من خلف تلك الجدران يقبع هذا الشيخ المسن مقبل لا أولاد لديه ولا زوجه يعيش وحيدآ خلف هذه الجدران التي توشك على السقوط والتي طالها الخراب والدمار طيلة فترتي الحرب الاولى والثانية على الجنوب . وبينما انا اطرق الأبواب لكي أقوم بواجبي العملي والإنساني المكلف به من قبل المنظمة التابعة للهلال الاحمر الاماراتي التي اعمل لديها ضمن الفريق الإغاثي لتوزيع المعونات الإغاثية والإنسانية المقدمة من دولة الامارات العربية الشقيقة للمواطنين بالعاصمة عدن مريت مع احد اعضاء الفريق الاغاثي من أمام هذا المنزل الذي يوجد عليه آثار الخراب والدمار لم أتوقع أن خلف جدران هذا المنزل المدمر التي تحيط بها القمامة والاوساخ من كل الجهات يمكث هذا الرجل المسن إلا بعد ان وقفنا دقيقة بعد سماعنا صوت مفاجئ ونحن مارون وتوقعنا ان هذا الصوت لرجل به سعال فوقفنا نتأمل من ين يأتي هذا الصوت فأدركت انه من خلف هذه الجدران المدمرة فقدمت بخطوات بطيئة تجاه مكان انطلاق الصوت حتى وجدنا فجأة هذا المسن على فراشه لا حول له ولا قوة طريح الفراش لا معيل له . شعرنا بقمة الألم ونحن نلفت يمين ويسار بداخل المنزل المدمر عششت به الحشرات والقطط ..جدران آيلة للسقوط على رأس هذا المسن المعاق عن الحركة سلمنا وتفقدنا حالته الصحية والوضع المعيشي الذي يمر به ورد قائلا :- كما تشاهدون هذا هو حالي قلنا لا يوجد معك أحد قال معي الله يا اولادي ، فالمسن مقبل لا أولاد لديه ولا زوجه يعيش وحيدا خلف هذه الجدران المدمرة نظرنا للأوني التي يستخدمها للماء أمامه قال يتاجر بي بعض الجيران بسكب الماء لي لأقضي حاجتي . فقلنا له من يحملك إلى الحمام قال مشير لي بيده الى هذا المكان أقضي حاجتي بقرب الفرش الذي انام عليه وامكث فوقه طيلة النهار والليل وقد اخذتنا الشفقة والرحمة على هذا الرجل الوحيد والمسن في ظل غياب وعدم الاهتمام بالمعاقين حركيا وتقديم الرعاية لهم في ومرحلتنا الراهنة رغم انه يقطن في مكان كان يسمى بدار العجزة والمسنين قبل احتلال الجنوب في صيف 1994م الذي كان يقدم لهم فيه كل الرعاية والاهتمام اما اليوم فالعم مقبل هو ضحية من ضحايا الاحتلال اليمني الذي دمر الحجر والشجر و دمر كل حقوق الإنسان الجنوبي وأصبح حال الكثير من المسنين بهذا الوضع فمن ينقذ هذا المسن المعاق ويهتم به .