الدوحة ( قنا ) - خصصت "الخيمة الخضراء" بمركز اصدقاء البيئة ليلتها الماضية للجالية اليمنية المقيمة فى قطر حيث جرى الحديث فى امسية ثقافية عامرة عن حضارة وتاريخ اليمن التليد ومكنوناتها التراثية وكنوزها الادبية الأثرية والعريقة . وفى مستهل الامسية ، قال الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس ادارة مركز اصدقاء البيئة ان تاريخ اليمن مليء بالارث الانساني وبالاضاءات ، وهو قديم ، قدم الارض ، وان الجزيرة العربية تشهد لليمن بانها غنية بتراثها وطبيعتها واشتهارها بالادب والشعر والتنوع الثقافي وعادات وطبائع قبائلها العربية التى تعتز دوما بأمجادها وكرمها وقيمها الاصيلة . واوضح ان لليمن قيمة خاصة تتمثل فى تراثها المعماري القديم باستخدام المواد القريبة من البيئة .. مشيدا فى سياق متصل باسهامات الجالية اليمنية فى قطر منذ الخمسينات وحتى الان فى جميع المواقع والوظائف التى شغلتها . والقى رئيس الجالية اليمنية زين المرقب كلمة نوه فيها بفكرة الامسيات الثقافية العربية هذه فى شهر التقوى والطاعات والأجر والثواب المضاعف .. مشيرا الى انه كان لأهل اليمن السبق مع اخوانهم المسلمين فى نشر الاسلام فى جزيرة العرب والمشاركة فى الفتوحات الاسلامية العظيمة . وقدم المرقب نبذة عن مجموعة من ادباء اليمن وكتابها مثل الاديب والروائي علي احمد باكثير ومحمد محمود الزبيري ودوره فى عملية التحرير الوطني وحسين ابوبكر المحضار واسهاماته فى نشر الاغنية اليمنية داخل وخارج البلاد . وعبر عن الشكر لمركز اصدقاء البيئة والقائمين عليه لاشراكهم الجاليات المقيمة فى هذه الامسيات الثقافية مما يدل على توجه سليم بهذا الصدد . وضمن الفعاليات التراثية والحضارية للامسية اليمنية بالخيمة الخضراء ، شاهد الحضور فيلما مسجلا تضمن عدة مقاطع عن العاصمة صنعاء ومدن اخرى ، تجلت من خلاله فنون العمارة اليمنية وروعة الصناعات الحرفية وابداعات الانسان اليمني .. كما تم عرض مشاهد من البيئة الطبيعية لليمن ومعالمها السياحية الجاذبة والامكانات والمؤهلات الكبيرة المتوفرة لتطوير صناعة السياحة فى البلاد فضلا عن نبذة عن الممالك اليمنية وغير ذلك من المعالم التراثية التى تنضح بفنون العمارة الاسلامية . واستمع الحضور الى عدد من ابناء الجالية اليمنية منهم انور هيلان وتوفيق الباذي فى اناشيد دينية وقصائد وطنية بالاضافة الى تعريف شامل بالادب اليمني قدمه السيد سالم الجحوشي ركز خلاله على تطور المسرح فى اليمن لافتا الى ان السمة البارزة للادب فى اليمن انه رافق كل مسيرة التحرر الوطني واعطى دفعة قوية لليمن حتى وصلت الى مسارها الان فى شتى مناحي الادب والرواية والمسرح والقصة . واشار الى العديد من الادباء اليمنيين الذين برزوا فى مجالات تخصصهم ومنهم علي احمد باكثير ، متطرقا فى هذا السياق الى مولده ونشأته وجوانب من حياته فى اندونيسيا واليمن ومصر وكتاباته ومؤلفاته .. ومن ابرزها رواية (وا اسلاماه) ومسرحياته التى حذر فيها من قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين وصولا الى الاحتفال مؤخرا بمئويته الاولى فى مصر . وشهدت الامسية مداخلات عدد من الحضور منهم سليمان ابوعزب حول تاريخ وجغرافية اليمن ودورها فى الحضارة العربية وطمع الغزاة فيها والحس الوطني لدى المواطن اليمني ورغبته فى تلقى العلم والمعرفة . وفى ختام الامسية تحدث الدكتور سيف الحجري عن جزيرة سومطرة اليمنية وكنوزها الطبيعية وارثها الطبيعي للبشرية . واكد الدكتور الحجري ان تجربة الخيمة الخضراء هذا العام باستضافة ابناء الجاليات العربية المقيمة فى قطر فى امسيات ثقافية تعتبر ناجحة بكل المقاييس .. لافتا الى اسهامات هذه الجاليات الواضحة فى نهضة قطر . واعتبر انفتاح المجتمع القطري على هذه الجاليات العربية يتماشى مع منهج الاسلام الذى يدعو الى الانطلاق فى الارض واستفادة العقول لتوطينها ، زيادة فى التعلم والابداع .. داعيا الى البحث في هذه الافاق الربانية فى الارض وفي السماء . وقال ان الكثير من هذه النعم لم يكتشف منه الا القليل . وقال ان الامسيات الثقافية والادبية اكدت مساهمة ومشاركة ابناء الجاليات العربية وتكاتفهم مع قضايا اوطانهم وحكوماتهم من خلال اشعارهم وتفاعلهم مع المجتمع المدني فى قطر وانشطته المختلفة . ونوه بان الخيمة الخضراء ستظل ثرية بضيوفها وبمثل هذه الفعاليات ، مشيرا الى ان الهدف منها ليس فقط اثراء الثقافة والابداع وانما الجمع بين الاشقاء وتوثيق تكاتفهم وروابطهم والتعارف بينهم وهو ما حققته الخيمة بنجاح من خلال لقاءات بسيطة لا رسميات فيها تشعر الجميع صغارا وكبارا انهم اسرة واحدة ، فضلا عن مشاركة جهات خارج قطر في انشطتها . يذكر ان برنامج "الخيمة الخضراء" هذا العام يشتمل على فعاليات ثقافية وتراثية خاصة بالجاليات العربية المقيمة فى قطر وذلك مشاركة من البرنامج في احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 . ومن المقرر ان تختتم الخيمة الخضراء فعالياتها الليلة فى احتفال خاص تستضيف فيه الجالية المغربية .