لا تكاد الانفجارات في العاصمة اليمنية صنعاء تهدأ حتى تعود، مع تكثيف مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية ضد العديد من المواقع والمقرات التي يسيطر عليها الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وسط تركيز ملحوظ على مواقع محدّدة يجري استهدافها بصورة متكرّرة. منطقة النهدين ووفقاً لسكان ومصادر محلية في صنعاء تحدثت ل"العربي الجديد"، فإنّ منطقة النهدين (شمال العاصمة)، كانت أبرز هدف لضربات التحالف العربي الجوية بصورة شبه يومية خلال الأسابيع الماضية. وتعتبر النهدين منطقة الرئاسة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم. وتقع النهدين في منطقة السبعين التي تعدّ أهم المربّعات العسكرية والأمنية في عهد الرئيس المخلوع. كما يقع بالقرب من ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة، معسكر "قوات الأمن الخاصة" التابعة لوزارة الداخلية اليمنية. تضمّ منطقة النهدين المسوّرة تلَّين صغيرَين متجاورَين على شكل نهدَي امرأة، وأمامهما يقع دار الرئاسة. كما تضمّ المنطقة مقرّ اللواء الأول، وهو حرس خاص تابع للحرس الرئاسي، بالإضافة إلى اللواء الثالث مدرع، أحد أكبر الألوية، وجميعها تحت سيطرة الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح. وكانت المنطقة بمختلف مقراتها ومواقعها، هدفاً لغارات جوية متكررة منذ بدء العمليات الجوية للتحالف العربي، غير أنها في الفترة الأخيرة عادت هدفاً شبه يومي. فج عطّان تعد منطقة فج عطّان الجبلية جزءاً من سلسلة جبل عيبان الذي يحيط بصنعاء من الغرب. وتقع منطقة عطّان في الجزء الجنوبي الغربي من الجبل، وكانت هدفاً لعدد كبير من الغارات الجوية بسبب وجود مقر قيادة ألوية الصواريخ البالستية فيها. ونفّذت غارات التحالف العربي فيها ضربات بالمئات، وحصل فيها أكبر انفجار في صنعاء في 20 أبريل/نيسان2015. ولا تقتصر الضربات في عطّان على مواقع الألوية، بل استهدفت منازل تابعة لنجل الرئيس المخلوع، أحمد علي عبدالله صالح ومقراً للمؤسسة الاقتصادية اليمنية العسكرية، والعديد من الأهداف في الجبل المطل على شارع الستين، وكانت آخر الضربات فيه يوم الجمعة الماضي. قاعدة الديلمي الجوية تعتبر المقرّ الرئيسي للقوات الجوية اليمنية. سيطر عليها الحوثيون بعد اجتياحهم صنعاء أواخر العام 2014. تقع القاعدة في الجزء الشمالي من العاصمة قرب مطار صنعاء الدولي. وتعتبر القاعدة مقراً لألوية جوية عدّة ولواء دفاع جوي. كانت "الديلمي" هدفاً للضربة الأولى التي دشّن فيها التحالف العربي حملته الجوية في 26 مارس/آذار العام الماضي. ونجحت الضربات بإخراجها عن الجاهزية وتعطيل القوات الجوية منذ اليوم الأول. كانت قاعدة الديلمي ولا تزال هدفاً لضربات جوية متكررة، على ما يبدو تستهدف محاولات الحوثيين استخدام أسلحة من داخلها. معسكر الصُباحة يقع في الجزء الغربي من العاصمة بالقرب من عطّان. هو مقرّ قيادة قوات العملية الخاصة التي كانت تُعد قوات النخبة في الجيش، ومن المعسكرات المحسوبة على المخلوع. جرى استهداف معسكر الصُباحة منذ اليوم الأول للحملة الجوية وفي أوقات متفرقة. وأخيراً، عادت الغارات مجدداً لاستهداف "الصُباحة"، بعدما توقفت الأشهر الماضية.