تشهد مدينة عدن منذ يوم أمس الأربعاء أزمة وقود خانقة شوهدت على أثرها العشرات من سيارات النقل والأجرة والخاصة وهي تتراص في طابور طويل أمام عدد من المحطات الحكومية والخاصة على أمل الحصول على حصة ضئيلة من مشتقات الوقود. وتسببت الأزمة بحالة من الهلع في المدينة التي تقع فيها احد اعرق مصافي النفط في الجزيرة العربية والتي أعلن مسئولون فيها توقفها عن العمل منذ يومين بسبب توقف إمدادات النفط الواصلة من محافظة مأرب شمال اليمن.
ويتخوف كثيرون من ان يتسبب انعدام مشتقات النفط في ألمزيد من الفوضى والاختلالات التي تعاني منها المدينة منذ أشهر على خلفية احتجاجات واسعة النطاق نادت برحيل الرئيس صالح عن الحكم.
وخلال الثلاثة الأشهر الماضية شهدت المدينة استقرار في تموينات الوقود رغم حدة الاحتجاجات التي عمت المدينة إلا ان تناقصا حادا وصل إلى درجة الانعدام كانت المدينة قد شهدته العام الماضي تسبب بإحدى المرات في اندلاع أعمال عنف.
ووقف احمد العزاني وهو سائق حافلة صغيرة تستخدم لنقل الركب بداخل المدينة أمام محطة وقود على الطريق الواصلة إلى مدينة البريقا حيث تقع المصفاة الشهيرة وأشار بيده صوب المصفاة وقال ل"عدن الغد" :" هنالك مصفاة يمكن لها ان تغطي احتياجات هذا الوطن بأكمله لكننا هنا وعلى بعد امتار منها لانجد وقود .
وغالبا لاتعلق الحكومة المحلية في عدن على مثل ازمات الوقود هذه وتكتفي بالتصريح في وقت لاحق بأنها تحاول حل المشكلة . "نحن في فصل صيف والأجواء حارة ولايمكن لاحد ان يتحرك إلا بوسائل المواصلات التي تحتاج إلى وقود " هكذا يقول العزاني وهو يرى ان انعدام الوقود يمكنه ان يتسبب بمشكلة للسكان الذي يعتمدون على وسائل المواصلات العامة في التنقل.
على الطريق الواصلة إلى مديرية المنصورة تتراص سيارات نقل وأخرى أجرة وأخرى خاصة فيما يتكى عامل محطة الوقود على كرسي خشبي متهالك وهو يراقب طابور السيارات الطويلة وبين كل فينة وأخرى يردد جملة مكررة يرد بها على سؤال واحد يوجهه الجميع إليه (( الديزل لم يصل بعد )).