تشبه الحالة التي نحن فيها, بسكون الليل قبل فذوذ شمس النهار القادم, ولذلك فأن رهاننا على الضوء غير الخافت, وذلك الضوء لن يأتي إلا بدعم مفاوضات (جنيف) والسعي الى عدم تجاوز خيارها, لأنها الفعل الصحيح والنهاية الحتمية. لكل فعلاً خلافي بين الاطراف المختلفة وان الذين يحاولون ان يجعلوا من المفاوضات مرحلة نصفية بين مرحلتين من الحرب, لما قبلها ولما بعدها, وفشلا تبريرياً يراد له ان يكون بين شوطين, ضراوة ثانيهم تكون اشد وانكى. إنما يضرمون ناراً لن تستثني احداً وتشملهم لا تستثنيهم وتأتي على الاخضر واليابس, حتى القوى المحايدة حاليا وتمنع الصباح الاتي, بعد شوطاً, نتمنى ان يكون الاخير, في ربوع الجزيرة العربية جميعا. ان الذين يعتقدون ان الحل العسكري بهذه البشاعة حلاً مجدياً نقول لهم, ان هذا هو الوهم نفسه فما اشتعلت حرباً الا وكانت المفاوضات خاتمة لكل ذلك, وكما قال الشاعر العربي البحتري: احتربت وسالت دمائها ,,,, ,فتذكرت القربى فسالت دموعها وهاهي المفاوضات قد بدأت والحل في طياتها, وفي اروقة جلساتها, وان محاولة زيادة لهب الحرب, ووقيدها, وإيقاد بؤراً جديدة, ليست الا محاوله لبدأ شوط من العبث, والاستنزاف للرجال والمال والاوطان, ولن يكون شوط سهل بين الاطراف المتحاربة, بل قد يفاقم الوضع بشكل كامل, يصعب معه ان تحكم فيه, وفي مجرياته ركلات الترجيح أو يقبل اطرافه بما هو ممكن. الان قبوله لإيجاد الحل بل قد تتبدل قواعد اللعبة واوراقها, لتسمح بدخول لاعبين جدد تضيفهم ضرورات الواقع المتبلد الفاقد لنور البصيرة, التي تمثلها العقول الرشيدة, وبما يحافظ على مصالح الاعبين المضافين, وهؤلاء قد لا يكونوا الاعبين الحاليين, بل قد تتطور اللعبة الى لعبة تحالفية دولية لها مصالحها, وارتباطاتها سواء نحو الشرق او نحو الغرب وهم, بالتأكيد لا يهمهم اياً من عناوين التصعيد الحالية مذهبية او سلالية او عقائدية او سياسة وهي عناوين اللاعبين الحاليين, اياً كانوا بل مصالح دائمة للأطراف الجديدة تشمل الخريطة الجغرافية للمنطقة والعالم. اتمنى ان ندعم جميعنا مفاوضات (جنيف 2) وإيجاد سبل نجاحها, وعدم كسر حاجز احترام التزاماتنا, امام الله واحترام عهودنا معه, سبحانه وتعالى, ومع شركائنا في واقعنا الذي لا يستطيع احد الغاء الاخر, مهما صغر او كبر حجمه وتأثيرهما وان الصباح الآتِ حتماً بعد لليل مهما كان دعاته.