ينظم منتدى عدن للحوار السياسي والفكري بالتنسيق والتعاون مع برنامج دعم الحوار ومركز الرشيد للأبحاث والتنوير، ابتداءً من يوم غد الأحد وعلى مدى ثلاثة أيام ، ندوة حوارية لمناقشة سُبل تحقيق التوافق على رؤية وقيادة سياسية جامعة لمستقبل الجنوب، بمشاركة 25 شخصية تضم سياسيين واجتماعيين وأكاديميين وباحثين وإعلاميين. وقال منسق منتدى عدن للحوار السياسي والفكري قاسم داؤود في تصريح صحفي لوسائل الإعلام، إن الندوة الحوارية ومن خلال بحث معمق وتبادل حر ومسؤول للأفكار وتقييم موضوعي منصف لمختلف الجهود والتجارب التي تمت في الماضي، تهدف إلى التوصل لخيارات ومقترحات من شأنها مساعدة قوى الثورة الجنوبية والمجتمع الجنوبي بشكل عام على تحقيق التوافق على رؤية سياسية جامعة حول مستقبل الجنوب، وقيادة سياسية مقتدرة تحظى بثقة وتأييد مختلف القوى والمكونات والأطراف، تعكس إرادة الشعب وحقوقه الطبيعية وتلتف حولها القوى الجنوبية ومختلف شرائح ومكونات وقوى المجتمع. وأضاف: أنه من أجل النجاح في مقاربة موضوع الرؤية السياسية الجامعة حول مستقبل الجنوب من المهم جداً أن يتحقق البحث والنقاش بعقلية منفتحة خالية من التعصب لرأي أو لمكون أو لنموذج ما ومن الأحكام المسبقة والمفردات والمصطلحات التي لا تنسجم مع مبدأ الحوار والبحث مثل التخوين والإدانة والنزعة العدائية، والتمسك بلغة الحوار الراقي وأدوات البحث والتقييم للوصول إلى خارطة طريق نطرحها على القوى المعنية وتساعد إلى جانب رؤى أخرى تساعد الجنوب على الخروج من وضع سياسي ينبغي أن لا يستمر. ولفت إلى أنه من أجل أن تكون الأمور واضحة للجميع، حول مضامين وأهداف الندوة، ولقطع الطريق على أي تأويل خاطئ وسوء فهم من هنا وهناك، لا بد من التأكيد باسم منتدى عدن على ضرورة طرح موضوع تحقيق التوافق وعلى أي مستوى على رؤية سياسية عامة وجامعة لمستقبل الجنوب لا تعني بأي حال من الأحوال تجاهل المشاريع القائمة والأهداف المطروحة ولا التشكيك فيها أو دعوة للتخلي عنها، كون ذلك غير وارد وليس مطروحاً للبحث لا من قريب أو بعيد. وأوضح قاسم داؤود، أن المستهدف هو الطريقة أو الآلية التي تمكن من إعداد رؤية سياسية عامة وجامعة للثورة الجنوبية، وهو التحدي الذي لم يتحقق بعد، ويعتبر تحدياً جدياً وضرورياً لحماية قضية الجنوب ونضال شعبه ومشروعه الوطني والسياسي الواحد من الاحتواء والتهميش والتفتيت، وهي عملية لم تعد تحتمل التسويف والتعطيل. وأكد أنه ما قيل عن الرؤية السياسية ينطبق أيضاً على موضوع القيادة السياسية، بمعنى أن طرح موضوع النجاح في إيجاد "قيادة جنوبية" بكل ما يعنيه مفهوم القيادة من معاني ومدلولات وما يحمله من متطلبات لا يعني على أنه دعوة للانقلاب ولا تسويق له ولا استهداف للرموز والقادة والقيادات التي ساهمت بهذا القدر أو ذاك في قيادة وتوجيه النضال الوطني الجنوبي طوال المرحلة الماضية على مختلف الأصعدة والميادين، بمن فيهم الجنود المجهولين، والحقيقة هي أن شعب الجنوب هو صاحب الفضل في إطلاق واستمرار وتصاعد وصمود الثورة الجنوبية. وشدد على أهمية التمييز بين القادة والرموز ألوطنيين والقيادات على أكثر من مستوى وبأكثر من مسمى ، وما نعنيه هو قيادة تمتلك القدرة الكاملة والأهلية لقيادة مسيرة النضال الوطني الجنوبي بكفاءة واقتدار وانتظام بما فيه التمثيل أمام الغير وفي أي عملية تفاوض، وهو ما يتطلب إيجاد قيادة تحظى بثقة وتأييد قوى الثورة الجنوبية والشعب عامة، وتكون قيادة مؤسسية تحقق الشراكة الجنوبية الضرورية لحماية وحدة المشروع السياسي بل والكيان الجنوبي برمته المهدد بالتجزؤ والتذويب، وقيادة لها مرجعياتها وقابلة للمساءلة والمحاسبة. وذكر أن غياب "القيادة المقتدرة الموحدة" كان من أهم جوانب الضعف في مسار الثورة الجنوبية، وكان له تأثيره السلبي الكبير والثمين، ولهذا لم يحالف النجاح كل المبادرات والجهود التي جرت وبُذلت حتى يومنا لحل هذه المعضلة، وهي المسألة التي تحتاج إلى بحث معمق وموضوعي للأسباب والعوامل التي حالت دون بلوغ النجاح. وأشار منسق منتدى عدن للحوار السياسي والفكري قاسم داؤود، إلى أنه اليوم وبعد المتغيرات التي حدثت وبعد الحرب والغزو الثاني للجنوب، ونشؤ المقاومة والتدخل العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وتحرير أجزاء هامة من الجنوب، بات أمر إيجاد القيادة أولوية مطلقة ومهمة لا تقبل التأجيل، ودون مبالغة يمكن القول إنها باتت مُقررة لمصير الشعب ونضاله في المرحلة المفصلية الراهنة وفي ظل تطورات وتفاعلات مفتوحة على كل الخيارات وقابلة لكل الاحتمالات، كما يمكن القول بكلمات أقل وأوضح إنه وفي ظل استمرار الحالة الراهنة فمن حق وواجب الجميع الشعور بالقلق والخوف من ما يحمله لهم المستقبل حول مصير نضالهم وتضحياتهم وتطلعاتهم، كونه لن ينفع الندم وجلد الذات وتبادل الاتهامات.