عشراتُ المعلمين المغتربين والمنقطعين عن العمل يتصرفُ بمرتباتِهم مديرُ التربية في عمليةِ فسادٍ تُعدُّ جزءاً بسيطاً من العبثِ الذي يطال التعليم في مديرية سبّاح يافع ، بل ومثالاً يسيراً لأشكالِ الفساد والإفساد الذي تموجُ به إدارةُ التربيةِ بقيادة المدعو أحمد صالح الصلاحي ، ومما يثيرُ الدهشةَ والاستغرابَ في هذا الجانب أن مدير التربية وشلتَه من الفاسدين في التربية لجأوا إلى استحداثِ مدارسَ بأسماءٍ وهميّة لا وجودَ لها في الواقع وتحويل المعلمين المغتربين إلى هذه المدارس الوهمية كي يتسنى لهم التصرفُ بمرتباتهم ، وكي لا يتركَ الصلاحي ثغراتٍ مكان المنقطعين في بعض المدارسِ الحقيقية . ما يؤكدُ هذه الحقيقة حيلولةُ مدير التربية ومَنْ هم على شاكلته من المسوخ الشيطانية ومصاصي الدماء .. الحيلولة دون تحويل مرتبات معلمي المديرية إلى مكتب البريد ليستلمها المعلمون بكل يسر وسهوله ، لكنّ المديرَ الموقر يستميتُ كل مرةٍ لعرقلة هذه الخطوة وللغرض ذاته وللأسباب عينها ! فبقدرِ ما يشكّلُ هذا النوع من الفساد مصدرَ دخلٍ وعيش وتكسّب _غير مشروع_ لمدير التربية فإنه يُعدُّ واحداً من أهم الأسباب لتدني مستوى التعليم في المديرية ، ويُوصفُ بأنه أهم ركائز الفساد بالتربية . أما الأسبابُ وراء هذه القضية التي تؤرق التعليم هنا فيأتي في مقدمتها ضعفُ السلطة المحلية وهشاشة الدور الرقابي والإشرافي وتغاضي بعض الأطراف في المجلس المحلي عن الخوض في هذا الموضوع وغض الطرف عنه إهمالاً ونأياً بالنفس من جانب ومصلحةً وتمصلحاً من جانب ثانٍ ! ضف إلى ذلك أن سبّاح مديريةٌ نائيةٌ بعيدة عن أنظار الجهات المسؤولة والأجهزة الرقابية فغدت ،بالفساد والفاسدين، وكأنها في المريخ وليست في يافع . وفي حقيقة الأمر أن هناك جهوداً يجب أن نحترمَها يقومُ بها مدير عام المديرية بشأن الارتقاء في مستوى الخدمات بالمنطقة المحرومة من أدنى المتطلبات الحياتية ؛ إذ حقق المدير العصري في هذا الجانب خطواتٍ ملموسةً خففتْ من عناءِ المواطن ؛ بيد أن التربيةَ وما فيها من فساد ومَنْ يعبثون بمقدراتها ويتلاعبون بمستقبل الطلاب ويستهترون ويستخفون بعقول الناس .. مازالوا بعيدين كل البعد عن أنظار المدير العام والمسؤول الأول عن كل صغيرة وكبيرة في مديرية هو مديرُها ، فمطلوب منه اليوم أن يوليَ التربيةَ اهتماماً خاصاً نرى أنه يتمثل في الآتي: أولا: إعفاء مدير التربية من مهامه والبحث عن شخصيةٍ تربوية مؤهّلة تتمتعُ بالكفاءةِ الإدارية والقدرات في مجال تخصصه شريطة أن تكونَ هذه الشخصية مستقلة وولاؤها لله ثم للجنوب ودماء الشهداء ؛ فالمدير الحالي إصلاحي متزمت غيرُ قادرٍ على كتابة تقرير إداري أو إعداد خطة ، بل غير قادر على كتابة جملة سليمة إملائيا ولغويا ، وبقاؤه في هذا المكان جريمة في حق التعليم . ثانيا: سرعة التحقيق مع المدير المذكور ومعاونيه في قضايا الفساد المنسوبة إليهم ، وتقديمهم للقضاء إن ثَبُتتْ إدانتهم ، أو على الأقل الاكتفاء ،في ظل غياب الدولة، برفعِ قضيةٍ ضدهم ومحاسبتهم إداريا داخل المديرية بإجراءاتٍ حاسمة يتخذها المدير العام بالتنسيق مع مجالس الآباء والأهالي . ثالثا: تشكيل لجنة من الشخصيات الاجتماعية والأهالي بشأن حصر المعلمين المغتربين والمفرقين والمنقولين ورفع تقرير مفصل للمدير العام ويتمُّ استعراضه ومناقشته في جلسةٍ استثنائية يعقدها المجلس المحلي في غضون يومين من رفع التقرير . إذن هذه خطواتٌ عملية مطلوبٌ من مدير عام المديرية سرعة البحثِ فيها وتنفيذها تفادياً لاستفحال الفساد في التربية وقطعاً لدابر الفاسدين والمتنفذين واللصوص ، وإثباتاً بأن سبّاح على هذه الأرض وتخضع لقوانينها وأعرافها وليست في المريخ ، بغير ذلك فإن الفساد ،في اية إدارة كانت، يسيئ إلى جهود المدير العام بل ومحسوب عليه إن طال سكوته ودس رأسه في الرمال ؛ باعتباره الرجل الأول في المديرية !!