رغم انهم ذاقوا الذل و الهوان من المخلوع ، رغم انهم ملأوا الدنيا صراخا و نحيبا و هم يشكون ظلمه.. رغم أنهم تضامنوا مع الطلبة الذين ثاروا ضد فساده في الساحات و الشوارع.. رغم أنهم ملأوا الدنيا ضجيجا، و هم يشكون مظالمهم.. رغم أنهم خرقوا مسامعنا و هم يكررون وقوفهم الى جانب الحق.. يطالبون باسقاط الجرع و سقوط اللا نظام و و و.. و لما كان لهم ذلك و أأسقطوا كل شئ بايديهم تكبروا و تجبروا و تذوقوا خلاوة المال و الجاه... من العدم أمتلك كل ثروات البلاد.. من الكهوف الى القصور.. بدون مؤهلات و بجهل و من اسواق القات يحكمون يأمرون و ينهون!! سأل اللعاب و لكن هذه الأعمال لكي تنجح كأن لابد من وجود عدو الأمس ليستثمروا خبرته الطويلة..كأن لابد من التحالف مع رأس الشر.. فتحولوا الى يده التي يبطش بها و يسرق.. تحولوا الى ضميره الذي لا يرحم.. اصبحوا مليشيات بطش و ظلم و أغتصاب و تقطع و احتلال ، فأختل كل ماتبقى من النظام الورقي لتمزقه يد التتار الجدد، مليشيات الحشد الحوثي ملتحمة مع مليشيات عدوها السابق، المخلوع.. و لكن حياة العسل لم تدم طويلا، و حتى انهم لن يلحقوا للاحتفال بالذكرى الأولى لاغتصاب كل شئ.. هاهم يتضوقةن نفس الكأس.. بعد التكبر و استعراض العضلات.. و بعد الزهو و الفخر و رفض كل محاولات التوصل الى حلول وسطية.. هاهم يتحولون الى جرذان خائفة مرتعبة تطلب العطف و الرحمة، بعد التنمر الظلم و فقدان الرحمة بالابرياء.. بعد ان ركبوا كل شئ و تباهوا و اعتقدوا ان لن يقدر عليهم أحد، و بعد أن نهبوا كل شئ و سخروا كل شئ لخدمة شخصياتهم و أسرهم.. و بعد أن اغتروا و غادروا كهوفهم ليصلوا الى أقصى الجنوب، في محاولة استباحة أرضه كما فعلوا في الشمال.. فكأنت بداية الإنكسار..هزموا و توالت الهزائم.. هاهم يجدون أنفسهم مرة أخرى أذلة ضعفاء بدون أنياب و لا مخالب.. هاهم يتلقون الدرس الرباني مرة أخرى.. درسا كأن ماثلا أمامهم لأمم سبقتهم.. لكنهم آبوا الا أن يتماروا و يفرحون و يعيثون في الأرض فسادا و اجراما.. مشوا الخيلاء.. يرفعون انوفهم غرورا في السماء.. و ياليتهم كانوا يمتلكون شئيا ليتباهوا به..فقد كأنوا يفتقدون كل شئ.. فلا علم و لا دين و لا أخلاق.. وهاهي تلك الأنوف التي أرتفعت تكبرا، تنكسر و تمرغ اليوم بالتراب.. و هاهم يستجدون الجميع، يريدون حلا و لم يعد يهمهم ماء بحفظون به وجوههم.. يطلبون فتحة للهروب الأمن ليس أكثر، بعد ان كانوا يسمعونا خطاباتهم التهديدية المتكبرة المغرورة، نسوا ان الله أكبر! وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ.. فهل تكون الحركة الحوثية أخر دروس الظلم! اللهم لا تجعلنا من القوم الظالمين المتكبرين، اللهم لك الحمد!