إن كنا نحب أطفالنا وتتمنى الأفضل لهم من بعدنا علينا أن ننهي أفكارنا وأسلوب حياتنا معنا ونوصي لمن بعدنا بدرس واحد مهم أن لا ترتكبوا أخطاءنا ورغم ذروة العنف التي نراها حولنا وأمامنا أنا متفائل بأننا نعيش نهاية الأزمات قد تطول سنة أو تمتد لعدة سنوات أخرى انما لن تدوم بعد أن رأى وعانى وتألم الجميع، تقريبا. كيف سيكون الجنوب بعد عشرين عاما؟
أتخيل أنه سيكون مستقرا، كما استقرت دول الخليج العربي .
هذه هي امنيتي للأطفال الذين يولدون اليوم في ذروة صراعات المنطقة، التي نقول رغم أهوالها هي الفصل الأخير في زمن كله كان صعبا.
أعتقد أن أطفال اليوم يملكون فرصة للهروب من تاريخ آبائهم وأجدادهم ويملكون مع الحلم السلطة للانتقال إلى فلك جديد عالم يرسمونه بأنفسهم ويقررون لأنفسهم حياتهم التي يريدونها.
أما لماذا؟ أعتقد أن هناك فرصة للهروب إلى عالم أجمل ومستقبل أفضل، فالأسباب ليست بالقليلة فقد استهلكت الشعارات، وانتهت التجارب، ونفدت الإمكانيات وعمت المنطقة المآسي من صنع أبناء المنطقة ولم تعد هناك بقعة لم يهلك فيها حرث ونسل فقد انهار الوضع وغمرت المنطقة الأزمات وأصبح الجميع ضحايا بعد أن كانوا متفرجين أو مشجعين.
عاشت أوروبا حربها الأخيرة فكانت كافية لاختتام مسلسل حروب الحرب العالمية الثانية روعت المنتصرين مثل المهزومين، وكانت نهاية الأفكار التدميرية وحالنا مماثلة فقد مرت أوروبا بحروبها الدينية، كما نعيشها نحن اليوم. ثم عاشت ردحا من الزمن في حروب باسم القومية وأخيرا تعايش الجميع.
الذين يولدون اليوم يملكون فرصة الخروج من هذا النفق الطويل، وبناء عالم خال من التنازع على الأفكار ولن يكون هناك انتقال بلا جسر بين الأجيال جسر يبنيه المنتصرون والمهزومون بعد أن عرف الجميع ومن لم يكتشف الحقيقة اليوم سيكتشفها خلال زمن الاضطرابات التي نعيشها اليوم، والتي ستستمر ربما لعدة سنين أخرى إن واجبنا أن ندل من نحب على طريق الخروج وليس على البقاء في دائرة النار من ذا الذي لا يريد عالما أسعد لأطفاله مما شاهده، وبالتالي خيبات اليوم ترشدنا إلى مستقبل أفضل واللبنة الأولى لبناء مستقبل أفضل أن نعترف بخيباتنا وأخطائنا.