كشفت مخرجات ندوة بناء التوافق إزاء قضايا الرؤية والقيادة لمستقبل الجنوب وجود عدة خيارات متاحة لإنقاذ الجنوب وبينها إجراء انتخابات عامة لهيئات تمثيلية تمتلك الشرعية وحق تمثيل الجنوب، بالاستفادة مما تتيحه في هذا المجال المواثيق والقرارات الدولية، كون اليمن خاضعة لنظام الوصاية الدولية. كما شملت خيارات الندوة التي نظمها منتدى عدن للحوار السياسي والفكري واحتضنتها محافظة عدن على مدى ثلاثة أيام بمشاركة 25 شخصاً من السياسيين والأكاديميين والناشطين في المجتمع المدني، تنظيم حوار بين ممثلين للمحافظات الجنوبية ينتج عنه عقداً سياسياً واجتماعياً وتوجهات مستقبلية وقيادة، وتنظيم حوار جنوبي شامل ومجتمعي حقاً، وبمشاركة تؤخذ في الاعتبار التمثيل الرأسي والأفقي يخلص إلى نفس النتائج. وبحث المشاركون في الندوة على مدى الأيام الثلاثة، محاور العوامل السلبية والمعوقات المستمدة من الماضي والناجمة عن تطورات أكثر من نصف قرن من الزمن بمراحله الثلاث الأساسية التي عاشها الجنوب، ودروس من المبادرات التي جرت في الماضي للتوافق على رؤية عامة وأداة موحدة، والتي لم تتمكن من تحقيق النجاح الكامل، والفرص والخيارات والسبل المهيأة والممكنة لبلوغ هذا الهدف في الوقت المصيري الراهن. وقال منسق منتدى عدن قاسم داؤود علي، في تصريح صحفي حول سير ونتائج أعمال الندوة، إن المشاركين في الندوة بحثوا موضوعها الرئيسي بجدية وموضوعية وحرص، تأكيداً منهم بأن مهمة تحقيق التوافق على رؤية سياسية عامة تعبر عن قضية الجنوب وتطلعات شعبه، وعلى قيادة تجسد روح التوافق وتحقق الشراكة وتحظى بالثقة والتأييد من الشعب تعد في الظروف الراهنة أولوية قصوى لا تقبل التأجيل والتسويف وضياع المزيد من الوقت، خاصة وثمة ظروف وعوامل مهيأة لتحقيق ذلك الهدف ومن مسؤولية الجميع ومن يعنيهم الأمر وتهمهم القضية أن لا يفقدوا الفرصة المتاحة، فعدا ذلك ينذروا بعواقب وخيمة وعلى أكثر من صعيد، وكما دلت المناقشات على وجود العديد من الخيارات والطرق التي يمكن بحثها واعتماد الأنسب منها. وأضاف أن المشاركين دعوا إلى اخذ العبر والدروس من تجارب الماضي دون جعله عقبة ومعيق أمام ما يهم الحاضر والمستقبل، وأن اعتماد مبدأ الحوار والتوافق والمشاركة تعد نموذجاً عملياً للاستفادة من العبر والدروس المتراكمة، ومن أهم الضمانات للمستقبل، كما أن من بين الأمور التي تم التأكيد عليها هو أن قضايا الرؤية السياسية حول مستقبل الجنوب والأداة التي سيناط بها مهمة القيادة هو أولاً وأخيراً شأن يهم قوى الثورة والحامل لقضية الجنوب وجماهير الشعب عامة التي ينبغي عليها أن تنتقل من المناشدة والمطالبة التي لم تجد من يسمعها إلى المبادرة والفعل وفاءً للتضحيات وصوناً للقضية وضماناً لتحقيق الأهداف والتطلعات العامة. وأشار إلى أن الندوة لفتت انتباه كل الأطراف المعنية بالوضع في اليمن سواء من داخل اليمن أو من الجنوب والشمال أو الأطراف الإقليمية والدولية للاستفادة من دروس الماضي القريب عندما جرى تهميش الجنوب والالتفاف على إرادته، وهو الخطأ الذي لم يسهل طريق العملية السياسية كما اعتقد البعض بل عد من بين أهم الأسباب التي أدت إلى تعثرها وانتكاستها، وعليه فان على هذه الأطراف مجتمعة وفي إطار مسؤوليتها ودورها أن تضع الجنوب في دائرة اهتمامها وبما لها من تأثير ونفوذ وخبرات، لتمكين قواه من ترتيب وضعها وتهيئة جاهزيتها للمشاركة في الاستحقاقات والمحطات السياسية القادمة. كما لفت قاسم داؤود إلى أن الندوة أكدت على وجود توافق وقبول على صعيد الجنوب بأن تضطلع كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالمبادرة في الدعوة والتنظيم لرعاية حوار جنوبي شامل تُؤمن نتائجه، وإلى جانب أمور أخرى مشاركة جنوبية تحظى بالشرعية في المراحل القادمة من العملية السياسية وفي التفاوض على مستقبل العلاقة والروابط بين الشمال والجنوب. وأكد اتفاق المشاركون في الندوة على مواصلة عملهم الجماعي في الفترة القادمة إدراكاً منهم لأهمية الموضوع والدور الملقى على عاتق الجميع، على أن تواصل المجموعة عملها الأسبوع القادم لبحث ما يمكن عمله بما فيه توسيع دائرة المشاركة، وإدارة الحوارات مع كل القوى والأطراف الأخرى، وتوجيه رسائل لكل الأطراف المعنية في الأمر، وفي الأخير سيتم تشكيل جزء من أي تحرك يتم التوافق عليه. * من فاروق عبدالسلام