قبل أيام كنت قد زرت مدينة "عدن الحبيبة" يومها كتبت مقال بعنوان (ما أجمل عدن بدون جهاز القتل المركزي) وقلت يومها رغم ماشاهدت من الخراب والدمار وآثار لحرب قذرة حرب إبادة لم تشهدها عدن ومدن الجنوب الاخرى عبر تاريخها المعاصر ...إلا انني رغم هذا وذك اعتبرتها أجمل واروع زيارة لعدن في حياتي حين لم أشاهد عساكر القتل المركزي وتلك المراكز والنقاط اللا امنية التي كانت جاثمة على صدر عدن خاصة والجنوب عامة ! فكانت اروع اللحظات حين شاهدت علم الحرية والاستقلال علم دولة الجنوب يرفرف عاليا خفاقا في سماء عدن وفي كل نقطة أمنية مررت بها فمهما كان من القصور او الاخفاق سوى كان في الجانب الأمني او غيره لكنه اهون بكثير من ذلك العهد المهين الذي عاشه كل احرار وشرفاء الجنوب منذ يوم 22مايو المشؤوم. واليوم وذكرى التصالح والتسامح تحل علينا ونحن نعيش في ظل اجوا وظروف مختلفة تماما عن ماسبقها لا يسعنا إلا ان نقول لكل الأحرار والشرفاء في الجنوب ان ذكرى يناير هذا العام ستكون مختلفة تماما مختلفة من حيث صحوة الغالبية العظمى من ابناء شعب الجنوب الذين اصبحوا اليوم أكثر وعيا وإدراكا لأهمية تجسيد روح التصالح والتسامح الشامل بين كل ابناء الجنوب داخل الوطن وخارجه والعمل بروح وقلب وعقل رجل واحد لا يهمه سوا كيف سيخرج هذا الوطن الى بر الأمان وكيف يجب ان نعمل جميعا من أجل وطن وشعب ناله ماناله بسببنا نحن ابناؤه ! نعم ان ذكرى يناير لهذا العام يجب ان تتميز عن سابقاتها والجميع مطالبون اليوم بوحدة الصف ونبذ الماضي البغيض والتصدي لكل من يتبع العمل المناطقي ايا كان حجمه او مستواه وهذا ما نلمسه اليوم لدى كل ابناء الجنوب من "المهرة حضرموتشبوةابينلحج الضالع عدن" هذا ما يجب اليوم علينا جميعا ان نعمل به وبالتصالح والتسامح الحقيقي سنصل الى ما فقدناه واضعناه بسبب الخلافات العقيمة والأفكار القاصرة ... يا ابناء شعبنا الجنوبي العظيم اجعلوا من ذكرى يناير لحمة جنوبية غير قابلة للتلاعب او الاختراق من قبل الاعداء التاريخيين للجنوب وشعبها واحترموا بعضكما البعض وتصدوا لكل الاصوات النشاز التي لا تمل ولا تكل من العمل على زرع الشقاق والفتن بين ابناء هذا الوطن ! حافظوا على كل جنوبي اينما كان وقفوا الى جانب القيادات السياسية الجنوبية التاريخية في الداخل والخارج ولا تسمحوا بالمساس بأي قيادي جنوبي او رئيس جنوبي حالي او سابق ! وتذكروا دوما اننا نواجه عدوا ليس بالسهل وكلما توحدنا حصنا الجنوب وشعبها من شره وكلما اختلفنا جعلناه وسهلنا له ان يقتل ابناء الجنوب عقيد وراء عقيد وشهيد وراء شهيد . اعملوا وارفعوا شعار (التصالح والتسامح الشامل) وابتعدوا عن التشكيك والتخوين حتى يحترمنا الآخرين ويثقوا فينا من اننا قادرون ان نستلم وطن بحجم الجنوب ومساحته ومكانته الدولية والاقليمية ! كل هذا مرتبط بوحدة صفنا وصدق كلمتنا وابتعادنا عن كل ما من شانه سهولة إعادة احتلالنا وجعلنا مشردون داخل وطنا... والله الهادي لسوا السبيل .