ذكر مسؤولون حكوميون يمنيون اليوم (الاثنين) أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في اليمن يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل اليوم، أي قبل ساعات من بدء المفاوضات في سويسرا بين طرفي النزاع. وقال أحد أعضاء الوفد الحكومي معين عبد الملك أن «وقف إطلاق النار سيبدأ من الساعة 12 مساء اليوم»، آملاً في أن «تلتزم الميليشيات هذه المرة بوقف إطلاق النار»، وهو ما أكده أيضاً مسؤول في مكتب الرئيس هادي في عدن. وأوضحت الرئاسة اليمنية الأسبوع الماضي انه «من المقرر استمرار وقف اطلاق النار سبعة أيام»، وهو قابل للتمديد في حال التزم الحوثيون الذين اشترطوا للإلتزام وقف «العدوان»، في إشارة إلى غارات التحالف العربي بقيادة السعودية. وأعلن التحالف العربي مقتل ضابط سعودي وآخر إماراتي فجر اليوم في جنوباليمن، من دون تحديد ظروف مقتلهما. وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع، ولم يتم الإلتزام بأكثر من إعلان لوقف النار لاسيما في أيار (مايو) وتموز (يوليو) الماضيين. وسيطر الحوثيون وحلفاؤهم في ايلول (سبتمبر) 2014 على صنعاء، وواصلوا التقدم جنوباً إلى عدن، التي أعلنها هادي عاصمة موقتة بعد فترة سقوط صنعاء. وبدأ التحالف العربي شن غارات ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح في آذار (مارس) الماضي، وبعد أشهر شرع في تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي، ما مكنها من طرد الحوثيين من عدن واستعادة أربع محافظاتجنوبية. وفي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) بدأت القوات هجوماً واسعاً لطرد الحوثيين من محافظة تعز، التي تعد أساسية في تأمين المناطق الجنوبية والتقدم لاستعادة مناطق في الوسط والشمال، إلا أن التقدم في هذه المحافظة كان بطيئاً مع إبداء الحوثيين «مقاومة شديدة». ونعى التحالف العربي «العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان (سعودي)، وسلطان بن محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات الإماراتية، اللذين استشهدا فجر اليوم أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز»، بحسب بيان نشرته «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، وأكدت الإمارات مقتل الكتبي في بيان نشرته وكالتها الرسمية «وام». ولم تحدد الوكالتان ظروف مقتل الضابطين، إلا أن مصدراً عسكرياً يمنياً أكد أن الضابطين قضيا «اثر سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون وقوات صالح من مواقعهم في الطريق الواصل بين ذباب، ومدينة المخا». وأكد الحوثيون في وقت متأخر أمس عبر وكالة الأنباء «سبأ» التي يسيطرون عليها، إطلاق «صاروخ بالستي نوع توشكا على مركز عمليات العدو في شعب الجن بباب المندب»، وأن الصاروخ أصاب هدفه «بدقة عالية». وأشارت الوكالة التابعة للحوثيين إلى أن الصاروخ أدى إلى تدمير مبان ومعدات عسكرية. وأدى النزاع في اليمن إلى مقتل قرابة ستة آلاف شخص نصفهم من المدنيين، وفرار نحو 170 ألفاً، منذ آذار (مارس) بحسب الأممالمتحدة. وتأتي محادثات السلام وسط جو من انعدام الثقة بين طرفي النزاع، ونقلت وكالة «سبأ» الموالية للحكومة، أن رئيس هيئة الأركان العامة لقوات هادي اللواء ركن محمد علي المقدشي قوله «سنلتزم بالتوجيهات لوقف اطلاق النار، مع أن التجربة علمتنا أن الميليشيا الإنقلابية ليس لها أمان، ولا تلتزم بعهد ولا هدنة». وأكد الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام، السبت الماضي أن «أي حوار في ظل استمرار العدوان ستكون فرص نجاحه ضئيلة». وتهدف محادثات السلام إلى التوصل إلى «وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم»، بحسب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. وبعد أكثر من عام على دخول الحوثيين صنعاء، يتواصل النزاع بلا غالب أو مغلوب، إذ تحول تدريجياً إلى ما يشبه المستنقع لاسيما مع استغلال الجماعات المتطرفة الوضع الأمني لتعزيز تواجدها ونفوذها خصوصاً في جنوباليمن.