نعم هو رجل بحجم أمة.. قالوا عنه انه خطيب ذو لسان فصيح و أسموه صوت الحق الذي يزلزل المنابر و قالوا انه بطل شجاع قاد أبطال المقاومة الجنوبية أثناء عدوان أنصار إيران و مرتزقة المخلوع و اثنأوا على أخلاقه و ورعه و تعامله مع الناس.. و ذكروا عن الأعمال الخيرية، و عن كل النشاطات الخيرية التي كان يقوم بها! خدم أمة.. و نفع بعلمه و نشاطه و بطولته أمة.. و ارتقى لأجل أمة.. فبكته أمة.. لذلك هو رجل بحجم أمة؟! انا لم أتشرف بمعرفته الشخصية... وأمثاله ليس بالضرورة أن نعرفهم بصورة مباشرة... فعطره الطيب يعبق و ينتشر كالسديم، نستنشق شذاه بين الخيريين... سيرته الطيبه تحملها النسائم لتلفح القلوب، تدخلها بلطف دون استئذان رجولته و بطولته و صدقه مع الله تتبادلها الألسن الحزينة و بشهادة الجميع فتثبت القلوب و ترفد العزيمة و تشحذ الهمم.. صفاته الحميدة كثيرة، و لا نزكي عند الله أحد! مع أني كما ذكرت لم أتشرف بمعرفته شخصيا.. إلا أن احبابه و هم أصحابي اصبحوا همزة وصل بين مشاعري و بين الشهيد الشيخ راوي... جعلوا بشهاداتهم بيني و بينه جسر من الألفة و التجاذب.. فدب الحزن في قلبي..حزنت لفراقه ألما، و أنا لا ابكي جسد أنسان تأمر خفافيش الظلام على قتل نفسه التي حرم الله.. لا أبكي جسدا وارى التراب.. بل أني ابكي سيرة طيبة ... و صوت حق اراد الظالمون إلا ان يطفونه بفوهات بنادقهم... فنجحوا في قتل جسد وإخفائه عن الأعين.. و لكنهم لن يمنعوا مسيرته الطيبة.. مسيرته الزاخرة بالعطاء، من السير قدما... فهناك الكثير من القلوب الطيبة و هناك الكثير من الايادي البيضاء ستختطف شعلته الوقادة ليستمر ضياءها مبددا الظلمات التي يحيكها الظالمون، بإذن الله! فهنيئا لك فقد حققت ما سعيت لأجله الشهادة بإذن الله! عاهدت الله و صدقت وقضيت نحبك و بإذن الله نصدق الله العهد و ننتظر، ندعوا الله ان يرزقنا أمثالك لنستمر في نشر الخير لنعلي كلمة الله! اما أنتم ايها الظالمون القتلة المجرمون! فهذا هو فراق بيننا و بينكم، هولاء هم صنف رجالنا... بينما قتلتنا و المجرمون، الظالمون الغدارون، الفاسدون، هم صنف رجالكم! هذا هو رجلنا الذي نفاخر به و قد طالته اياديكم الآثمة الغادرة المعتدية ... فكيف تصفون رجالكم و بما تفاخرون؟! أتفاخرون بقطيع من قتلة يتربصون بأرواح الأبرياء في كل مكان؟! أتفاخرون بمن يختطف رجلا غدرا ثم تقتلونه، في وقت كأن قد أمن و ترك سلاحه و جنح للسلم بعد ان اذاقكم علقم الهزيمة؟! هو بطلنا الذي وقف كالأسد ليصدكم حين اقبلتم معتدون لتهتكوا الدين و الأرض و العرض، فتصدى لكم يقود الأبطال في نزأل الرجال و أثخنكم فعجزتم في مواجهته كالرجال... فتربصتم له تحت جنح الليال غدرا لتشفوا الغل عن صدوركم المنتنة و قلوبكم السوداء الخبيثة و تغتالوه... هذا هو شهيدنا....غدرتم به فارتقى و سقطتم! هذا هو ليث منا، غدرتم به فعبثتم بعرين الاسود و ايقضتموها... خسئتم من قوم تعمهون.. إلا ترون حشود الناس التي جاءت خلف جنازته الا تفهمون رسالة الرفض لوجودكم؟! الا تفهمون ذلك الإستفتاء الحي عن حبنا له و لأمثاله من هم على دربه.. و كرهنا لكم و من هم على دربكم؟! الا ترون تلك الحشود يناجون الله بان يتقبله شهيد، و يدعون عليكم بالويل و الثبور لم اقترفت أيديكم؟! الا تدركون أنه الأمر الفيصل بين الخير و الشر..و قد انحزتم الى الشر و أتبعتم اهواءكم؟! فنم قرير العين ايها الشهيد بإذن الله.. وليفخر الأحياء من ذويك لأنا نغبطك هذا الارتقاء الجميل... فلن نقول بأنا نعزيهم بل نهنئهم هذا التكريم و التشريف الإلهي.... سيرتك العطرة و حكايتك الشريفة و حياتك التقية النزيهة الورعة و مواقغك البطولية ستحتفظها صدور محبيك من أهل الخير.. و ستحكيها ألسنتهم و تنقلها لأجيال قادمة بإذن الله... و حسبنا الله و نعم الوكيل!