عزيزي وحبيب الغالي مبارك ما أصعب الكلمات وهي تخرج من قلب جريح فيدمى حزنا على فراقك الغالي والذي كان أصعب عندي من فراقي لروحي . ولدي الشهيد .. لم يجف من جفني الدموع ولم يبرأ قلبي من الألم منذ فراقك ، لقد ودعتني ليلتها لأنك مسافر اليوم التالي ، لم أعلم أن وداعك لي وداع الراحل عن الدنيا ولم أكن أعلم أن رصاصة الغدر تنتظرك ليلتها لتسلب منك الحياة وهي لا زالت في بدايتها ... آه .. أه ، ما أصعب فراقك على قلبي وأنا الذي كنت قريب منك ؛ أسمعك واعينك وأحمل عنك همومك وآلامك عندما كنت دائما تفتح لي قلبك وتقول كل ما بداخلك وبرغم قربي منك وجدت أنني لا أعرف إلا القليل عنك فقد عرفت الكثير عنك بعد فراقك .
عرفت أخلاقك وطيبتك وحسن كلامك ومواقفك النبيلة من كلام كل من عرفوك وأثلج صدري وأنا اسمع ما يقوله الغير عنك في أماكن كثيرة كان الكل يشيد بك وبرجولتك وشجاعتك وأخلاقك النبيلة فهنيئا لك هذه السمعة الطيبة التي رفعت بها رؤوسنا بعد موتك . عزيز الغالي .
لقد انهمرت دموعي وبكيت عليك ولم تبرح الدموع جفني من حين فارقتنا ولكني لم أبكيك وحدي ولم تبكيك أسرتك .. بل بكاك كل الناس الذين عرفوك ولم نكن نعرفهم إلا بعد موتك ما جعلني لم أتوقع أن لك هذه الشخصية المؤثرة على من حواليها من الناس .
لقد قتلت غدرا بد أعدمت غدرا بسلاح يفترض أنه يحميك ويحمي كل مواطن وجنودا حماة للقانون وأصبح لدينا الخوف من حماة القانون أكثر من غيرهم .
عزيز الشهيد مبارك .. لقد فرحت أربع مرات متتالية : المرة الأولى : عندما كلمتني بأنك نجحت في الثانوية العامة بمجموع ممتاز . والمرة الثانية : فرحتي بخطوبتك على ابنة عمك .
والمرة الثالثة : استعداد الأسرة للتحضير لزواجك بعد العيد ولكن أبى القدر إلا أن يكون زواجك في الجنة إنشاء الله من بنات الحور .
والمرة الرابعة : رغم حزني على فراقك إلا أني فرحت لأن رصاصة الغدر التي اخترقت ظهرك قد منحتك الشهادة فهنيئا لك هذه الشهادة ما أصعبها عزيزي من لحظة حين رأيتك تنزف وقد فارقت روحك جسدك الطاهرة ، تمنيت وقتها أن هذه الرصاصة اخترقت قلبي بدلا عن ظهرك ولكن كل شيء بقدر .
نرجو من الله لك العفو والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته والمؤمنين إذا أصابتهم مصيبة يقولوا إن لله وإنا إليه راجعون . فهنيئا لك الشهادة فهنيئا لك الشهادة فهنيئا لك الشهادة وتأكد من سلبك الحياة في مقبل عمرك ستلاحقه لعنة الله والناس والله يمهل ولا يهمل ( وبشر القاتلين بالقتل ولو بعد حين ) .