سؤال ينط في براح فكري، يتغلغل بشدة صانعا علامات استفهام عملاقة حول المقاومة الجنوبية وسياسة الصد والاعراض الممتعضة من قبل الساسة، الممزوجة بغلاف اللا مبالاة للجهود الاسطورية العملاقة التي امتدت طوال الفترة المنصرمة، فهل حقا تناسوا ما سطرته المقاومة من جهود عملاقة أو ان ذلك نتاج جهل متعمد لسبب يغو ص في لجج المجهول الغريب. يصعب الجزم بتحديد ماهية السبب لكن تجد المقاومة نفسها في مربع التساؤل العميق حول تفاديها أو تناسيها أو حتى مغازلتها على قدم المساواة مع القطاعات الاخرى, ففي هذا غمط لجهودها الجبارة، فأن تمرق المدة برتابتها المملة دون حل إسعافي لرفد المقاومة بأبسط سبل التكريم فهذا في حد ذاته يعد إجحاف وشطط.. لكن تتسع دائر ته وتتعدى كل الاعراف المتبعة حين تشرئب أعناق أفراد المقاومة صوب الغيث المرئي الذي ينثر رذاذ الريالات على القطاعات العسكرية الأخرى دونها ولست في هذا المقال أدعو إلى كف يد العون للقطاعات الاخرى لكن مقالي يحاول التنويه إلى ترتيب الاولويات والبدء بما يستحق, ولفت انظار الساسة إلى حقيقة جلية لاتحتاج إلى تدقيق نظر، فبدلا من التكريم الذي تستحقه المقاومة لعظيم صنعها العملاق نكون نحن قد سددنا طلقة الرحمة صوب أملها المعقود بقدم مسافرة, قرأت اليأس في عيون أفرادها ولمحت الحزن العميق الدفين على سحناتهم السمراء وشعور ثم المشعثة من وعثاء الانتظار لصوب الغيم الهادر, ولمحت في تعليقاتهم إشارات تفيد بإن الحكومة لم تعد بحاجة إليهم معللين بتأخر استلام مستحقاتهم بل لم يعد الحديث مجديا حولها, وقشة البعير القاصمة نزلت على آمالهم حين تسلم إخوانهم العسكريين حقوقهم ولم تلتفت الحكومة ولو حتى بتسويق وعوده البراقة في وسائل الاعلام لهم ريثما تنجلي لحظة اليأس القاصمة ، لذا من هنا ...من منبر الحرية العظيم أرسل صرخة صاعقة مدوية كصرخة الملك المظفر قطز حين سقطت زوجته جلنار وصرخ عاليا وإسلاماه قائلا وامقاومتاه ...وامقاومتاه ...عل السيف يعود إلى قرابه والحق إلى أصحابه .