في ظل الأوضاع التي تعيشها مديرية كرش والهجمة الشرسة التي تشنها مليشيات الحوثي وصالح على المديريةوتأخر سرعة حسم المعركة من قبل قيادة جبهة كرش والتراخي من المختصين الذي أدى إلى تمادي المليشيات اضطر سكان مديرية كرش لترك قراهم ومدينتهم ونزحوا بعيداً في الجبال المجاورة ومنهم من ذهب لمحافظة عدن وآخرين لمدينة العند مديرية تبن . وفي إطار زيارتي لبعض أقاربي في مدينة العند التقيت كثيراً من أبناء كرش الذين أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم والذهاب بعيداً..وحول أوضاعهم هناك تحدث بعضهم بحزن شديد وكانت أحاديثهم تختلط بالحزن العميق الذي يحكي الوضع الذي يعيشونه هناك ..منهم من اشتكى ارتفاع أسعار إيجار المنازل وعدم قدرتهم على سداد الإيجارات بحكم أنهم ليس لديهم مصدر دخل يعتمدون عليه والبعض الآخر علل ذلك -خاصة العسكريين منهم -إلى ايقاف معاشاتهم من قبل مليشيات الحوثي وصالح وعدم صرف معاشات من عدن لهم ..أما ما يزيد من الوضع قسوة هو وجود أكثر من أسرة في منزل واحد وقد وصلت بعض المنازل أنها تسكنها تسع أسر بكامل أفرادها ولكم حق التخيُّل كيف ستعيش تلك الأسر في منزل واحد.كما أبدى كثيرون قلقهم من الألغام التي ستقوم مليشيات الحوثي وصالح بزراعتها في قراهم كما هي العادة وكيف سيتمكنون من النجاة منها بعد عودتهم إلى منازلهم .
الوضع جداً محزن يدعو إلى الوقوف عنده كثيراً وسرعة التعامل بجدية مع ذلك الوضع .فضلاً عما تعانيه تلك الأسر المشردة في الجبال والوديان والتي اتخذت من كهوف الجبال بيوتاً ومن أغصان الشجر وأوراقها فراشاً تقيهم قساوة برودة الشتاء والأمطار التي تتساقط هذه الأيام على بعض المناطق المجاورة لكرش والتي نزح إليها أغلب سكان كرش .
نازحو كرش معاناة تتحدث عن نفسها وإهمال من الجهات المسؤولة ..السؤال إلى متى سيظل أبناء كرش مشردين في الجبال وقيادة جبهة كرش يعيشون في أفضل حال قد جعلوا لأسرهم شققاً فخمة في محافظة عدن وتناسوا المعدمين من أبناء كرش وأنهم مسؤولون عما يفعلون .
ولعل الذي نستطيع فعله لهم هو مناشدة مدير مديرية كرش الأستاذ محمد على محسن ومحافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي بسرعة إيجاد الحلول لهذه الأسر المشردة كما نتمنى أن تصل هذه المناشدة إلى فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي وقيادة دول التحالف والمنظمات الدولية والذي يؤمل فيهم أبناء كرش كثيراً لإنقاذ مديريتهم وسرعة تحريرها ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم