ان الحراك الجنوبي السلمي ومقاومته الباسلة يقدرون موقف الشرفاء السلفيين من اتباع الشيخ الحجوري ومن اتباع الشيخ العدني ومن اتباع مشائخ الجمعيات السلفية الاخرى وتحسب قلوبهم واحدة وهم شتى، من الذين كان منهم ولهم وقفة مشرفة في الدفاع عن الدين والارض والعرض والكرامة الى جانب اخوانهم في الحراك الجنوبي ضد العدوان الحوثي-العفاشي المسنود بدولة الفرس الرافضة المجوس . ان الذي حفزني للكتابه هو ما اوردة الشيخ هاني بن بريك في مقاله له من تجني على الحراك الجنوبي و المقاومة الجنوبية الباسلة.
ادعاء الشيخ بن بريك بان المقاومة هي "مقاومة شعبية" للناي بها عن اي توجه سياسي وبالتالي ليست مقاومة جنوبية حد قوله، ومردود عليه هو التاكيد بان مسرح العدوان فهو ارض الجنوب والمعتدي عليه هم سكان الجنوب وبالاخص غالبية ابنائه المنتمين لشتى قبائل الجنوب سواء في عدن اولحج اوالضالع اوابين او غيرها من محافظات الجنوب ، وان المدافعين عن الجنوب هم ابنائه وقبائله ولوحدهم ، وعلى العكس من ذلك فان كل او جل ابناء الشمال سواء كانوا من المنتمين للوحدات العسكرية النظامية التي كانت متواجدة في الجنوب اوسكان الشمال عموما لم يقفوا مع الجنوب في دفع العدوان عنه ، بل ان السلفيين من اتباع الشيخ محمد الامام فقد التزموا البيعة لولي امر هم الجديد الحوثة الحاكم بامر ولاية الفقية الخامنئي في بلاد المجوس، وكذا حال باقي السلفيين في الشمال فقد التزموا الحياد السلبي ، وكما ان اصلاحيو الشمال فقد التزموا ايضا بهذ الحياد ،بل ووقعوا وثيقة الاتفاق الشهيرة بينهم وبين الحوثة والتي مضمونها ان حماية الدولة ومؤسساتها فهو حق حصري للدولة وقد وقعها عن الاصلاح القيادي البارز فيه زيد الشامي رئيس الكتلة البرلمانية للاصلاح ، وكذا الحال لموقف باقي التيارات والاحزاب والمنابر الشمالية ، وكنا نسمع من الشماليين جميعا او جلهم جعجعة ولانرى طحينا في شان العدوان على الجنوب عقيدة وارضا وانسانا ، واستحق بجدارة ان من يدفع هذا الصائل فهم بحق "كل" ابناء الجنوب السنة الشوافع - وليس غيرهم - بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية من سلفيين وحراكيين ولجان شعبيه و قاعدة واصلاحيين وغيرهم ، وبالتالي لماذ التباكي على مسمى "المقاومة الشعبية" وانكار " حقيقة المقاومة الجنوبية" ، والحقيقة ان هذا التباكي فهو التوجه السياسي بعينه وهو رفع الحرج وبوجه خاص عن سلفيي الشمال الذين لم ينصروا اخوانهم الجنوبيين في الدين والعقيدة ، بل التزموا الحياد السلبي تجاه العدوان على الجنوب ، اي بما يعني نصرتهم لاخوتهم "في التراب" من الشماليين الحوثة والعفاشيين .
واما دعوى بن بريك من ان المقاومة هي" نتاج من المساجد السلفية " وليست من "نتاج الحراك " ، والعياذ بالله من الغرور والكبر والتصنع ، وببساطة فهذا مردود عليه بان الانسان الجنوبي هو العنصر المقاتل المقاوم على ارض الجنوب وباسناد بعض اشقائنا العرب في التحالف العربي ، ولاباس ان كان السلفيين اول المحرضين على قتال الحوثة فهذا لاستشعارهم لخطر داهم واول من يتهددهم في عقيدتهم وانفسهم واموالهم لما بينهم وبين الحوثة من "حرب سجال" كانت ساحتها ارض الشمال ثم نقلوها الى ارض الجنوب بغرض سياسي وديني ، ثم ان العلماء والمشائخ - من اي مشرب كان- وكورثة للانبيا ء فواجب عليهم بانهم اول من يحرض المجاهدين و المناضلين للقتال ولايمنوا علينا بذلك ، والعياذ بالله من قول الانا ونحن، ومصداقا لقوله تعالى:(وحرض المؤمنين) ، وان ابناء الجنوب هم المؤمنون حقا واما انكم كمشائخ للسلفية الحجورية تنكرون على الجنوبيين - وحاشا لله ذلك - ايمانهم وجهادهم وقتالهم وكفاحهم ونضالهم السلمي والمقاوم، والذي له من التاصيل الشرعي المعلوم مما لاينكره احد عالم بالدين عقيدة وحكما وفهما وفقها .
وقد كان سبق استنفاركم كسلفيين للقتال من قبل مشائخكم في بلاد الحرمين لجلب مصلحة لكم ودرء مفسدة وضرر عنكم بدرجة اساسية وهو دفع خطر استئصال شافتكم كخصوم مباشرين للحوثة والجيش العفاشي المتحوث ولو كان غير هذا لما كان السلفيين شمالا وجنوبا قد تركونا في حرب 94م فريسة وطريدة لغزو " التحالف الشمالي السني والشعي انذاك"،وكان السلفيون جزء من هذا التحالف وسبحان الله فقد انقلب السحر على السحرة اجمعين . ان بن بريك اصبح رجل سياسة بدرجة امتياز وهذا لاغرابة فيه ومقاله هذا في جوهره و محتواه انما يعني فيه و به "تاييده وايمانه بالوحدة" وأن "تشدق بالجنوب " لغرض في نفس يعقوب و أيضا من باب القول دس السم بالعسل.
بن بريك فانت لست' بريكا' في اعاقة مسيرة التحرير للجنوب وان تعذرت بسلوكيات خاطئة لبعض المحسوبين كقيادات جنوبية وان كنت محقا في شان بعضهم الا ان هذا لايعطيك ذريعة ولامبررا في نكران المسيرة ذاتها وان شعب الجنوب هو لوحده من يقرر خياراته الاستراتيجية وهنا عليكم كسلفيين "حجوريين' السعي لتشكيل حركتكم السياسية واعلان برنامجكم السياسي وبيانكم في مقالكم ذلك جزء من ذلك ، وبامكانكم في هذه الحالة فقظ - وليس من منابر المساجد التي فيها ومنها لاندعو مع الله احد - في السعي لمحاولة كسب الشارع لمشروعكم السياسي الوحدوي او الانفصالي كما تشدقتم به، و الاعتزاز بان الحراك الجنوبي خاصة و المقاومة الجنوبية عموما قد كانا راس حربة في قتال الحوثة والعفاشيين ، واحصوا شهدائنا وجرحانا واسرانا وكفى بذلك شهيدا .. شهيدا. وان النصر من عند الله. وثورة ومقاومة حتى النصر.