شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الحكومة: الحوثيون دمّروا الطائرات عمدًا بعد رفضهم نقلها إلى مطار آمن    مجزرة مروعة.. 25 شهيدًا بقصف مطعم وسوق شعبي بمدينة غزة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    بيان مهم للقوات المسلحة عن عدد من العمليات العسكرية    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



( ميزيرابليه )... مأساة قرية
نشر في عدن الغد يوم 07 - 12 - 2015

كلمه فرنسيه وهي عنوان قصه الكاتب العالمي فيكتور هيجو لرائعته البؤساء (Les miserable) وقد تبادر هذا الوصف والشعور لدي فجر يوم السبت1 / 8 / 2015 حين نادى احد الرجال بعد الصلاة يا اهل القرية هلموا لحفر ثمانية قبور ؛ كان النداء بسبب تعب الشباب القليل المتواجد لحفر القبور حيث كان اكثر اهل القرية نازحاً والباقي خائفا من قنص الحوثيون لأي تجمع بشري .كانت الحادثة لا شبيه لها في قرية الحمراء بمديريه تبن بمحافظه لحج تلك القرية التي ذاع صيتها منذ سنين بتهم هي بريئة منها .

اذا انها لا تختلف عن قرى اخرى بتاتا باّحتوائها على تشكيلات سياسيه ودينيه مختلفة ،حتى ( زنبقه ) في احد المقابلات قال ان القاعدة في الحمراء ،فقتل (بضم القاف) عدد من ابنائها وهرب البعض، فصارت قرية يتغنى الحوثيون والحرس الجمهوري بقصفهم لها وهجومهم عليها وقتل ابنائها وخطف شيوخها وأذاقوها من الذل والهوان ما لم تراه قرية أخرى وقد ابتدئوا بإمطار غزيرة من الرصاص مختلف العيار حتى صار دواماً في اوقات متوقعه .

غيران يوم الثلاثاء 19/5/2015 كان القصف بدبابة من الحسيني وأخرى من جسر سفيان فكانت قوه الصوت واهتزاز المنازل ينذر بالموت فشاع الهلع بين الناس ،وصار صراخ الاطفال يفقد الوالدين حسهم وسقطت اولى القذائف في غرب القرية الشمالي المواجهه لمدينه الحوطه لتحط بجانب منزل الاستاذ سعيد حسين الحاج ناثره بحمم ناريه وشظايا كثيرة توزعت على المنازل المجاوره ومخترقه الجدران ناشره الدمار في المنازل والنفوس معلنه بغروب الموت الذي لا مفر منه ثم اتبعت بثلاث قذائف في جهة القرية الشرقيه وكان هذا في الثامنة والنصف مساءً وبدء اطلاق نار كثيف على القرية من شمال الحوطه باعير ناريه تتفجر فوق سماء القرية مره اخرى بعد اطلاقها مغيره اتجاهها كليا جاعله حاله العذاب اشد وقعا لساعات طويلة الى بعد منتصف الليل ثم عادت قذائف الدبابة ترسل اربع قذائف متفرقة على شرق القرية البعيد حتى اذّاّن ألفجر, وما ان ارسلت الشمس اشعتها الى الارض حتى شرع اهل القرية في التأهب للنزوح وإبعاد اقرباءهم وخاصة الاطفال لما اصابهم من جروح نفسيه لا يؤمنها الزمن بالدمل ،لكنهم نزحوا غير مكترثين الى اين الاتجاه ،المهم البقاء على قيد الحياة ، ولم يبقى في القرية إلا قوي الايمان ، او فقير لا يملك اجرة الرحيل (مائه الف ريال واكثر) وماذا يأخذا معه من حاجياته له ولأولاده الصغار ام لامه المقعده وحاجتها المستمرة الى غيار والى اين سينتهي المطاف وكم سيطول ؟ وبين التفكير وحيرة الزوج وحرج الاستدانه ونهم سماسرة البريد وتمزيق نفس المواطن البسيط الذي انتخب نثالة قومه ، ب 500 ريال . ي او قطعه قمح اوإنتمائه الديني الجديد ، ليمحوه من نوائب الدهر ،قصفت ميليشيات النظام السابق يوم السبت 32 / 5 / 2015عند صلاة الظهر جنوب القريه لتكتمل حلقه التمشيط لقريه الحمراء بدائره مكتمله تطوق من القذائف فتسقط بجوار منزل خالد علي محمد سلام فتصيب امراءه في صدرها وتشق شظيه رجل مطيع محمد منصور(معاق حاليا ) وعدد كبير من الاطفال والنساء والشباب لشظايا مختلفة الخطورة .

( مساء ) دخلت المليشيات القرية بترقب شديد متوقعين الاهوال لما كان من دعايا سابقه عن القريه ،لكن الهدوء والظلام والحزن ما و جدوه على وجوه من لم ينزح . وبدأوا المحتلون بتنفيذ مرحله ما بعد الارض وهو الانسان بمحاوله اقناعه باّنهم اخوته واهل دينه وما جاءوا الا لحمايته من الكفره وانصارهم ووعدوا بعقاب كل مفسد واعادة الحق ،لكن ابنا ابناء القريه لم يرغبوا بالحديث معهم ناهيك عن رؤيتهم فعشنا شعورا يملا العنق بالغصاصه ويضرم القلب بالكراهيه والمقت لوجود قريب وسط اهلك ، يدخل أي منزل متى يشاء بحجة البحث على الدواعش ويأخذ من يشاء من الشباب وفتح في المدارس سجون وفي المساجد مآوى ومقيل كما اتخذ من بعض المنازل مقرا لقواته وعملياته ،ومنع اهل القريه من السير بعد السادسه مساء .على الرصيف ( المحاذي ) اوفي الحقول وكان هذا الحظر يعلن عنه فيما بينهم بطلقات مختلفه العدد يتنادون بها مابين القريه والمدينه ،فمثلاً احدى الفترات فجرا طلقتين طلقتين ،ظهرا طلقه طلقه ، المغرب طلقتين طلقتين ،وهكذا مرت الايام عصيبه مقلقه بدون كهرباء اوماء ولا مواد غذائيه والاشد انعدام الدواء فتفشت الامراض واكثرها انتشارا الاحتفاض بالماء لأيام في اواني بلاستيكية فاستقبلنا 365 حاله من حمى الظنك منها ( 6 ) وفيات للقرى الشرقيه الوسطى ،واستخدمنا ماتيسر لعلاج الجرحى قبل دخول المحتل واثنا تواجده ولم يبقى الا الصلاه والدعاء لكشف الغمه .
كان اعلان عاصفه الحزم اكسير اعاده الحياه وانتعاش للنفوس قرب الاّمل ، فتجرأ الناس للدفاع عن كرامتهم ،مما حدى بالمحتل الى اختطاف الشباب والشيوخ وإرسالهم كدروع بشريه ضد طيران التحالف الشقيق وبالذات في معسكر العند وجاء شهر رمضان الكريم وحرارة تموز ، والبد من البحث عن الماء من المزارع المجاوره ان وجد تحت مراقبة المليشيات المتواجدون صباحا تحت الاشجار وهم يمضغون القات ، وسألهم رجل عجوز من اهل القريه ، الاتعلمون انه رمضان ؟ ووجب الصوم فرد احدهم قد اباحت الفتوى للمجاهدين عدم الصوم ، فقلت لنفسي والله لن تنتصروا و نحن صيام مشققي الشفاه واصحاب حق وانتم مدعون وفاطرون .

واشتدت ضربات قوات التحالف الجويه وتقدم المقاومه في مدن عدن ازدادت المليشيات من ادواتها وافرادها وكانت مستميته في الحفاض على الخط الاسفلتي الرابط لعدن بلحج غير الخط العام (عدن _تعز) والمار وسط قرية الحمراء ، وغرب هذا الخط تقع قرية طهرور، حيث ذهب اليها الحوثيون في نهاية شهر رمضان ودخلوا لمدرسه وبها نازحين من مدينه الحوطه، فاعطوهم تمرا ، ثم صعد احد الجنود الى سطح المدرسه ونزل وقالو للنازحين ان المدرسه مكان خطر وعليكم مغادرة المكان قبل يوم غد ولاتصعدوا الى السطح لان الطائره غدا سوف تضرب المدرسه ، وجاء يوم وبعد صلاه الظهر سقط صاروخا على المدرسه مؤديا بحياه ثلاثة عشر شخصا منهم خمسه اطفال ولا اراني أحتاج الى شرح شعور الناس وما يتوقعونة من حالة مماثله وزاد الهرج والمرج كلما مرت اطقم الاحتلال من القرية ، ومن دون اشعار مسبق بعد صلاة الظهر (منتصف الثانيه ) 27 / 7 /2015م سقط صاروخ في القرية ليصيب منزل الفقيد العميد سعد صالح علي ، وبعد ربع ساعة صاروخاً آخر في ارض زراعية وكليهما غرب القرية ؛ ثم جاء يوم السبت 1 / 8 / 2015م منذ دقائقه الاولى ليدخل القرية في باب تاريخي جديد ، ومنذراً بخطر منذ الجمعه مساءاً اذا حضر أحد أهالي القرية الى دكانة حيث أولاده يعملون ،فنادى أغلقوا وعودوا الى البيت ، رغم انها التاسعة مساءاً لأنني رأيت المحتلون يتحركون بشكل غريب في جوار منازلنا ، فخرج من كان ليتجهوا الى جوار جدار لم يكمل بناؤه ليواصلوا مضغ القات ، ومرت الدقائق في جدال عقيم عن النية المبيتة في طيات الظلام ، وفي الساعة الحادية عشرة والربع * ( خارجين من مراكز تحصنهم في المدرسة ) حضر نفر من المليشيات الى وسط زقاق الحارة حيث يتسامر فقط ابناء المنازل المحيطة بجانب الجدار لينذروا الحاضرين بأن عليهم مغادرة المكان لان الطائرة ستضرب القرية ، بيد أن ثقة اهل الجنوب في طيران التحالف كاملة ويعرفون انها لاتضرب إلا المحتل ومعداتة وبالدقة مرافقينها بالدعاء والتضرع الى الله بتعجيل النصر ، وفي الساعة 12.50 تقريباً من يوم السبت شق سماء القرية صوتاً قوياً صاعقاً للآذان فازعاً للكبير والصغير آتياً من شمال القرية بإتجاة الجنوب ، ثم دوت فرقعة الانفجار الرهيب مضيئاً السماء باللون الاحمر الداكن ، كان هذا صاروخاً لأول مرة في تأريخ القرية يسقط في وسط البشر والحجر والكدر ، تلك البيوت الهشة اللتي يبنيها أهلها بأيديهم وسواعدهم أباً بعد جد على مدى اعمارهم يتوارثوها فمنهم من يزيد جداراً من الطين أو الاسمنت لغرض الفصل لانشاء اسرة جديدة ، او يوسع بإزالة الجدار في غرفة الجد المتوفي ، وفي هذه المنازل القروية كل عدة وادوات العمل الذي يعيشون منه ليتعايشوا مع قهر الزمان وقلة الحيلة وعقود السنين من عدم التوظيف كل هذا سحق في غمضة ليتحول الى غبار كثيف خانق واشقاق طوب متناثرة فاسحاً مساحه كبيرة فارغة ، بعد ان كانت منازل بها ضجيج أطفال وحياة تدب .
هبت القرية وخرج الناس يهرعون رجالاً ونساءً وفي اتجاهات مختلفة ومن دون تساؤل ، فمنهم يسرع الى منطقتة الانفجار ينقذ اقرباؤة وغيرهم هاربين من منطقة الانفجار لينقذ أقرباؤة ونفسة ، غير أن الحمم المبثوثة في ظلام الليل كانت لامعه بلونها الاحمر الفاتح الزهري شبيهه بالحلي لصغر حجمها وقليل منها يصل لحجم الليمونة ، وهذة بالذات التي اخترقت النوافذ والجدران لتدخل البيوت المحاذية ، وأختلط النداء بالصراخ والاستغاثة بالسؤال وأشتد الغبار بالدخان ، وتساؤلات أين أبني وأين ابنتي ؟ وأمطرت العيون بالدموع من هول الاصابة المتوقعة وخرجت الكلمات محشرجة بسؤال مهول أين أبحث عنهم ؟ فقد ضاعت حدود المنازل ، ونادى آخر لاتبقوا في المكان فقد يأتي صاروخ آخر فانتفض الناس ليسارعوا بالخروج من المنازل المحاذية ، وحينها خرج شاباً صغيراً ((وضاح)) يحمل جدته من بين الركام ( أو من تحت الارض لما كان عليهم من التراب ) متجهاً الى بيت يحميها بعيداً عن الكارثة حتى وصل بها الى منزل حيدرة سلام ووضعها هناك عائداً مسرعاً لينقذ أمة وابوة وأخواته ، بعد ان سمع نداءات خفية لايعرف موقعها الاكيد ! وجاء صراخ طفل وانين متواصل من الركام ونداء والد لابنه رؤوف الذي كان يتحدث معه وقت الانفجار ، وأصغى الناس آذانهم ليسمعوا الأصوات لإنقاذ أصحابهم ، حينها صدع في الواحدة وخمس دقائق السماء صاروخاً آخر ليسقط في شرق القرية الجنوبي بمسافة حوالي 800 متر عن الموقع الاول ، وهرع من هرع الى هناك فوجدوا أن الصاروخ قد أمفجر في حفرة عميقة مابين مدرسة البنات ومنزل عادل محمد علي وبدير أبوبكر محمد علي مسبباً أضرار مادية جسيمة دون الارواح ، فعاد من ذهب من الناس الى الموقع الاول لمساعدة الآخرين في الانقاذ ، ولأن الغبار هدأ نوعاً ما وتوالت صرخات الاستغاثة من تحت الركام غير ان أعمدة الابواب والنوافذ وبعض الجدران الكاملة رُصت فوق بعض وبدأ الناس يحددون المواقع لمن بقي حياً لكن الوصول يحتاج الى وقت لرفع ما هيل من التراب والاحجار والخشب وبهمّه ولهثة وفزع شرع البسطاء في سحب أطراف الركام في ظلمة الليل إلا ماتيسر من بطاريات يدوية لكن وضاح كان يصارع العبرات الخانقة ، ماسحاً تراب عينية بيدية المتربة خالطاً الدموع الدافئة بالعرق البارد ، متضرعاً الى الله بأمل أن اهلة مازالوا احياء ، متخطياً الركام ، منحنياً تحت الجدران المعلقة وكاد يصل الى مكان والدية لكن السماء انشقت بضوء يخطف البصر وزعيق صوت يفقد الحركة وسقوط صاروخ في الساعة الواحدة وخمسة واربعون دقيقة على مدرسة البنين جنوباً من موقع الصاروخ الاول بمسافة حوالي 100 متر ، فأخرست كل الاصوات وتفرق الناس وزاد الخوف ، وتصارعت النفوس بين تلبية نداء الاستغاثة والنجاة بالنفس قبل ضياع الوقت ولولا رحمة الله وثبات السكينة وتوجيه القدر لما بقي أحد ، وتواصل البحث ، ونادى أحداً يا وضاح ، لكنة لم يرد وبعد ساعتين ونصف من البحث وجدوا وضاح جثة هامدة تحت الجدار الذي كان معلقاً وحاول وضاح تجنبه بإرادة الشباب ليصل الى والدية لكن ارتجاج القرية من الصاروخ الاخر أسقطه علية وعينية تخط دمعاً في خدة المغطى بالتراب ، فأخرجوه ، ووصلوا الى والدة صالح بن صالح وزوجتة ( ام وضاح ) ليجدوهم في وضع بين الحياة والموت بين الركام ثانية وبجانبهم ابنتهم خولة ( 15 ) عام أحياء ، أما ما كان غرفة سابقاً ففيها يناموا بناتة الثلاث الذين هم على وشك الزفاف بعد عيد الاضحى حسب تقاليدنا ( لازواج بين العيدين ) فقد انوا مازالوا نياماً تحت جدران الغرفة لكن بدون نفس ، فقد فارقوا الحياة مدفونين مع حقائب الملابس الجديدة المعدة للزواج ، وهكذا صار صالح بن صالح ، صاحب الاسرة الكبيرة المصارع للحياة عقود من الزمان ليسعد أولاده بما تيسر وماتبقى له لغيرة بعد ما أخذ عفاش كل الارزاق مع زوجته التي لا تريد الحياة بعد اولادها وابنته المفجوعة مما حصل ولم يفقة بعد عقلها الصغير لماذا حدث هذا ؟ ولماذا سقط الصاروخ هنا وهذا سؤال على كل لسان في القرية إذ أنه سقط في نفس المكان الذي تسامر فيه شباب القرية خلف الجدار مباشرة بمسافة متر الى الداخل من حيث وقف ضابط المليشيات لينذر المواطنين ، تاركاً حفرة بعمق مترين وقطر سترة امتار مساحتها عن يمينة (الصاروخ ).
المثير للتفكير أن القذيفة أو الصاروخ سقط في نفس المكان الذي تواجد فيه الشباب السامرين بالقات ، ليأخذ عدة منازل الى آل علي منذوق ومنزل هادي أحمد بحرق وعن شماله ( الصاروخ ) منزل حسين محمد دودي ومنزل رفيل صالح علي ومنزل محمد ناصر صالح ( البوشة ) وجنوباً منزل صالح بن صالح علي ، نصر منصور محمد سلام ، أحمد وحيد صالح ، منزل الحاج صالح ، منزل محمد صالح علي ، منزل عدنان سعد شمي ، ياسين عبدربه ، منزل آل شمي ومنزل علي عبدربه وإخوانه ، وشمالاً منزل أيوب وعلي أحمد حنش ، فتاح نايف محمد اسماعيل ، زايد عياش سالم ، والعميد عبدالعزيز سعيد هادي واولادة ، شوقي عبدربه .

كان محمد احمد حنش مستلقيا في فناء داره قبيل لحظه سقوط الصاروخ في منتصف الليل ، ودخل عليه ابنه رؤوف ليستاذنه في الذهاب مع الشباب ليسقوا ارضيهم من ماء السيول التي كانت تلك الليله ( واتجه الى الثلاجه واخذ قاروره الماء ليشرب ويستمع رد والده )يا ولدي الوقت متأخر ابقى ،هنا سقط الصاروخ وحال بينهما القدر وكانت تلك اخر الكلمات بينهما ، فلم يقوى الوالد على النهوض ،ولم يغادر رؤوف مكانه ،فقد سقط الجدار عليه من خلفه ليثبت صدره وبطنه بالثلاجه ثم يتبعه سقوط الجدار خلف الثلاجه , فباث ثابثا واقفا منتصبا مكسور القدمين والدماء تسيل من راسه ،وبصوت محشرج مبحوح من فم مدمي ومحشو بالتراب والغبار والحصى نادى اهله مستغيثا وقلقا على والديه واخوته ،لكن الركام الثقيل حجب الاصوات ولدغات الحمم المنصهره تشعل جسد الانسان بالام تتصاعد في شدتها حتى الذروه فارضة على الانسان تنفيذ قانون الطبيعه ( الصراع من اجل البقاء) مالم يتداركه المخ بامر فقدان وعيه ، وعند كل صحوه كان رؤوف(يسبح الله ،يستغيث ) حتى تهاوى واقفا.مرت الساعات الثلاث كانها عمر مديد حين وصل اليه المنقذون بعد ازالة الجدار ليجدوه منتصبا مفارقا لحياته وقارورة الماء بيده . ثم اتجهوا الى ركام مجاورليخرجوا انور احمد حنش فوجدوة مضرجا بدمة حيا" مسبحا الله، وحين رئته زوجته هرعت اليه مناديه باسمه من شده فرحها انه مازال حيا ، فكان جواب انور مقنعا مقتظبا تحمدي لله يا امرءه ،فوصل ايحا كلماته الى قلبها وعرفت مايعنيه ،ووضعوة على الارض في انتضار الاسعاف المستحيل ، بجانب الاخرين وظل مسبحا حتى توقفت شفتية المخضبة بالدماء عن الحركه لتسمح لروحه بالرحيل مفارقا للحياه دون قصاص اوديه سوى ماطلبه من خالقه في تسبيحه ان يوفيه حقه.في اخر ركام بطرف بمنزل محمد احمد حنش كان صراخ طفل يهز نياط القلوب من شده خوفه ولماذا هو تحت الارض بعد ان كان نائما بين والديه بجانب امه ، لم يفهم رياض الحدث ولا لديه وعي على طرح سؤال حتى يحاول في تقريب الاجابه فكانت عصبيته من انه كان لوحده , وغضبه من انهم لم يردو عليه تترجم بصراخه ، ولم يفصح بكلماته باّن الالم شديد وان ظهره مقوس تحت الانقاض وعليهم حمايته كما كانوا يفعلون دائما معه ويدافعون عنه حتى من اخوانه وجيرانه ، فلماذا الان هم ساكنون ، ام انهم نزحو ا كما كانوا يرددون وتركوه وحيدا ،وظل صراخ رياض متواصلا حتى يتعب فيبداء في شهقات سريعه تتبعها زفره واحده ، وكل هذا كان يرفع الغبار الى رئتيه الصغيرتين وكان المنقذون يسمعون صراخه الذي تبدل بعد كل هذه الساعات الى انين يذيب الصخر ، لكن الركام كان كثير ا ورغم همة الرجال المنقذين حين توقف ذلك الانين الاانهم وصلوا اليه بعد ان عجز عن تحريك يده التي كانت تمسح الاتربه عن انفه ربما تحرك الركام ، فاّختنق رياض قبل ثواني من اخراجه ، اما ام رياض فقد اخرجوها من تحت الركام فاقده الوعي باّضلاع واطراف مرضوضه، وثم سحب والده محمد محمد حنش ايظا وقدمه اليسرا مشقوقه من جانب باطنها الداخلي من الدرم حتى اصبعه الكبيره ، كان الجرح عميقا لحوالي 5سم وبطول 15 سم تقريبا حتى ظهرت عظيمات حفاه وكان احد عروقه ظاهرا الى الخارج وينزف بغزاره ،ولاتبقى ظمادته ساعه حتى ينزف من خلالها وشحب لون محمد حنش واختل وعيه في الاجابه على الاسئله بعدم ادراكه ، ثم تغير لون قدمه وتم نقله مع زوجته الى منزل والدها حيث قام جراح بلملمه اشلاء قدمه المقطعه على جوانب قدمه واخراج الحصوات والرمل من داخلها ثم خياطه تلك الاشلا واحدا واحدا ، مع احتمال كبير للعدوى وفقدان القدم ، الى جهه الشمال من سقوط الصاروخ يقع منزل فتاح محمد اسماعيل حيث كان او ينام اصيل عبد الفتاح محمد اسماعيل (4 سنوات ) في حضن امه بجانب والده وتشق المنزل وتدخل عشرات الحمم الملتهبه فتصيبهم بالحروق المروعه وتسقط طوبه ثقيله (بردين )على صدر طفلهم الوحيد فتهشم اضلاعه الغظه وتطبق على رئتيه وقلبه لترديه قتيلا بين والديه في لمحه خاطفه .
كانت مدينة الحوطه هدفا اساسيا لنظام المخلوع حتى من قبل الحرب فقد اغرقها بالمشاريع الوهمية وأحجار اساس في كثير من الاركان وعدد مهول من التابعين له مجتهدين في ادارة المحافظة مقابل اقطتاع الاراضي التجاريه مباشرة او شرائها من اصحابها بثمن بخس او حتى اخذها بالقوة نهيك عن شراء الاراضي الزراعية وتسخيرها لأمور تجارية بعد الغاء قنوات الري لتموت الارض التابعه للفلاح البسيط وذلك لقربها من عدن .

ما ارتكبته مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح تندرج تحت ملف جرائم الحرب ضد الانسانية .

لقد كان لدول التحالف العربي دور كبير ولن نوفي الاشقاء في الخليج حقهم ما عشنا مقابل دماء اولادهم البواسل واني اناشدهم بان لا يكتفوا مما اخذنا من سلاح وإغاثة بل يتطلب منهم ادارة التوجيه المباشر.

اسماء شهداء منطقة الحمراء

مجد محمد نصيب البان , نايف على محمد حروبي , صالح محسن صالح الدجيني ,عبدالله محمد عبدالله صدقة ,ماجد محمد عبدالله دودي , مصطفى محمد ثابت عنبر , صدام زين محمد عبدالله صدقة , سالم محمد سالم مناري, صدام محمد حسن جعفر شهاب , هاني صالح فضل سالم البان , ياسر محمد سالم الدوكي , احمد علي سعيد سالم العره , يحي محسن العمودي , انور احمد حنش هادي , رؤوف محمد احمد حنش , رياض محمد احمد حنش , وضاح صالح بن صالح علي الجبلي , فاطمة بنت صالح بن صالح الجبلي , خضيره بنت صالح بن صالح الجبلي , ساره بنت صالح بن صالح الجبلي , ساره بنت صالح بن صالح الجبلي , اصيل عبد الفتاح محمد اسماعيل , هاشم حسن صلاح العمودي , صفوان محمد سعد سالم , عثمان سعد محسن علي عجوه , انور صالح فضل البان.
اضافة الى توثيق 152 منزل متضرر ما بين هدم كامل وجزئي بالمنطقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.