تقرير/ عبدالقادر باراس عندما عاد الطلاب إلى مدارسهم في عدن وخصوصا تلك المدارس التي تضررت بفعل الحرب وتلك التي سكنها النازحين الذين لجأوا إليها، كان أغلب الظن ان إعادة ترميمها تتطلب وقت أطول. بعد انتهاء الحرب في عدن ومناطق الجنوب في أغسطس الماضي ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة الحياة إلى طبيعتها في عدنوالمحافظات المجاورة التي تم تحريرها من القوات الشمالية التابعة لقوات الرئيس السابق ومليشيات الحوثي المتحالفة معها، بتوليها الأشراف مباشرة على تقديم المساعدات للمدينة و ما تحتاجه من مشاريع خدمية سواءً في المجالات الإنسانية أو الخدمية وتنفيذ مشاريعها دون المرور بالتعقيدات والروتين. ووضعت منظمة "الهلال الأحمر الإماراتي" آلية مباشرة في تنفيذ أعمالها لمكاتب هندسية وشركات مقاولات لإعادة ترميم المرافق التعليمية من خلال تجهيز المدارس التي تضررت في الحرب وصيانتها مع توفير مختلف مستلزماتها التعليمية لتمكينها من تقديم خدماتها للطلبة، وكذا المرافق الخدماتية بحيث تشمل أعادة تجهيز مستشفى الجمهورية وتأهيل المطار وأقسام الشرطة وترميم القصور الرئاسية، ودعمها لقطاعي الكهرباء والمياه وإعادة تأهيل جمعية الاحتياجات الخاصة ومعهد النور للمكفوفين. أصبحت معظم مدارس المدينة منذ انطلاق العام الدراسي الجديد زاهية بحلة جديدة، والزائر يلاحظ ذلك من خلال مشاهدته اللوحات الموزعة على أبواب وأفنية المدارس التي تحمل الشكر للأمارات على إعادة ترميم مدارس المدينة. لا شك ان هذه الاعمال التي نفذت خلال أشهر بسيطة تذكر أبناء هذه المدينةومحافظات الجنوب عامة على ما عانوه من اهمال وتهميش مارستها حكومات صنعاء المتعاقبة التي تلت الحرب عليهم منذ 1994م. يثمن أهالي مدينة عدن اهمية الدور الاماراتي في مساندتها ووقوفها عسكريا ضمن قوات التحالف العربي إلى جانبهم وما قدمته في فترة زمنية قصيرة والشواهد ماثلة للعيان في إعادة إصلاح وترميم مدارس مدينتهم والتي تعتبر من أهم المساعدات. كان لردود أفعال المواطنين على مشاهدتهم مدارس مدينتهم وهي ترمم وتجهز بهذه السرعة وبمستوى راقي، وحيث يحفظ كرامة المعلم ويحفز الطلاب على اكمال مسيرتهم التعليمية ووصفوه ب "الدور الإماراتي بالمشرق على مدينتهم".. كما هناك مواطنين من أبناء هذه المدينة تساءلوا مفترضين في اعتقادهم لو أنهم لا زالوا تحت حكم سلطات نظام صنعاء المركزية ، وتقدمت إدارة مكتب التربية في عدن بطلب ترميم لمدارس المحافظة أجاب الكثير ممن عايشو تلك المعاناة ان تلك الطلبات سوف تأخذ وقت طويل بين أروقة وزارات الحكومة وتطويل ومماطلات وبيروقراطية ومحسوبية ومن ثم إعلان تشكيل لجان ومناقصات، وتضييع بحجة أخذ التصاريح والموافقات تليها إجراء تعديلات ومتابعات وهمية ويتم سرقة جزء أكبر من الميزانية المرصودة وقد يتخللها إيقاف متعمد باستكمالها بسبب خلافات بين المقاول الرسمي والمقاول المدفوع من الباطن أو بين الجهة الممولة والجهة المنفذة من مقاولين شماليين كل ذلك لتقاسمها، لتدخل المنحة في الأخير في تفسير المحسوبية والفساد. يقول عادل إبراهيم عيسى العلاوي، مدرس في قسم الاحصاء و المعلوماتية بكلية العلوم الإدارية جامعة عدن " لو تحدثنا عن حالات التهميش التي مارسها الشمال بحق مدينة عدن وغيرها من محافظات الجنوب وهي كثيرة لا يتسع لذكرها لكن يظل الأهم من كل ذلك هو اقصاء الانسان الجنوبي من مكانه ودوره على ارضه، لكننا نجد حالنا من ذلك ان 80% من ثروتنا القومية في الجنوب " الرأسمال المادي والبشري" ولم يتبقى إلا الرأسمال الطبيعي الذي كان ينهب من قبل عصابات صنعاء والمتعاونين معها، فلهذا عمدوا إلى استبعاده من الوجود، وهذه المعادلة تذكرنا بعبارة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" نعم هو ادعاء قام بالترويج له زعماء الحركة الصهيونية وهي ذات الأفكار التي يحملها حكام صنعاء بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والأيدلوجية عن الجنوب". ويواصل العلاوي حديثه "ما نشاهده الآن من تغير على الأرض اتى بفضل الله ومن ثم بعزيمة اشقائنا في دول التحالف العربي وبالذات من الإماراتيين بوقوفهم ومساندتهم إلى جانب أهالي عدن، وكان لهم دور أساسي في إعادة الحياة إلى هذه المدينة بدعمها في كثير من المجالات الخدمية خاصة في العملية التعليمية فما أنجزته الإمارات لم ينجزه أدعياء الوحدة خلال العقدين الماضيين". واختتم العلاوي حديثه للصحيفة: "هذه الجهود لا نستطيع أن نصفها بكلمات عابرة انما هي تبقى في احاسيسنا مدى نصرتهم لنا.. كما نطالب اشقائنا الاماراتيين ان لا يكتفوا بعملية إعادة ترميم وتأهيل المباني التعليمية بل نريد منهم اعادة صياغة المناهج الدراسية، وهذا يجب ان يترافق بعملية شاملة لإعادة التأهيل في القطاع التعليمي مصحوب مع إعادة صياغة المنهج التعليمي الذي يدرس لطلابنا، كذلك اعادة التركيز على العلوم التطبيقية في التعليم باعتبارها ركيزة تقدم المجتمعات الانسانية في وقتنا الحالي." بينما تحدث للصحيفة طارق عبدالله عوض، من أبناء عدن، ويعمل مستشار قانوني قائلا: " سأختصر بكلامي فالغصة منذ أول يوم للوحدة رسمت الحزن في وجوه الجنوبيين فكان الأمل المنشود معول هدم من صنعاء يدك عدن حتى أصبحت الدمعة في كل عين جنوبي وبدل الاعمار كان الخراب لعدن وحديثي عما قدمته الأمارات ممثلة ب "الهلال الأحمر" يطول ولكني اختصره واقول انظر في وجه الأطفال البسمة لتعلم ما قدمه الهلال الأحمر في عدن فمن يرسم بسمه في وجه الأطفال ينشئ جيلا يعمر أوطان". فيما شكر الصحفي علي صالح جسار، دولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم وتضحياتهم في ميادين المعارك بأرواح شبابها لراحة جنوبنا الغالي. ولكنه ابدى تأسفاً على تلك الجهود التي نفذتها الإمارات ولم يلقى عند البعض رضاهم في ان تبقى المدينة بمخططها العام بقوله: " هناك من يستهدف هذه الجهود بإساءة لها وللمجتمع الجنوبي عامة والعدني خاصة..! فها هي اكشاك المبيعات تغزو الشوارع دون رادع؛ وتصطف هذه الاكشاك في جوار المدارس المرممة اماراتياً، وللأسف انها ملونة بنفس الوان المدارس؛ بل الكهرباء الممتدة لها من كهرباء المدارس ... الف شكر للأمارات على ما بذلوه؛ والف قهر علينا لما بذلناه..!".