اليمن بلد صاحب حضارة وتاريخ وعادات وتقاليد عريقة امتزجت بالبحر والصحراء وجمال الطبيعة وسحرها فأنجبت ثقافة متنوعة وتراثا وآثارا وسياحة أكثر تنوعا فجذب العالم بنقائه الناصع البياض لذلك استحق اليمن أن يلقب ب«اليمن السعيد» لانه سعيد بحضارة حضرموت وسبأ وهو ما أبرزته الخيمة الخضراء بمركز اصدقاء البيئة فى ليلتها السابعة حيث استضافت الجالية اليمنية بدولة قطر في اطار البرنامج الثقافي الرمضاني لهذا العام والذي خصصته للجاليات العربية المقيمة بقطر تضامنا مع الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 للتعرف عن قرب على ثقافات الشعوب العربية وتبادل الافكار والرؤى واستعراض العادات والتقاليد السائدة خلال شهر رمضان. حضر الامسية بجانب الدكتور سيف على الحجري رئيس مجلس ادارة مركزاصدقاء البيئة كل من سعادة على محمد باشا القائم باعمال السفارة اليمنيةبقطر نائبا عن سعادة السفير اليمني لدى قطر وزيد المرقب رئيس الجالية اليمنيةبقطر وعدد من الادباء والشعراء وأساتذة الجامعات والمثقفين شاهد خلالها الحضور فيلما تسجيليا تضمن عدة مقاطع عن العاصمة صنعاء وعدن ومدن اخرى، تجلت من خلاله فنون العمارة اليمنية وروعة الصناعات الحرفية وابداعات الانسان اليمني.. كما تم عرض مشاهد من البيئة الطبيعية لليمن ومعالمها السياحية الجاذبة والامكانات والمؤهلات الكبيرة المتوفرة لتطوير صناعة السياحة البحرية في البلاد فضلا عن نبذة عن الممالك اليمنية وغير ذلك من المعالم التراثية التي تنضح بفنون العمارة الاسلامية. كما تم خلال الليلة مناقشة عدد من الاوجه الثقافية اليمنية بجانب استعراض لعدد من الشخصيات اليمنية البارزة بجانب عروض شعرية متعددة كما تم خلال الامسية أيضا تكريم الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس ادارة مركز اصدقاء البيئة من جانب الجالية اليمنية حيث قام رئيس الجالية اليمنيةبقطر بتقديم هدية تذكارية للحجري لدوره البارز الذي قام به من خلال الخيمة الخضراء واسهاماته المتميزة في ابراز الثقافات العربية للجاليات المقيمة بقطر. وفي مستهل الامسية الثقافية أكد الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس ادارة مركز اصدقاء البيئة في كلمته على عمق و رسوخ الحضارة اليمنية وقدمها مشيرا الى تميز اليمن من حيث العمارة والبناء وقال : ان الجالية اليمنية في قطر لها اهمية خاصة وقد اسهمت بصورة كبيرة في النهضة القطرية عبر عدد من القطاعات مثل الشرطة والجيش وغيرها من القطاعات. وقال الدكتور الحجري :ان تاريخ اليمن مليء بالارث الانسانى وبالاضاءات، وهو قديم، قدم الارض، وان الجزيرة العربية تشهد لليمن غناها بتراثها وطبيعتها واشتهارها بالادب والشعر والتنوع الثقافي وعادات وطبائع قبائلها العربية التى تعتز دوما بأمجادها وكرمها وقيمها الاصيلة واوضح ان لليمن قيمة خاصة تتمثل فى تراثها المعمارى القديم باستخدام المواد القريبة من البيئة. ولفت الحجري الى النجاح الكبير الذي حققته الخيمة هذا العام منوها الى ان تجربة لقاءات الجاليات العربية في قطر قد حققت نجاحا غير مسبوق وجعلت الخيمة الخضراء من اميز الخيام الرمضانية بقطر لابرازها هذا الثراء الثقافي الذي تتميز به الدول العربية التي شاركت في الخيمة خلال هذا الشهر مشيرا في الوقت نفسه الى ان الخيمة اتاحت خلال شهر رمضان فرصة التواصل والترابط والتكاتف بين ابناء الجاليات العربية ما يعد مظهرآ اسلاميآ وعربيًا دعا له الدين الاسلامي والقيم العربية. وقال الحجري سنعرض تجربة مركز اصدقاء البيئة للتقييم من جانب المشاركين لتلافي اوجه القصور في المرات القادمة لافتا الى العدد الكبير من السفراء والمثقفين والادباء العرب الذين شاركوا في الخيمة الخضراء لهذا العام بجانب اسهامات المجتمع المدني والاعلام الذي نجح بصورة كبيرة في عكس ما دار بالخيمة الخضراء للقراء والمستمعين والمشاهدين. واختتم الحجري حديثه بان الخيمة هذا العام استقبلت ضيوفا من داخل قطر وخارجها كما نجحت في لفت جميع الانظار فضلا عن انها نجحت في ان تكون بوتقة واحدة لالتقاء الجميع. من جانبه قال: زيد المرقب رئيس الجالية اليمنيةبقطر انه من دواعي السرور وحسن الطالع ان نلتقي بالخيمة الخضراء في هذا الشهر الفضيل الذي يعمره المسلمون بالدعاء والتضرع والتقرب لله تعالى لاستعراض الثقافة اليمنية وتوجه المرقب بالشكر لمركز اصدقاء البيئة باستضافة الجالية اليمنية في هذه الليلة وحرص مركز اصدقاء البيئة على لقاء الجاليات العربية المقيمة بقطر تحت مظلة الخيمة الخضراء ما يسهم في التقارب بين الجاليات العربية المقيمة كما يدلل على التنسيق المحكم والبناء بين جميع قطاعات الدولة في كافة المجالات . ونوه المرقب بفكرة الامسيات الثقافية العربية هذه فى شهر التقوى والطاعات والأجر والثواب المضاعف.. مشيرا الى انه كان لاهل اليمن السبق مع اخوانهم المسلمين فى نشر الاسلام فى جزيرة العرب والمشاركة فى الفتوحات الاسلامية العظيمة. وقدم المرقب نبذة عن مجموعة من أدباء اليمن وكتابها مثل الاديب والروائي علي احمد باكثير ومحمد محمود الزبيري ودوره فى عملية التحرر الوطني وحسين ابوبكر المحضار واسهاماته في نشر الاغنية اليمنية داخل وخارج البلاد. ثم تحدث بعد ذلك سالم الجحوشي عن الثقافه اليمنيه مشيرا الى ان الادب اليمني تحديدا برز خلال مسيرة التحرر الوطني وظهر عدد كبير من الادباء والكتاب كان ابرزهم الاديب اليمني احمد على باكثير المولود في اندونسيا و هاجر الى حضرموت من اجل اكتساب العلم وتلعم اللغة والقرآن الكريم مشيرا الى المؤلفات التي الفها الراحل في المسرح والرواية والشعر بجانب عمله بتدريس اللغة الانجليزية بعد هجرته الى مصر والتي عاش بها فترة طويلة من حياته وتوفي بها. واشار الجحوشي الى ان الراحل باكثير قد سبق ادباء عصره حين حذر عن قيام العدو الصهيوني في تلك الفترة المبكرة لافتا الى تعرضه الى عدد من المضايقات في مصر ولكنه كان يرد عليها عن طريق الكتابة وعندما عاد الى اليمن بعد الثورة في العام 1967 ووجد الاوضاع التي خلفها الاستعمار ثار على تلك الاوضاع ودعا الى ان الثورة الحقيقية يجب ان تبدأ بخروج المستعمر لتحقيق النهضة والبناء وقام بجهود كبيرة عبر المحاضرات والدروس والكتابة ومن بعد سافر الى الحجاز ومصر ليتوفاه الله هناك في العام 1969. واشار الجحوشي إلى قيام مؤتمر لباكثير في مصر هذا العام من جانب عدد من الادباء زملاء الراحل وقال يعتبر ذلك تكريما للاديب الراحل وان جاءت الخطوة متأخرة ولكنها تعتبر ردا لاعتبار الاديب علي احمد باكثير والذي يعتبر اديبا عالميا وليس يمنيا فحسب. واوضح بان اديب الراحل باكثير كان مهموما بقضايا الامة العربية والاسلامية ويضع كل همه من اجل القضية الفلسطينية مشيرا في هذا الصدد الى روايته الشهيرة واإسلاماه التي تعتبر من الروايات الخالدة والتي تاثر بها جيل كامل منوها الى ان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان قد اشار الى انه قرأ الرواية وتاثر بها كما تم خلال الامسية عرض شريط فيدو عن الراحل علي احمد باكثير بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده وتكريمه في العام 2010 بحضور عدد من وزراء الثقافة والاعلام العرب وجمع ضخم من الادباء والمثقفين وزملاء الراحل ومعاصريه. وشهدت الليلة اليمنية عددا من القراءات الشعرية التي تحدثت عن الشهر الفضيل وفضائله بجانب اشعار تمجد اليمن السعيد وتدعو الى وحدته وتماسكه. وتحدث سليمان ابوعزب عن ذكرياته حول اليمن لافتا الى حب اليمنيين للعلم وحرصهم عليه لافتا الى ان اليمن دولة جمعت بين العراقة والحداثة والاصالة والمعاصرة ولها دور كبير ومؤثر في العالمين العربي والاسلامي مشيرا الى جزيرة سوقطرة والتي تعتبر كنزا عالميا لما تحويه من الحياة النادرة والمتنوعة منوها بان الجزيرة تعتبر بيئة نادرة من حيث تعدد الكائنات وتنوعها لما تضمه من الطيور والاشجار. واستمع الحضور الى عدد من ابناء الجالية اليمنية منهم انور هيلان وتوفيق الباذي في اناشيد دينية وقصائد وطنية بالاضافة الى تعريف شامل بالادب اليمني قدمه السيد سالم الجحوشي ركز خلاله على تطور المسرح في اليمن لافتا الى ان السمة البارزة للادب في اليمن انه رافق كل مسيرة التحرر الوطني وأعطى دفعة قوية لليمن حتى وصلت الى مسارها الان في شتى مناحي الادب والرواية والمسرح والقصة. وأشار الى العديد من الادباء اليمنيين الذين برزوا في مجالات تخصصهم ومنهم علي أحمد باكثير، متطرقا في هذا السياق الى مولده ونشأته وجوانب من حياته في اندونيسياواليمن ومصر وكتاباته ومؤلفاته.. ومن ابرزها رواية (واإسلاماه) ومسرحياته التي حذر فيها من قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين وصولا الى احتفال بمئويته الاولى فى مصرمؤخرا. كما شهدت الليلة عددا من المداخلات من جانب الحضورتحدثت عن مكانة اليمن في المنطقة وتميز الانسان اليمني في الحل والترحال كما تحدث عدد من الحضور حول العادات الرمضانية السائدة في رمضان وأنواع الاحتفالات التي تقام احتفالا بشهر رمضان المبارك.