادر الدخل القومي وقتل المظلومين خصوصا المرجعيات السابقة من شرفاء الجنوب العربي الأصيلة لا يعلمون فيما قتلوا وانتشر الانحلال الأخلاقي وكثرت البلايا والرزايا والأسقام، وخوَّن وكفَّر بعضنا بعضًا، فلا لوم إلا لأنفسنا فنحن يجب أن نعترف أمام الله سبحانه جميعنا بتقصيرنا في حق الله سبحانه فلقد أوتينا من قبل أنفسنا قبل أن يسلط علينا عدواً خارجياً شمالياً محتلاً متجبّرا ظالما لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً وليس له هم غير البطش والظلم والقهر والفتك بالضعيف من أجل أن ينهب ويسرق ويفسد حتى عقيدتنا الصافية خطط وأراد أن يدمّرها بعقيدته التكفيرية الرافضية الزيدية العنصرية الداعشية والتي هي كالأسفنج تمتص كل ما حواليها وتتكيف مع الباطل والكفر والبدع والموبقات والمعاصي والمنكرات فهي عقيدة ليس لها صلة إلا بالخونة والمرتزقة والجهلة والفاسدين والمجرمين والناهبين عقيدة شيطانية توسعية تقمّصت الزيدية وهي ليست زيدية ثم تقمّصت الشافعية وهي ليست شافعية بل حتى القومية والوطنية والديمقراطية وكل قوانين الأرض وحكمها لا يعترف بها ولا يقرها لأنها مبنية على السيطرة والإستحواذ وتستخدم أي شعار سواءا كان دينيا أو دنيوياً ولذلك ما أصابنا إلا عندما سكتنا عنها وعن أحزابها الكرتونية وأذنابها المجرمين العملاء الخونة الذين هم سبب كل بلاء للجنوب فقد نخروا وينخرون أي صلة بالنسيج الإجتماعي الجنوبي السني العربي وتدميره وهو ما أوصلنا خلال نصف قرن الاقتتال الداخلي، وعبث بعقول كل الفئات حتى أصبحت كل فئة ترى أنها هي الحق وأن الجميع على الباطل، فانتصرت كل واحدة لآرائها على حساب الرأي الآخر، مما أدى إلى ما نمر به الآن من التخوين والتكفير والتفرق والتشرذم الذي هو داء الأمم، فإذا بحثت كل فرقة عن مصالحها الشخصية متناسية مصالح الآخرين؛ فإننا بذلك نغرق السفينة، ونأثم جميعًا؛ لأنها مسئوليتنا المشتركة فبعد اليوم يجب أن نقف وقفة رجل واحد ضد هذا العبث وكلا من موقعه ومكانه ولا يتخلف أحدا عن أداء واجبه العقدي والديني ثم الوطني الجنوبي العربي السني الصافي وإياكم بعد اليوم السكوت وإياكم جميعا أن يُؤتى الخلل من قِبَله بل كلنا يد وساعد واحد على المحتل والغازي أولا ثم على أحزابه وأذنابه ثانيا وهم الأهم ونقول بعد اليوم ( لا لأحزاب الشمال ولا لمتنفذيها ولا لإنتخابها ولا لأذنابها والمنضوين تحت لوائها كائنا من كان من الرئيس إلى المرؤوس ) والذي يجرونا إلى الحروب الأهلية المتتالية والمتسلسلة بما يعود على الجميع بالخسارة فأبناء الجنوب اليوم إن لم يجمعهم الحق تشعّب بهم الباطل لأنه لا زال السفهاء يعبثون بثوابت الجنوب العربي وعقيدته ويستهينون بأوامر الله ويعبثون بالدين ويكرّهون الناس به بتصرفاتهم الغير أخلاقية ولا دينية ويعيثون في الأرض الفساد ومازالوا يحيكون كل المؤامرات ويسهرون بالمخططات الكيدية بل ينسجون خيوط الفتن وعدم الإستقرار الليل مع النهار وكلما حذّرنا منهم اتهمونا بالعنصرية والتشدّد ولصقوا بنا أي تهمة حتى نسكت عن مؤامراتهم الكيدية ونترك كما ترك من قبلنا حتى أخذنا يوم أُخذ الثور الأبيض!.
نكرر لنا ولكم جميعا أفيقوا وتوحدوا يا أبناء الجنوب العربي على الحق الجنوبي قبل فوات الأوان فلم تك تلك أخلاقكم على مر العصور وما كان دأبكم إلا التكاتف تحت ( إمارات الجنوب العربي ) كما هي اليوم الإمارات العربية المتحدة فكيف أصبحنا وكيف أصبح غيرنا فلا مقارنة البتّة فعودوا إلى جنوبكم السني الصافي قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } (آل عمران: 165)، واعلموا أن الله لا يفرج الشدائد والمحن إلا بالرجوع إليه وامتثال أمره ؛ فتوبوا من ذنوبكم، وعودوا إلى ربكم، عسى أن يتوب علينا ويفرج همومنا وغمومنا، وادعوا ربكم لعل أن يكون من بيننا رجل صادق يستجيب الله عز وجل له فيرفع به البلاء، واعلموا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين والله المستعان.