قد لا يعلم المتابع العادي للإحداث او المواطن البسيط ان الخلافات والتناحرات السياسية لا تؤثر على المكتسبات والمكاسب التي حصل عليها السياسيون حتى لو تعطلت حياتنا او اوقفت فالرواتب تصرف في مواعيدها المحددة حتى وان كان صاحب المرتب خارج الحدود او مختفي في مكان ما بعد صدور امر قضائي او سلطوي ضده والنثريات والامتيازات اذا لم تكن صرفت بداية السنة المالية فهي محفوظة ولا خوف عليها اجلا او عاجلا سيحصل عليها من اصبحت من حصته بموجب المحاصصة العتيدة التي دأبنا على العمل بها ودرجنا عليه منذ زمنا بعيد. لهذا نرى ان الكثير من الاشكالات البسيطة تتحول الى ازمة وقضية رأي عام ويتخندق حولها المختلفون مع علمهم الاكيد على خروجهم منها من دون ضرر مادي وأحيانا حتى معنوي لكن من يكتوي بنارها هو المواطن بعد ان يأكل السياسي حصرمها وعادة ما يكون نتائج كل ازمة مفخخات وعبوات وقذائف هاون وعمليات ارهابية تقع في هذا الحي او ذاك غير مفرقة بين مواطن وأخر وحاصدة الارواح البريئة حتى دون ان نسمع للسياسيين الشجب والاستنكار او ان يحملوا بعضهم جزاء من مسؤولية وقوعها. كما ان انعكاس التناحر بين اطراف العملية السياسية على النثريات والعطايا امر لا يختلف عليه عاقلان بسبب انتماءات المسئولين عن المكافئات الى هذا الطرف او ذاك مما يجعلهم يتضامنون سلبا او ايجابا مع الطرف الذي ينتمون اليه ويهملون واجبهم الذي يقبضون عليه اجرا بملايين الريالات على سبيل المثال نحن في الصيف وأزمتنا ولدت من رحم الشتاء وهي لاتزال تكبر وتتفاعل وتقضي على كل امل. يقضي اصحاب الشأن شهورهم وسنينهم في افخم فنادق العالم ومدنه التي تسر الناظرين او في بيوت وفلل مكيفه في المدن التي تعيش اجواء ملتهبة دوما ويمنع على الذين لم تسمح لهم الظروف بالاقتراب يوما من اسوارها العالية والحراسات المشددة. هل يعلم سياسيو اليوم وأصحاب القرار لو ان المعادلة تغيرت وأصبح السياسي مواطنا ولو بمعجزة هل سيبقى صامتا على ساسة لا يعيرونه اهتماما الا ايام الانتخابات وأيام الحروب؟