طيلة الايام الماضية احاول ان ابني فكرة متواضعة عما سيكون ضروريا لاتخاذه بعد مغادرة قوات الاحتلال اليمني ارض الجنوب او وضع في هذا الموضع او المعنى وكنت اود ان ارى الامور من زوايا مختلفة. حاولت عدم الاخذ بالكلام الدارج على شاشات الاخبار السياسية او القاعات الضيقة والواسعة لأرباب السياسة والدين الاخذين على عاتقهم العمل ضمن المعترك السياسي واقتربت كثيرا من صوت الشارع الجنوبي الذي اجمع عن رأي واحد هو الاستقلال التام والناجز.
لذلك أدركت أن القليل من الذين ذكرتهم من أرباب السياسة والدين لا يقتربون منها او يستمعون لها وصرت اعرف كذلك ان عدم الاستماع لهذا الراي يعد خطأ ذا ابعاد اخطر فاقتربت وانا البعيد جدا فسمعت ما سمعت .
في خضم كل ذلك وجدت إنني احتاج الى الحكمة بل والصبر وشيء قليل من التوفيق كي اطرح ما أراه مناسب .
ما وجدته ان الجنوب يواجه مشكلة كبيرة على صعيد القادة والتصورات التي يرونها وخصوصا منهم الموجودون خارج الجنوب اللاجئون او المهجرون او الهاربون او الذين لم يجدوا الرزق مع الاهل فوجدوه على طاولات الاخرين من الغرباء او الأقرباء .
ايضا الجنوبيين في الداخل يطلبون الاستقلال والحرية والأمن والرزق والبناء والأعمار والخدمات يسبق كل ذلك تمنيهم أن يصنعوا نظامهم السياسي بيدهم بصوتهم، لا بيد الخارجين عن القوانين الدولية والوضعية او المنادين بالتحرر والمقاومة زورا.ً
أصواتهم ما عادت تكتم انهم يرفضون الاحتلال وهنا اعمم الوصف رغم محاولاتي الجدية بان اكون دقيقا كل الجنوبيين يجدون من الاحتلال صورة بائسة وسوداء لزمن لم ينعموا فيه في ابسط حقوقهم وان حصلوا على الجزء الفتات فأنهم ارتضوا ذلك على مقولة (عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة) .
كل الشعب الجنوبي يعمل في خانة المقاومة والرفض للاحتلال وعليكم هنا وبكل صراحة ان تحترموا من لهم رؤياهم الخاصة وتدابيرهم في الرفض والمقاومة .
علينا ان نعلم وبيقين ان تضافر الجنوبيين وقبول القيادات الجنوبية كافة بالحد الأدنى لرؤيا واتجاه كل واحد منهم هو البداية الاولى الناجحة لحركة عمل سريعة متقنة ينتج منها منظومة تدابير عسكرية وسياسية واقتصادية تحل في الأرض لتكون بديلة شرعية عن تدابير الاحتلال التي انتهجها طيلة فترة وجوده .
وهنا لا بد أن نؤشر بوجوب مشاركة كل قبائل الجنوب خصوصا في جانب الأمن وحماية الحدود والسلم وحماية وتعزيز امن المنشآت النفطية في شبوة وحضرموت اذ تعد اكثر مناطق الجنوب كثافة بالسكان هي المناطق القبلية خصوصا ان الجنوبيين لا يزالون يجدون ان الانتماء لهذه القبائل هو جزء من الأصالة العربية التي لن يتهاونوا فيها.
وهنا تبرز لدينا أهمية الحوار والاتفاق مع من امكن من دول الجوار العربية وغيرها وان يكون ذلك التفاهم ضمن سقف الجامعة العربية والامم المتحدة رغم ضعف الجهتان الواضح لكننا يجب ان نطمح للفعل الجامع لا الفردي .
الجنوب لا يحتمل العزف المنفرد ولن ينجح بقيادي أو عشرة من القياديين ولن ينجح بحزب سياسي ولن ينجح كذلك بقيادة الملثمين ايا كانوا .
العزف الجماعي ضمن النوتة المتفق عليها وحده من سيطرب العازفين والسامعين .