مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة هزلية
نشر في عدن الغد يوم 24 - 02 - 2016


كتب: أحمد مبارك بشير
لا تعبر هذه القصة عن الواقع ،وان تشابهت الاحداث فلأننا جزء من هذه الحياة ... تذكر انها قصة هزلية !
كتبت هذه القصة في درس تعبير وانا في الصف الأول الثانوي العام 90- 1991 مع احداث غزو العراق للكويت .
سميتها في حينها الخماسي المدهش .لاحقا نشرت حلقتين في صحيفة صم . بم الساخرة .
اهديها بكل اعتزاز لاستاذي حيثما كان الآن
أ.صابر
أستاذ العربي هو من فلسطين وهو اول من دفعني لتحويل افكاري الى كتابة ، وعرضها على الآخرين.

اجتماع القمة
في غرفة من غرف العزوبية ، في تلك العمارة النائية في حي شعبي ، اجتمع بعض الصحبة، شباب يتذاكرون زمانهم ، ومستقبلهم ، وكأن الجمع هذا سيقرر مصيره بدأ الحديث أحمد صاحب النظارات الكبيرة ، والبسمة المثيرة للقلق :
أحمد :
حم .. إحم .... !
رد فورا خالد من عائلة غنية لا يبدو عليه ذلك ، الا انه كغيره من المريشين تميزهم طرافتهم المثيرة للجدل :
رز بلحم !!! ههه ..حلوة صح !
أحمد : لا مش حلوة ... اسكت يادب !!!
تدخل معروف في الحديث ، ذلك النحيف القصير صاحب النظرات الثعلبية :
حصل خير يا شباب .... كمل يابوحميد !!
احمد : تعرفون أننا اجتمعنا في هذا المكان الضيق ، لنناقش الازمة ، أنها قضية خطيرة فبالله من يتذكر معي ماهي القضية؟
خالد : وماغيرها أزمة ... الجوع والعطش ، قضية الطعام والشراب وكل ما نشتهيه مما لذ وطاب .
معروف : لا .. لا ... أنها قضية اخطر من هذا بكثير ، أكيد نتحدث عن فض النزاع او الانتخابات القادمة ....
تدخل بكري ، ابوبكر ذلك الشارد العابس المتعامس : أي انتخابات بلا هبل !!
معروف : انتخابات البلد !!!
بكري : أي بلد ، كل البلاد ضاعت (لحستك بقرة) !!!
معروف : هيا مه .. ماعتقول ....
احمد : الرجاء الهدوء .... أتذكر ان الموضوع اخطر من العصدة أقصد الانتخابات .
بكري : نعم .. تذكرت قضية ، السلام بلا كلام ، والتسليم بلا نقد ، والبكاء على الاحزان ...
أحمد : اوجعت قلبي .... هذه قضية ليس لنا بها ناقة ولا جمل ... ان قضيتنا هي....
صاح ايمن الصامت كثير التفكير والنقير : عرفتها .. عرفتها ....
بكري : ماهي ؟
ايمن : الانتخابات او السلام ....
أحمد : ماشاء الله .. ذكي ...
ايمن : شكرا
أحمد : ممكن تنقطنا بالسكوت .... لك راعة ، فين كنت لما تكلم اللي قبلك
ايمن : فين كنت ؟؟؟ انت أعمى ! كنت اشارككم التفكير ...
معروف : طيب ، شاركنا أنت يا احمد ، أي قضية نناقش أصلا .
أحمد : أهههههه ! انه النسيان ....
خالد : نسيان .... صحيح هذه الأيام نعاني من هلوسة ، ننسى ايش اكلنا الصبح .
معروف : الحمد لله انا ما اعاني هذه المشكلة !
احمد : تعالوا نمتحن بعض !
خالد : لا تذكرني بشيء ، أنا قلبي قد نسي !!
أحمد : امتحان بسيط ...
الجميع : تفضل !!
أحمد : كل واحد يعطينا رقم سيارته !
ايمن : سيارتي صالون رقم 5 على 1990 .
بكري بانفعال وهو يشد على قميص ايمن : انه رقم سيارتي يافندم !
معروف بطرييقته الهادئة جدا : ياجماعة الخير ، بطلوا مغلاطة هذا رقم سيارتي .
أحمد : على ما أتذكر انها رقم سيارتي .
واشتد الصراخ ، وارتفع العويل ، والتفاهمات حول رقم سيارة من بدأت تتحول الى عراك ، وخالد ينظر للجميع ، وفجأة صاح وتدخل في الموقف : ياسادة !!! يا اخوة !!! ياشباب !!!
نظر الجميع اليه ، وقال احمد : انتبه تقول انها رقم سيارتك !
خالد : من منكم يملك سيارة أصلاً .
صمت الجميع ، ونظروا اليه في حيرة واسى ، نعم لا احد يمتلك سيارة منهم الا خالد .
أحمد : المعذرة ، تبين اننا جميعا يعاني من هذه المشكلة ، ولذا سأحيل رئاسة المجلس الى السيد خالد ، الذي تلقائيا عليه ان يستضيفنا في اجتماع قادم ويعلمنا سر هذه الذاكرة .
خالد : ايش يعني !!
احمد : يعني نحن معزومين اقصد مجتمعين عندك في يوم انت تحدده .
خالد : من قال اني اعزمكم ، أنا انعزم ايوه ، اعزم لا ....
معروف : ما كان العشم ياريس !
خالد : خلاص ... علشانك يامعروف
احمد : اذن نلتقي الخميس 30 ديسمبر
خالد : لا الاحد .... الجاي .... 2 يناير ....
وهكذا انفض الاجتماع الغريب ، بلا مقررات وبلا رؤية ولا اهداف ، وبلا فائدة .... فقط انه اجتماع القمة هام جداً.
يوم الاحد
استيقظ خالد من نومه ، نظر الى الساعة التي قاربت الحادية عشرة ، صاح مناديا خادمه :
مشواك ، مشواك ... لك شوك تعال !
الخادم : حاضر بابا ....
خالد : جهز غداء لخمسة ، لا تزيد ، جايينا ضيوف...
مشواك : حاضر بابا .
بعد ان اخذ خالد حمامه ، وطفح فطاره ، جلس في غرفة الجلوس يشاهد التلفزيون وهو يدندن :
يوم الاحد في طريقيى.. بالصدف قابلت واحد .....
مرت الساعات سريعا وقاربت على الثالثة .
خالد :مشواك ، نزل الغداء ، الجماعة شكلهم نسيوا كالعادة الموعد ... احسن !
بدأ خالد في تناول الغداء وهو يبتسم ويقول :
احسن شي يا مشواك ، انهم نسيوا .
مشواك : اتصل فيهم !
خالد : ليش اتصل ، اتفقنا على الاحد ، وماجوا ايش نسوي .
مشواك : اليوم اثنين بابا ...
خالد : أي اثنين
مشواك : اللي بعد الاحد بابا ....
خالد : وكيف راح الاحد من الأسبوع ..؟
مشواك : ماراح بابا انت نمته كله ....
خالد : بطل جنان !!
مشواك : والله بابا ، انت جيت من الفندق ليل الجمعة وانت ، هيع ...هع ,,,, قلت لي لا تصحيني ابد .... وانا ما صحيتك ..
خالد : وايش الداعي لهيع هع !!!
مشواك : كنت !!
خالد : ما في داعي .... يعني كمان ضيعوا اليوم كله .... انا بديت انفجر من الاكل ..
مشواك : باقي الحلاوة ...
خالد : نزلها في نفس شوي ...يوم الاحد في طريقي
مهندس مشهور
بكري وبعدم اتعبه اللف والتدوير عن وظيفة في الدولة ، ومع التنفيض الذي يراه من كل الشركات ، فتخصصه الغريب يجعله ربما غير مرغوب فيه ،هو مهندس مجارير، لم يكن لديه خيارات متعددة حين اختار هذا التخصص ،وفي ذات الوقت هو يحب تلك المهنة الغريبة ، حتى انه صمم بيتا ارضيا ، بيتا تحت الأرض وكأنه مجاري .
أكثر مشكلة يواجها هو عندما تقف سيارة على باب داره ، فيحبس في نزله حتى تغادر السيارة مكانها .
مؤخراً وضع لوحة علوية كتب عليها ، يمنع الوقوف منزل المهندس الكبير بكري. تلك الشهرة الافتراضية لم تعطه عملا وفي بحث متأن، وجد ان من كبار رجال الاعمال اما مقاول بنيان او مقاول قبور ، ولان البنيان يريد مالا ، فتوجه للقبور حيث يمكن ان يتفنن بأيسر الأدوات الموجودة ، وبدأ في تقديم نماذج من الحدور والقبور ، تتناسب مع الاذواق للأحياء لدفن احبتهم من الأموات .
في يوم ما من الأيام ، وبكري يتجول في الطرقات ، لمحه زميل دراسته نشوان وبعد القبلات والسلام ...
نشوان : كيف عملك ؟
بكري : الحمد لله اعمل في .....
نشوان : اعرف ... اعرف كلنا تخرجنا من تلك الكلية ...الا انني اعمل الان مع مقاول كبير ، والحمد لله تيسر الامر سريعا ، وغدا انتقل لسكني الجديد ، وهذا عنواني وعلى فكرة جيد انني التقيتك نغدا معي حفلة صغيرة في سكني الجديد ، انت مدعو ، هناك عدد من الزملاء وكذا عميد الكلية ... انتظر حضورك ..
مضى نشوان بسرعة، دون ان يسمع عن عمل بكري .
المهم ...
في الليلة التالية توجه بكري لسكن صديقه، وكانت في مكان عامر،من المناطق الحديثة نسبيا ، في عمارة كبيرة ، في الدور الثاني شقة بمساحة كل الدور ، كأنها فيلا ...
دق الباب ، فتح له احد المضيفين ،ليست برهة حتى استقبله نشوان في ترحاب : شكرا لمجيئك ، لقد حضر مديري هنا ، وانت مميز في مقالاتك في الكلية ، احتاجك ان تلقي كلمة بالنيابة عني ترحب بها ضيوفي .
وجد بكري في هذه فرصة ليتعرف به الجميع ،قال : على الرحب والسعة ، تحت امرك !
هنا تقدم نشوان ومعه بكري الى وسط الصالة وبادر نشوان : اعرفكم بأعز أصدقائي بكري ، وهو بادر لإلقاء كلمة بالنيابة عني ترحيبا بكم جميعا .
تقدم بكري وبدأ في خطبته :
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة على الرسول الأمين ،
أيها الحضور الكريم .
مدير وموظف ومراسل وزميل
من احياكم فهو يميتكم ومن اماتكم فهو يحييكم
ومن ابقاكم سيفنيكم ..)
......................
بدأ البعض يرتسم عليه علامات الرعب وهو يكمل الاستماع .........
..........
(....إن الموت يقين ، الحق الذي لا مفر منه، فلماذا لا نموت ؟؟؟
نحتفل اليوم ، وغدا سيأتينا نموت
رضينا أم ابينا ...
أيها السادة دعوتي لكم ان تموتوا بلا خوف .. بثقة .... موتوا في بابتسامة ، بتقبل ، بجهاد ...
الحياة بسيطة ، صغيرة ، مليلة ...
اما لموت طويل ....
ابنوا لكم مساكنكم بعد الموت ، قبوركم ابنوها الان كما تبونون منازلكم ، ابنوا قبوركم فخير لتروها بأعينكم قبل ان تفارقوا العمران في الحياة ..
اودعكم ببسمة ،فرحة ، ضحكة ...
هذا اخي نشوان ، في بيته العمران يلتقيكم الان وانا
التقيكم قريبا ...نتواصل ونتصل
شكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...)
صفق الجميع لبكري... وتقدم مدير نشوان السيد سعيد ورحب ببكري وقال :
اعجبتني الخطبة رغم غرابتها ، فهل انت تعمل خطيبا في جامع من اياهم !!!!
بكري : لا !
سعيد : غريبة ولماذا اختصصت الموت في ترحيبك ؟
اقترب نشوان وتدخل في الحوار : إنه مهندس مثلي أستاذ سعيد .
رد بكري : لا !
سعيد : ماذا ؟؟
بكري : انا مهندس قبور ..
صاح من سمعه : حانوتي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كتابة صحفية
فكر بكري كثيرا في كلام صديقه نشوان ، حول أيام الكلية وكيف كان مبدعا في كتاباته ومقالاته ، وبعد عصف ذهني ، قرر ان يتوجه للعمل في الكتابة .
في صباح هذا اليوم ، غادر بكري قبوه ، وتوجه بخطاه نحو صحيفة (صوت الناس) اشهر الصحف في البلد ، وفي مكتب سكرتارية رئيس التحرير ، طلب مقابلة الريس :
السكرتارية : لماذا يا هذا تريد مقابلة السيد عبود ؟
بكري : انني هنا في صحيفة صوت الناس ، وأريد ان يصل صوتي للسيد عبود .
السكرتيرة : عذرا منك ، اخبرني بالتحديد ماذا تريد أو غادر رجاء .... ؟
فكر بكري ثم قال :
هل تعرفي اني ابن عم رئيس التحرير ؟ فقط ابلغيه ان بكور في انتظاره هنا ..
السكرتيرة :عذرا استاذي ... لو اخبرتني من البداية ما جعلتك في الانتظار ... سابلغه فورا.
بعد لحظة عادت السكرتيرة وفي وجهها علامات الدهشة والعتب :
عذرا أستاذ لم أتوقع ان السيد عبود سيغضب مني هكذا ، بالله اخبره انك لم تبلغني انك ابن عمه مباشرة .
بكري : حاضر ولا يهمك !
المهم دخل بكري و جلس على الكرسي بعدما القى السلام ....
اندهش عبود من الموقف ومن الشخص :
عذرا من انت ؟
بكري : الم تخبرك السكرتيرة ؟
عبود : قال ابن عمي ؟ فمن انت ؟
بكري :اعتبرني ابن عمك ....
عبود :اخي لست متفرغا لك انا مشغول ولا تضطرني لاستدعاء الحراسة .
بكري : ارجوك اسمعني !
عبود :تفضل !
بكري : تفضل هذا ملفي !
استعرض عبود الملف بسرعة،ومر وقت ليس بالطويل .
عبود : ماهذا ؟
بكري :مقال
عبود : مقال !!! صحيح أسلوب الكتابة رائع الا ان هذا ليس مقالا ... فلا يوجد مقال مكون من خمسين صفحة وهو مكتوب كالقصة انظر لما تقوله هنا : هكذا يبدو .. انطلق مواجها الموت ، الا ان الموت غلبه ، من يغلب الموت ، انها النهاية ودائما هي ذات النهاية ... الموت !!!
عبود : وهنا تكتب : فكر بذلك ، نعم فكر !! ان يهندس قبره... داره وبالفعل كان ..............
عبود : ... اخي هذا المقال كله تشاؤم وموت ان أحببت ان اسميه مقالا ، لماذا الموت بالتحديد .
بدأت علامات الحزن ، ودمعات تساق من عيني بكري وهو يقول :
أهأ .... نعم النهاية ، بابا مات ، ماما ماتت ، خيي مات ... كلنا حنموت ...
عبود : احزنتني . حسنا تريد مني نشر هذه الخواطر، سافعل لانها اعجبتني ، وسأصرف لك مبلغا مقابل نشر هذه الخاطرة االغريبة .
بكري :حقا !
عبود : ماذا ؟
بكري :حقا .. سنتشر خاطرتي ...
عبود : نعم يا بني ، وخذا هذه الورقة للمسئول المالي ليحيلك الى الصندوق ، مع السلامة .......!
نظر بكري للورقة وقال : بس ..
عبود :ماذا ؟
بكري : اقصد ... شكرا .. شكرا .. جزاك الله خيرا ...
خرج بكري من الصحيفة هو يقول : ضمنا العشوة ....عديها ، قبور والا صحافة .

حمار الذهب
اجتمع معروف وايمن ذات يوم ، كان معروف يبحث عن شقة قريبة من الجامعة ، فقد قرر اكمال الدراسات العليا ، ولان ايمن من المدمنين على الجامعة أما في كلية الحقوق او في المكتبة ....
ايمن : تعرف معروف ان خالدا وصل اليوم الى العاصمة قادما من الخليج .
معروف : اكيد !
ايمن : قرأت الخبر في الجريدة بأنه جاء لافتتاح احد فروع بنك جلمود التابع لمجموعة الخلد الدولية .
معروف : جيد جدا ... خبر ممتاز !
ايمن : لماذا ؟
معروف :كنت حاوش اجيب عدي ..زلط ..موني .... !
ايمن :تحسب بيعطيك .. انا نفسي عزمته هنا عندي في السكن ، صراحة ماقصر جاء ، وبعدما انتهى من الاكل قلت له : طالب منك خدمة قال : لو داري ما قبلت عزومتك ؟ قلت : عيب عليك ... ما كان العشم ؟
قال : خلاص .. احرجتني .. خذ هذي عشرة دولار سلك فيها نفسك !
قلت : عشرة دولار ..
قال : تعرف لو اهتميت فيها ممكن تتحول لمية والمية تجيب الف والالف تجيب مليون
قلت : مليون !
قال : لا تحسبنا امزح ... بس فكر !
قلت له :شكرا
قال : لا شكر على واجب ... على فكرة طبخك حلو ... مع السلامة ....
معروف : عجيب كيف صار بخيل زيادة !!!!
ايمن : ايش قلت لك ... صعب تخرج منه شيء ....
معروف : لا عليك أنا معروف والاجر على الله .
المهم ...
في اليوم التالي توجه معروف لمكتب شركة خالد ، وفي مكتب خالد دخلت السكرتيرة تبلغه ان شخصا يدعى معروف يريد مقابلته ....
خال : معروف .... الله يستر .... خليه يدخل .
لما دخل معروف .
خالد : هلا معروف عسى ما شر !!!
معروف : قل خيرا ... انا جيتك بصفقة عمرك ... لامتلاك الذهب ...
خالد : كيف ؟ متى ؟ وين ؟
معروف : انه بنك متحرك من الذهب !
خالد : ايش ذا ؟
معروف : حمار الذهب ؟
خالد : اهبل انت !
معروف : حقيقة تعال معي لتراه
نزل خالد مع معروف ،اسفل البناية كان الحمار مربوطا وهناك من يقف بقربه .
خالد : حمار ....!
معروف : نعم !
خالد : من هذا اللي واقف معه ؟
معروف : حارس شخصي للحمار ، لا يمكن ان ادع الحمار وحده .
تقدم معروف الى الرجل وقال :
هل تبرز الحمار ؟
الحارس : نعم .. هذا هو البراز .
معروف : تعال يا سيد خالد انظر الى هذا !
خالد : عجيييب ! .. هذا ذهب ... انها جنيهات ذهب !
معروف : عدها يا خالد !
خالد : ثلاث جنيهات ... يعني قرابة 900 دولار ....
معروف : هذا االان ... احيانا تحصل 10 جنيهات ..وهذا حسب الطعام .
خالد : على كذا ..ليش تبيعه وتعرضه علي ؟؟؟؟؟
معروف :تعرف وضعي ما اقدر اكله بشكل دائم ... واللي باحصله منه اصرفه ، معي دراسة وارتباطات حزبية وعلمية ، لذا فكرت اننا نتشارك في الامر يعني تشتري نصف الاستثمار فيه ، وانت ربنا فاتح عليك ممكن يكون عندك اسطبل صغير أقوم انا بالإشراف على الخدمة في مقابل نصيبي من الدخل .
خالد : جيد ... فكرة جيدة .. وكم تريد قيمة للشراكة معروف : .... أمم .. 50 الف دولار .. ولا شيء ...
يعني انت تشاركنا بالنصف!
خالد : نعم !!! لا بأعطيك 40 الف وانت تشاركنا بالربع فقط !
معروف : لا ما يصلح
خالد : الربع او ما احتاجه ....
معروف : والله علشانك ... خلاص اتفقنا ....
استدعى خالد المحامي الخاص بالشركة ، وطلب منه كتابة عقد الاتفاق ، والمبلغ المحدد للشراكة وتجهيز اللازم لتسديد المبلغ . وطلب من احد العمال العمل على تجهيز مكان للحمار ، وان يسكن معروف في سكن الحراسة بشكل مؤقت ليكون قريبا من الحمار للأشراف عليه .
انتقل الحمار مع صاحبه معروف لفيلا خالد ، وبدأت التغذية للحمار على افضل ما يكون ، وكل ثلاثة أيام يتبرز حمارنا بين 3 الى 6 جنيهات ، واحيانا خواتم عقود ذهبية صغيرة، ومرت فترة ليست بالطويلة قاربت الشهر ، ومعروف بدأ يتحسر ويتحسس ويقول في نفسه : ياحمار ودع ... طولت علي ... خسرتنا الان 15 الف دولار وانت مازلت حيا ، رغم اني كل ليلة احشيك هذا الذهب غصب .... ما تمزقت احشاءك ....
عند هذه الكلمة خطرت في بال معروف فكرة ، فنفذها وما مر اقل من يومين حتى سقط الحمار ميتاً .... جن جنون خالد واستدعى أطباء بياطرة ، وقالوا لعل سبب الوفاة تمزق في الاحشاء . لم ينتبه خالد للتقرير، بسبب حزنه الشديد، فقد فقد كنزا أعاد له اكثر من 11 الف دولار مما دفعه لمعروف وحسب الاتفاق فقد اخذ معروف الربع من نصيبه بديل الاشراف على الحمار ، فكر خالد انه اخطأ بالاعتماد على معروف لو انه اشترى الحمار وحيدا وثبت من يعتني به لكان خيرا له ....
حينها صاح خالد : واحماراه .... وا ثروتاه .....
احس معروف بالحزن لحال خالد واراد قول الحقيقة ، الا انه صمت واغلق فاه ، تناولت الصحف اليومية موت الحمار الشهيد ، وحضر من الناس من حضر ، في مراسم دفن الحمار ، وكتبت الصحف ان هنا مات الحمار الذهبي ، شهيد الأموال والثروة ، وتجنبا لاستمرار الحزن قرر خالد السفر الى مكتبه في الصين ، ويبتعد عن ضياع 50 الف دولار والحمار .
يريد ان ينسى انه قد مات الحمار.....!!!
صلصال الجواهر
ذات يوم ، وايمن مار في الخط الدائري لمح لافتة كتب عليها ، مكتب الزيادة للمحاسبة والمراجعة، خطر في باله : ربما يحتاجون الى رجل قانون ..وطبعا أصحاب الحسابات في عمل دائم افضل منا .
فكر هكذا وهو يتوجه الى المكتب ، في الاستقبال لقي سكرتيرة كان وجهها مألوفا جدا ، الا انه تجاوز هذا وطلب مقابلة المدير ، لم تعلق السكرتيرة كثيرا حيث طلبت منه الانتظار ودخلت للمدير..
السكرتيرة : أستاذ ، ايمن في المكتب ينتظرك !
المدير : يالله ، كيف وصل الي ..... ؟ لا يمكن رده .. خليه يدخل .
دخل ايمن الى مكتب المدير وشده هذا الترتيب والتنظيم والديكور المميز ، والتفت للمدير واذا به معروف ...
ايمن : يخرب بيتك ... أخيرا حصلتك!
معروف : اهلا ايمن ... انا كنت ادورك ....
ايمن : عيب عليك !!
لم يطل الكلام تعانقا وجلسا مقابلا لبعضهما ..
ايمن : ماشاء الله يامعروف ... الحمار جاب لك فايدة !
معروف : عيب ! ... هذا جهدي وتعبي ... !
ايمن : طيب آسف وعموما .. صاحبك محتاس ... اشوف بكري ماشاء الله في شركة الخطباء وانت فاتح مكتب محاسبة .
معروف : بكري في شركة خطباء ... ايش ذا ؟!
ايمن : مش مهم الان بكري .. المهم انا ... اشتي شغلانه تغير الوضع
معروف : انت خريج حقوق ... المفترض تكون اسرع منا في التقدم ....
ايمن : ماحصلت الطريق
فكر معروف وكأنه جاءه على الطبطاب ...
معروف : نجيب خالد..!
ايمن : كيف نوصله ؟
معروف : اسمع انت تسافر الى الصين ...
ايمن : ايش اسوي ؟
معروف : تجيب خالد !
ايمن : يعني بيسمع مني !
معروف : ما انت بتعطيه هدية!
ايمن : لا تقول الحمار !
معروف : انس الحمار ،لا الحمار انتهى ... الحمير الجديدة بني آدم ....
ايمن : كيف ؟
معروف : تكاليف سفرك علي .. انت توصل المطار ، وتركز على أي تجمع فيه ناس ... تبحث عن شخص لابس بدله واذانه طويلة شوي وانفه بارز ، وعيناه صغيرتان جدا .... ومباشرة ادخل بين الجمع واربط الرجل ، وتوجه الى مكتب خالد هو في العنوان هذا .... وسلمه الأمانة وقل له : جبت لك الصلصال اللي يبيض جواهر .....وانت بتجي ومعك خالد وخير كثير .....
ايمن : يعني تمزح معاي ...!
معروف : عمرك شفتنا أقول شيء امزح فيه
ايمن : كثير ....
معروف :الا هذه !!!
ايمن : طيب التذاكر على حسابك والاكل والشرب ... !
معروف : انت ما بتطول !
ايمن : حتى وان آكل واشرب من فين
معروف : طيب بعطيك 100$
ايمن : كم تجيب صيني !!
معروف بنفاذ صبر: تشتي الشغلانة والا لأ .... !؟
ايمن : خلاص .. تم
معروف : هات جوازك
ايمن : ماعندي جواز ... !
معروف : متأكد انك محامي..!
ايمن : ايش يعني تظن ....!
معروف بصوت خافت : حمار !
ايمن : ايش ؟
معروف : لا !! ولا شيء .
معروف : يا بسمة .... !
ايمن : من بسمة ؟
معروف : السكرتيرة !
ايمن : هذا الاسم مألوف...بس !
معروف : آه ...هذه زميلتك في الكلية يا ....
ودخلت بسمة. طلب منها معروف ترتب استخراج جواز وتذكرة لأيمن ....
بعد أيام تم الامر ، وسافر ايمن ، طول الرحلة متفاجئ بالطيارة ، واكل الطيارة ، وصل المطار مذهول اكثر ، وما ان خرج من المطار حتى التفت الى مجموعة كبيرة من الصحفيين تلتف حول شخص ما ، له ذات الصفات التي وصفها معروف، يقول ايمن في نفسه : هذا معروف جني كيف عرف ؟ الحمد لله حصلته بسرعة .
و بسرعة تداخل مع الصحفيين والتحم بالشخص ، ولم يتدارك الناس الا وقد تم ربط صاحبهم، الكل يصيح ، وايمن يشده من رقبته ، وبأسرع وقت صعد لسيارة اجرة ، وتحركت بهم حسب العنوان الذي سلمه ايمن للسائق ، وما ان وصل الى مبنى عملاق صعد الى الدور العاشر ،الكل يتلفت ، وصلت الشرطة تحاصر ادنى المبنى ، والصحافة تركض وراءهم ، والكل في حالة هياج ، لم يتوقف ايمن الا في غرفة خالد حيث هجم على الغرفة وهو يسحب المسكين معه . صاح ايمن وهو في وسط الغرفة :
اهلا خالد وصلتك اليوم ومعي لك صلصال يبيض جواهر ....
خالد في انذهال والشرطة عند الباب وهي تصيح وترفع السلاح ، تحرك خالد متداركا الموقف ، مهديا الشرطة بلغتهم بأن هذا شخص مجنون وليس إرهابيا ، يصاب بحالة من الهستيريا ، وللأسف من بلده ويعرفه.
فك خالد اسر الشخص المسحوب من ايمن وهو يصيح في وجهه :
الله يقلعك ..... هذا وزير السياحة يا جحش .... ورطنا ..... !!
تم اسر ايمن ، وبعد متابعات من خالد تم فك اسره ، واضطر بحسب مرسوم الشرطة الى مغادرة الصين ، هو وايمن ولا يعلم ان كان قادرا على العودة في اقرب وقت ، وترك احد نوابه ليتابع اعمال المكتب .....
طوال الرحلة وخالد صامت ينظر لايمن ،ويفكر هذه ليست افكاره .... آه يامعروف ,,,,!
التعويض
وصل ايمن الى مكتب معروف ، واخبره بالأحداث ، وان خالد لا يريد ان يرى وجهه الان ، وهو في مشكلة حيث لم يعد يستطيع العودة لمكتب المحاماة ولا العودة للمطعم وقد استبدلوه بشخص آخر ...
معروف : لا عليك يا ايمن ...مشكلة خالد بحلها .... باقي مشكلتك ...
ايمن : ايوه مشكلتي ... ممكن اشتغل معاك
معروف : اسمع ... بعد الغد هناك مسابقة ضاحية كبير بمناسبة اليوم الوطني ، وفيه جائرة تصل لخمسة الف دولار .. وانا اعرفك عداء ماهر ...
ايمن : هذا زمان ... انا الان سلحفاة !
معروف : ما اصدق .. الفلوس تجري النفوس ....
ايمن : طيب وكيف اشترك ..
معروف : هذا علي ... المهم ان لي 20 %
ايمن : عيب عليك مش قلت تعويض
معروف : اسمع ... ما اشتي اناقش 20% .. والفوز علي ....
الصوت يرتفع من النصة : " من هنا سينطلق المتسابقون ... هذا العدد المهول من المشاركين احتفاء باليوم الوطني ، وكلهم يود الحصول على المركز الأول ...من سيفوز ... الحكم يشير الى المتسابقين بالاستعداد ، هناك شخص متأخر انه رقم ثلاثة ... ماذا يحمل في يده ... ؟؟ "
طبعا صاحب الرقم 3 هو ايمن ، وقد وصل لمكانه وهو يصرخ في المتسابقين :
ايش هذا ياجماعة البوكسرات حقكم مش نظيفة ، ما تسحتون ....
واخذ يشير بها اليهم ، مما اغضب البعض واخذ يقترب منه في غضب مع انطلاق صفارة البدء ، واخذ ايمن في الركض وتحولت المسابقة الى الحقوا برقم 3 ولقنوه درسا .... تسمع صوت المنصة :
ياه ... رقم 3 فاجأ الجميع ... انه يسبقهم وكلهم خلفه ، كأنهم غاضبون منه ... نعم انه يتحداهم بسرعته المميزة ..
من سرعة ايمن ، بدأ يشعر بالتعب سريعا والتفت خلفه ، فتسارعت رجلاه وهو يصرخ ....
ماهذا ، تحول المتسابقون الى كلاب مسعورة ...
كانت خلفه مجموعة كلاب فعلا .. كلاب كبيرة عددها ثلاثة وهي تتابعه بشراسة ....لم ينتبه ايمن الا وهو قد دخل ملعب كرة القدم ... تفاجأ الحضور والمذيع يقول :
ماذا حدث ، ؟ أهو جزء من مفاجآت اليوم الوطني ، من هذا الاعب رقم ثلاثة ، ومن هؤلاء الذين يركضون حوله ، انهم متسابقو الضاحية ، واو المتسابق 3 يتزحلق فارا من احد الذين كادوا يمسكونه ... 3 يناور ، يدخل المرمى ... هدف ! .. عذرا يغادر المرمى ، يفلت من 19 ، يلحقه 40 ، 3 يغادر الملعب خلفه كلاب بوليسية وبقية المتسابقين ....
الصحافة فجأة تحاصر المتسابقين ، يريدون ان يعرفوا فكرة هذه المفاجأة .... ومشادة بين الصحفيين واللاعبين ، في مكان آخر وصل ايمن لنهاية السباق وصار الفائز رقم 1 في سباق الضاحية ، الصحافة تصور وهو ينزلق منهم ، هاربا وتعبا ...
فاز ايمن .... وحصد المركز الأول ، وقيمة الجائزة ، وهنأه معروف بحرارة ...
ايمن : معروف انت جبت الكلاب
معروف : اكيد والا ما كنت فزت
ايمن : الله ... !!!
معروف : لا عيب ... قل شكرا !!!
ايمن : آه ... شكرا !!!
بعد أيام بسيطة...
ايمن يتجول في السوق لمحه شخصان فاوقفاه وقالا :
اهلا بصاحب المركز الأول
ايمن : اهلا ... صرت مشهورا !!!
احد الشباب : اكيد مشهور جدا جداً !!!
واستلم الشخصين ايمن بالصفعات ، وتلقى مجموعة ليست قليلة من الركلات ...
كانا ممن شارك في تلك المسابقة ....ينتقمان من ايمن
مازال الطعام نيا
وصل احمد ليكون قائدا لإحدى معسكرات التجنيد ، ولديه من العلاقات الوسعة جدا والبناءة مع عدد من القادة الا ان الجميع يمقت الرئيس العام للأركان ، وربما هذا اهم ما يجمعهم ، يتذكر احمد عندما كان في الحراسة الخاصة للرئيس ، وفي يوم حدثت مشادة كلامية حول الطباخ ، فوجه الرئيس العام بمعاقبة احمد بأن يظل طوال الليل بملابسه الداخلية في اعلى التلة في المعسكر ، والا يقترب من النار او من أي وسيلة تدفئة ، وكانت ليلة قاسية وباردة على احمد في اليوم التالي عند استدعاء الرئيس اه :
كيف قضيت ليلتك ...؟
احمد : ههههه..اتشو .... بررررررررد ....سيدي
الرئيس : نهائيا لم ترى أي الضوء ...
احمد : رأيت بالتأكيد... كانت أضواء الشوارع ، ونار المطبخ ...
الرئيس : اذن حصلت على نوع من التدفئة !
احمد : ابدا !
الرئيس : بلى !
احمد : ابدا فندم صالح !
صالح : بلى قلت انك حصلت على تدفئة ....
احمد : فندم ...صالح .... ارجو ان تسمعني!
صالح : قلت انك حصلت على تدفئة !!!
احمد : نعم حصلت !!!
صالح : اذن ستتوجه اليوم الى المطبخ للعمل فيه ....
احمد : عقوبة أخرى !
صالح : نعم لانك حصلت على التدفئة .. تحرك الان!
في موعد العشاء تأخر عن موعده ، طلب صالح تعجيلهم العشاء ، احضروا له الرغيف فقط ،زاد صراخه بالتعجيل ،تحرك احد الجنود للتوجه الى المطبخ ،لم يجد احدا ، الا انه وجدهم خارجا في الساحة ، كان احمد يقلب في وعاء الطبخ ، والنار في جهة أخرى.
الجندي : كيف تتقوقع ان يتم الطبخ والنار بعيدة عن الوعاء ,,,,؟
احمد : اهلا محمد .... هذا ما شرحه لي الفندم صالح .
محمد :كيف ؟
لم يكمل فقد كان الرئيس صالح بالقرب منهم :
ماذا يحدث ؟
محمد : احمد يريد ان يطبخ والنار بعيدة عنه .
صالج : ماهذه التخاريف ؟
احمد : سيدي انت قلت انني تدفأت بالنار وهي بعيدة عني فما بما بال الطبيخ لا يجهز والنار قريبة منه.....
طبعا تم معاقبته بالسجن الانفرادي لمدة أسبوع .... لكنه ظل يحلم بانه سيكون في موقع الرئيس أو أكثر !

اجتماع الازمة
بحث أحمد عن خالد، و اخبره بما يخطط له ويحتاج الى دعمه قال خالد :
نحتاج الى دعم ابوكوفية!
احمد : هل تظن انه سيساعدنا ؟
خالد : أكيد انه في منظمة سياسية معروفة ولديه قدرة على التغلغل في الوسط السياسي ...
احمد : صراحة أخاف من الغرباء.
خالد : حمودي .... من يبغى الداح لا يقول آح ....!
أحمد : معك ... متى التقيك ...؟
خالد : سأبلغك ...
بعد أيام تواصل خالد مع احمد ولما حضر وجد ان الحضور اكتمل بوجود بكري وايمن ومعروف ، شلة العزوبية ...
أحمد : هلا .. والله جمعتهم يا خالد .. يرحم اجتماعات زمان أول ..
خالد : ما عليك الان ... اهلا بك تفضل !
أحمد : وكيف موضوع أبو كوفية ...؟؟؟
خالد : مرتب ... والأمور بخير بس ما يمكنه يكون بينا ... تعرف عيون الامن ... المهم اعطنا خلاصة خطتك وادوارنا .. وللعلم الكل مستفيد يا جماعة ...
أحمد : اكيد الكل مستفيد .... بس يحتاج الامر الى تروي وهدووووووء وطولة بال، وصبر طوييييل .... وضروري يكون لنا توجهات سياسية قادمة ... الشغل ثقيل .....
طال الاجتماع ، وتناقش الحضور بل عجنوها مناقشة وحوار ،حتى صارت الكلمات تطفح من خلال النوافذ والابواب .
مر وقت من الزمن ، ليس بالطويل ...
صدرت صحيفة الوطن للجميع برئاسة المحرر بكري ، واعلن عن حزب الغربال والجردل ذي التوجه الديني الذي يتزعمه السيد ايمن ، وهناك قناة فضائية إخبارية تتصدر الفضائيات في وقت قياسي قناة المواجهة الحرة يقودها رجل الاعلام الأبرز معروف ....
لم يبد ان هناك أي علاقة بين ذا وذلك وأولئك ... والكل استفاد ...
لكن فين احمد ،وفين وخالد ....؟؟؟
احمد مازال في موقعه البارز في القوات المسلحة ، وخالد رجل الاعمال المشغول بافتتاح مصانعه ومعامله ، وشركاته الجديدة ، الا ان هناك طرفا آخر يتحرك مع خالد في بروز جديد لتحالف بين السياسي والاقتصادي انه أبو كوفية الذي ببروزه ،جعل كثيرا التجار يقبلون على شراء الأسهم في شركات خالد اطمئنانا وحبا والكل يتحرك لفوق ... فوق ... فوق .
قناة المواجهة فاجأت المشاهدين بتلك البرامج التي فتحت الكثير من القضايا التي يتجنبها الاعلام ، وبروز شخصيات سياسية محايدة في القناة ،وتم ابراز كوارث الأنظمة المركزية المستبدة، طبعا لم يخل الحديث عن الدين والحياة ، والعادات والتقاليد ، والثقافة واللقافة .
ارتفعت اسهم صحيفة الوطن للجميع ، وصارت مؤسسة عملاقة للنشر ، بل وأصبحت تمتلك مطابعا ، وتدير تحتها عدد غير بسيط من المجلات والصحف الأخرى ، انها مؤسسة الوطن الكبير ، حتى انها اشترت صحيفة (صوت الناس ) لتكون تابعة لإصدارات المؤسسة.
لم يعد اصحابنا كما كانوا ، تجد ايمن في لقاءت دائمة مع الائمة والعلماء ، ولديه لقاءات وندوات ، واحاديث دينية يتابعها الصغير والكبير ، ولم يخف السيد ايمن مهاجمتها الواضحة لقنوات المواجهة الحرة ، وانها قنوات فتنة بين الناس ، وكذا هاجم مؤسسة الوطن الكبير للصحافة والاعلام ، وخاصة وقد بدأت تبث قناتها الاذاعية (وجع المواطن ) بل ويتهم صاحبها بكري بالفسق والانحلال ....
في المقابل لم تسكت مؤسسة الوطن الكبير على ذلك الهجوم ، بل اتهمت المؤسسة الشيخ ايمن بأنه يخلط بين الدين والسياسة لأغراض دنيوية وضيعة، بل أنه يؤسس تنظيما إرهابيا يهدد الجميع به ...
الازمة تكبر بين ايمن وبكري ،وهناك من يؤيد هذا ويؤيد ذاك ..... الا ان الكل مغرم بإنجازات شركات خالد الوطنية ، والكل يتمنى العمل فيها ..... وهوايا حلوة ....................!
كيس حبابتي
يجلس بكري في غرفة الطعام هو وزوجته ، انه ثاني يوم من أيام شهر العسل ، يبدو ان عمل بكري يحقق مكاسبا كبيرة ،
لم يعد يسكن في المقابر انها فيلا صغيرة جميلة ، هناك طارق بالباب ، نهض بكري ليفتح الباب ...
الطارق : ياعم بكري انا حسنين ، معايا غلة اليوم..!
بكري في نفسه : ( مش وقتك ) ...
بكري : اهلا حسنين ، جونية كبيرة .. عديتها ....!
حسنين : لا ياعم ، والله على ماجيت اجمعهم ، وتعرف المكان السابق انكشف للي فوق حبيت اجيك بسرعة ، اسلمك واروح ادور لقمة ...!!!
بكري : انت جوعان...أممممم ...
حسنين : اه والله ياعم ....
بكري : خلاص ، تفضل عندي بالمرة نعد الغلة اليوم ....
دخل بكري مع حسنين الى ديوان الضيوف ، ودخل الى المطبخ وطلب الاكل ويكلم المدام :
بسمة ...عذرا حبيبتي ، بس العمل ضاغط علي ...
بسمة : ايش أقول .. طيب .. بس بيكفيكم ... !
بكري : نحن اثنين والاكل زيادة ، ولو في نقص اكمله لك من عيوني ..!
بسمة : خلي عيونك معك ، بس تخارج سريع ...!!!
بكري :طيب ولو في كلافة ممكن تجهزي الشاي
بسمة : حااااضر ....!
نزل بكري الاكل مباشرة الى الديوان ، وكلما دخل يحضر صحنا آخر ، ما أن يصل حتى يجد الصحون فارغة ، وهو يتمتم بكلام في فمه من الضيق : (ايش خلانا اعزمه ! ) ...
طبعا الحرج بدأ ينتهي من بكري بعدما وجد ان كل ما تم تقديمه اختفى نهائيا ... فجلس بكري والغضب باد على وجهه وقال :
كل .... كل بالله عليك كل .... عيب عليك ... انت ضيفي كل ...
حسنين : أكل.!! أكل آه ... ما في حاجة للأكل ....!
فجأة قفز بكري عليه ممسكا بتلابيبه ... وهو يصيح :
هذا راسي والمدام داخل كمان .... يا عبيط ... يعني لحست الصحون كلها وتسأل .. طيب استح شوي مش....
قاطع الجميع صوت جرس الباب الخارجي .... وقف بكري مستغربا ، من سيأتي لاحقا الآن .... توجه لفتح الباب ....وفتح بدون ان يسأل :
بكري : أه...حمودي ..... كيف عرفت البيت ؟
أحمد : طيب الناس يقولوا تفضل .. اهلا وسهلا ... عموما أنت عارف موقعي ، وعارف كيف اوصلك ؟ عرفت انك تزوجت ،فحبيت ابارك واهني، وزيارة عابرة .... وبعدين لا تقل لي حمودي مرة ثانية فقط (فندم أحمد )
بكري : طيب العفو تفضل !
مع ولوج أحمد من الباب ، بالتأكيد لاحظ ذلك الكيس الكبير (جونية ) ، ولاحظ إشارة بكري لضيفه ، الذي قفز مباشرة وقال :
حسنين : طيب عم بكري اشوفك قريب ... تمام... وعدها ...!
بكري : تمام .تمام روح الله معاك !
احمد : من هذا ؟
بكري : هذا زميل في العمل !
أحمد : يقولك ياعم .... !
بكري : اقصد موظف ، تعرف انا اعاملهم كزملاء ...
أحمد : طيب تعد ايش؟
بكري : قصده تعدي علي بكرة ....
أحمد : وايش فيها الجونية ؟
بكري : فندمنا .. شكلك جيت تحقق معي !
أحمد : ابد ... جيت ازورك حتى بالأمارة هذه هديتك .
اخرج احمد من جيبه علبة وناولها بكري ...
بكري : واو .. ايش ذا الكرم .. خاتم وساعة ذهبية ... تكون فالصو
أحمد : هذا زمان ....الله يرحم زمان ...ذهب يا بكووور ذهب !!..
بكري : اوه شكرا .... طيب تفضل بالجلوس ...
أحمد : شغلك الأول حقق لك كل هذا ام شغلك الجديد ؟ آه لو يدري ايمن بخبابيرك ، انت حتى نشنت على مديرة مكتب معروف ، شيطان !
بكري : لأ .. لأ .. ! حبيبي انا ما سويها ، عملي لاولي انتهى .. زمان ولى يا زمان... خلاص تركنا هذا الباب .. شغلنا الجديد .... والمدام معرفة الجامعة وانت عارفنا ، انا احب مرة واحدة .
احمد : وتكره مرة واحدة ، عموما ما قلت لي ، ايش في الجونية ......؟
بكري : هه بعض السامان حق حبابتي..... وكنت نازل اوصلها لها ...
احمد حبابتك .... ما قلت لي يوم انها توفت ... !
بكري : هذيك ام ابوي ، أتكلم عن ام امي ...!!
احمد : خلاص نوصلها سوية ....
بكري : ما احب اتعبك !
احمد : تعبك راحة
بكري : أحم... طيب ممكن تقل لي سبب الزيارة ....
أحمد : قلت لك تهنيتك ... انا احبك يابكوور .
بكري : اكيد ، بس شاعر انه في سبب آخر يافندمنا .. يعني انا عارف وانت عارف
احمد : اسمع بكري .... المقالات الأخيرة عن الجيش والامن ازعجت قيادات القوات المسلحة ، وهذا مش لصالحك ، فكرة ان الجيش ... عليه كذا وكذا و الجيش هو مؤسسة الرفاهية الأولى ووووو ...بكور لا تعش الدور اكثر من اللازم ... خلينا حبايب ... تعرف اني ما بكون مفيدا لك لو وصلك الامن ... خليك حبوب .... !
بكري : لكن هذا ما ينقله الشارع ....
احمد : خفف حدة الخطاب ،انت توجه مش مستقبل ،هاجم الحكومة وشرشحها زي ما تحب .. ومعك مجلس البرلمان كمان عليك به .. المهم بعد عنا..
بكري :اعتبر هذا امر
احمد : اعتبره !
بكري : حاضر ، وتم ، شيء آخر .
احمد : هيا بنا نوصل جونية حبابتك ...
بكري : فندم لا تتعب نفسك ....و ...
الكلام لم يكتمل حيث كان احمد فوق الكيس يسحبه.
بكري : احمد لو سمحت .. !
أحمد : ايش ذا ...واو هذي غلة دسمة .... كم فيها ... يا سامان حبابة !!!
بكري : احمد .. عفوا !
احمد : مش قلت لك وقف الشغل الاول نهائيا ... انت تشتي تعمل مصيبة ..!
بكري : بس فيها بركة!
احمد : بركة في عينك شركة شحاذة يا مهندس القبور.
واشتد الكلام و طبعا لم يغادر احمد الا بنصف الغلة، وقد تبسم فقد عوض هديته بأضعاف .
أما بكري فدخلت عليه بسمة وهو يبكي على هذه الزيارة وتذكر انه لم يذق الطعام فزاد نحيبه وتذكر حسنين ....وكله من بعد كيس حبابة !
بسمة : مابك حبيبي .. خير؟؟؟
بكري : حبابتي ماتت ....!!!
بسمة : ايشش ؟
بكري :جدتي ؟؟؟
بسمة : جدتك ماتت ... آه... آسفة !! ... الله يرحمها...
قاضي القضاة
بدت تنشأ بين أوساط الجامعيين والمثقفين عدد من الحركات المعارضة للنظام ، ومن ابرزها حركة (خلاص تعبنا ! ) .
سعت العديد من الأحزاب لاحتوائها لقربها من الشباب ، وطبعا قنوات المواجهة تبث بشكل دائم تحركاتهم ونقاشاتهم ووووو ، ولن ننسى صحافة المعارضة وعلى رأسها صحف الوطن الكبير وإذاعة (وجع المواطن ) ..... تناثرت الاخبار عن الانتخابات النيابية القادمة ، وأن هناك تعديلات قادمة في الدستور والخ ....
هناك ازدحام شديد حول ذلك المبنى ، هناك سيارة مقبلة ، يخرج منها رجل وقور بلحية كثة ، ومعه مساعده كما يبدو يحمل حقيبة ثقيلة الوزن ، والناس تبادره بالسلام والتحية وهناك من يشد يده ليقبلها الا انه يترفع عن ذلك ويسحبها ، متواضع ....
نعم أنه هو ايمن اقصد الشيخ الفاضل ايمن رئيس حزب الغربال ......تعالوا ندخل معه الى مكتبه نسمع ونشاهد ....
ايمن : ها شباب كيف الاخبار اليوم ؟
احد الشباب : تمام شيخنا ، نجهز الحملة الانتخابية وكل شيء الى الأفضل ان شاء الله .
ايمن : بارك الله فيكم ، لو في شيء انا في مكتبي الخاص الدور الثاني .
الشاب : تم ان شاء الله.
دخل مكتبه الخاص ، ودخل معه مساعده وبدأ يفتح الحقيبة ويرتب أوراق الشيخ على الطاولة ، وجلس بجواره يفتح ملفا ، يستخدم للتوثيق واليومية ....
لم تمض لحظات حتى دخل السكرتير يسلم على الشيخ ويبلغه ان لديه زوار ....
ايمن : كي
ف يا سعيد ؟
سعيد : تمام ياشيخ ... عندنا اليوم عدد من قضايا التحكيم ، ولدينا قضيتين ا ناقشناهم بالأمس ...
ايمن : طيب ، افضل نخلص من قضايا التحكيم قدر الإمكان الأيام الجاية ما نقدر نفرغ لحد، الانتخابات ستبدأ ولازم أكون متفرغا مع الشباب .
سعيد : ان شاء الله !
ايمن : هات القضية الأولى.
سعيد : تم !
لحظات ودخل عدد من الافراد عددهم ستة ، وجلسا على كراسي الانتظار حيث أشار لهم السكرتير . نظر اليهم ايمن بعمق :
يامرحبا ، من أصحاب القضية ...
رد احدهم : انا وهذا غريمي ....
ايمن : تعوذ بالله ما حد غريم ... هذا صاحبك ... عموما تفضلا هنا ومن الاخوة اللي معاكم .
الشخص : حسب ما بلغنا مدير مكتبكم يا شيخ معي شاهدين ومعه شاهدين ....
التف ايمن لمساعده وقال :
صالح طلع لي ملف الاحباب ...
صالح : تم ..هذا هو يا شيخ ...
ايمن : تكرما اقتربا هنا وتفضل أولا بعرض القضية من جديد .
الأول : انا عبدالوهاب محمد كنت مغتربا ولما عدت اشتريت ارضا بحر مالي من سالم سلطان ، وسجلناها وكل شيء ، وانا بادي في عمليات الحفر والتأسيس ، الا وجانا هذا ومعه ناسه ومنعوا عمالي من العمل ، وتحاججنا واياه في المحاكم .. هو يقول ارضي وانا أقول ارضي .....
ايمن : وراقك!
عبدالوهاب : عندك الصورة ياشيخ وهذه الأصل ....
ايمن : طيب وانت تفضل ....
الثاني : ياشيخ انا محسن سلطان صاحب الأرض ، وهذه اوراقي ... ما ادري كيف اشترى هذا الأخ الأرض ومن ضحك عليه والقانون لا يحمي المغفلين
ايمن : انت اخو سالم سلطان!
محسن : ابد ياشيخ من نفس القبيلة بس ماهوخي ولا اعرفه ....
ايمن : طيب كيف ما عرفت انها ابتاعت الا لما جاء يبني فوقها ؟طيب انتم جيتم في التحكيم الينا لماذا ؟
عبدالوهاب : ثقة فيكم ياشيخ ... لنا 5 سنوات في المحاكم ، وانت رجل فاضل
ايمن : اسمع منك يا محسن!
محسن : اكيد ياشيخ ما جيتك الا وانا واثق بحكمك ، لانك تحكم حكم ربنا ....
ايمن : الله يبارك فيكم ... ياشهود سمعتم ماقالوا الاخوين.
صاح الحضور : نعم ياشيخ ...!!!
التفت ايمن لصاحبه وقال :
صالح تكرما وقع الجميع على قبول حكمي وبشهادة شهودهم ....
صالح : تم ان شاء الله.
تم التوقيع والتبصيم ....
ايمن : اسمعوا يا جماعة .... و والله احبكم في الله ...
الحضور : نعم ياشيخ ....
ايمن : انتم وقعتم وبصمتم وبذا قبلتم ... وان تراجعتم فإن عقوبتكم كبيرة يوم القيامة ... !
الحضور : معاذ الله ياشيخ ...
ايمن :
بسم الله تعالى اكتب ياصالح .... : بناء على ما استقينا وفهمنا وتوسعنا وتمعنا ونظرنا فإن الأرض تقدر بربع قيمتها ، وعلى عبدالوهاب دفع هذا الثمن لمحسن ، أو أن يتنازل عن نصف الأرض ، وعلى الطرفين دفع ما قيمته عشر قيمة الأرض لخزانة مكتبنا تكلفة التحكيم الصادر عنا. وعلى ان يتم قيد وثيقة الصلح في المحكمة التجارية التابعة لها دائرة منطقتهم والحمد لله رب العالمين .
صمت الجميع ، والكل ينظر لبعض ، مبتسما ابتسامة صفراء محسن ، وكربة ملأت وجه عبدالوهاب ... وانتهت تلك الجلسة ، وما في القلوب في القلوب .
لحظات أخرى بعد مغادرة الجمع ، دخل السكرتير يطلب الاذن لدخول غرماء جدد ...، دخلت امرأة ذات بنية مكتظة ، و وجه دائري يبدو عليها رغم جمالها الشدة معها كما يبدو اخوها .معهم أيضا رجل مقعد على كرسي متحرك ، هزيل الا انه صحيح البنية يدفع به شخص آخر ....
ايمن : مرحبا ......
قبل ان يتم ايمن كلمته ، صاحت المرأة مقاطعة ...
بالله ياشيخ انصفني من هذا الظالم ....
ايمن : من منهم ؟؟؟
المرأة : هذا ... هذا
ايمن : ذا اللي على الكرسي !!!
المرأة : ايوه ذا !
ايمن : هذا المقعد
المرأة : نعم لا تغرك جلسته ... كما ابليس .. يتمسكن لحد ما يتمكن
ايمن : ذا !
المرأة :ايوه
ايمن : طيب ممكن لحظات ..!
المرأة : طيب يا شيخ ....
ايمن : افتح ملفهم ياصالح .
صالح : تم ان شاء الله ...
ايمن : تفضلوا الان
المرأة : هذا زوجي الشرير ، القاسي ، الخبيث ، الوغد
ايمن : لحظة ... متأكدة انه زوجك !
المرأة : اكيد
ايمن : هذا اللي مقعد !
المرأة : ايوه ...
ايمن : ممكن تسكتي شوي !
المرأة : طيب
ايمن : اخي ممكن اسمع صوتك ....
الرجل المقعد : ممممموووووو ...شششقققااااااا ....احححح
ايمن : خير مال صاحبك
صاحب المقعد : ما تلاحظ ياشيخ ..
ايمن : خير!!
صاحب المقعد : تم ضربه في وجهه وتحطمت اسنانه ، غير الخنق اللي تعرض له
ايمن : من من ؟
سكت الرجل .... وهو ينظر للمرأة .....
ايمن : زوجك فاقد القدرة على الكلام ممكن أولا اسماءكم تكرما .....
المرأة : اني ست ابوها ....
ايمن : ست ابوك ....طيب ... اسمك ؟
ست ابوها : اسمي ست ابوها الزعلان ...
ايمن :هذا اسمك ...!!!طيب اسم الزوج
ست : حسونة منير ....
ايمن : جميل جدا حسونة تزوج ست ابوها ....
صاح الرجل اللي مع ست ابوها:
خير ياشيخ ما انت مصدق ؟
ايمن : لا ابد مصدق ؟ مبروك
اخو ست : الله يبارك !
ايمن : طيب فين المشكلة ست ابوها ؟
ست : هذا القاسي طلبت منه ثوب رخيص جدا جدا ، ما بيكلف حتى 200 $ .. وعطيته الصورة ، لما جاء جاب لي ثوب ب 10 $ صحيح يشبه الصورة بس غير ...
ايمن : وكيف عرفتي انه ب10$
ست : شفت الفاتورة !
ايمن : والله انه جحش ....!
صاحب المقعد: خير يا شيخ ... الله يبارك فيك .. ما يصح ؟؟
ايمن : لا جحش وستين جحش !!
ست : الله ينصرك يا شيخ ، شفت حتى انت تشغر بشعوري !
ايمن : اكيد ... وما يحتاج كلام .... حكمي فوري في قضية مثل هذي وانتم جيتم تتصالحوا ... الزوج يأخذ أجازة شهر لما يتعافى ، والزوجة يحق لها تسحب المبلغ وتشتري الثوب الرخيص جدا ... تم ... غادروا ...الله معاكم .
غادر الجميع، نظر ايمن لمساعده وقال :
هذا مش جحش ....
صالح : حسب قولك يا شيخ ..!
ايمن : أقول حجش والا لو كان بني آدم كان يقطع الفاتورة او يزورها ....
صالح : صدقت ياشيخ هو جحش !
تغيير وزاري
يبدو أن الانتخابات جاءت لصالح حزب الغربال الذي حقق انتصارا ساحقا في مقاعد البرلمان، يتقدمه حزب النضال الذي يتزعمه د.معروف.
في الاطار الإعلامي كانت المعارضة ومنها صحف مؤسسة الوطن تهاجم الغربال وقياداته ، في حين كانت قنوات المواجهة تدعمه من خلال لقاءات بقيادات الحزب ، وتبرز شخصياته .
عموما الخطوة كما يبدو أوصلت حزبي ايمن ومعروف ليتصدرا المشهد السياسي ،وتم اختيار ايمن رئيسا للبرلمان .
من جهة أخرى تصاعدت شهرة الدكتور معروف الذي كان المرشح الأبرز لقيادة الحكومة ، وبالفعل كان ذلك حيث تم اختيار معروف ليقود الحكومة بخبرته التي قيل انها لامست واقع البلد المأزوم.
بدا معروف تحركه في اتجاه زيادة فرض هيبة الدولة، والحد من المظاهرات التي عطلت الحياة الاقتصادية ، وطالب الشباب بالصبر وان يعطى الفرصة خاصة وهو من بينهم ، ويحمل همهم ، ويذكره ان القنبلة الذرية لم تخترع في ليلة واحدة .
كانت وجهة نظر الحركات المعارضة بصورة عامة والشبابية بصفة خاصة ، أن النخبة التي برزت عليها الكثير من الملاحظات ، وكل ما يطلبونه منها حق رؤية واضحة لمقبل الايام ،طبعا مع انتشار اشاعة شبهات التزوير الانتخابي سهلته مؤسستي الامن والقضاء .... الرد الواضح من القضاء: كلام فارغ واللي معاه اثبات يقدمه ، لا اتهام نن غير دليل !
المعارضة الجديدة والتي لم تتبلور في حب معين ، يمثلها شباب الجامعات وأصحاب الرأي المستقل ،يريدون تغييرا نحو دولة مدنية قانونية، و رؤية سياسية تحدد خريطة الطريق .
لذا لم تتوقف مظاهرات أيام السبت التي اقترحتها حركة (خلاص تعبنا) ، والتي تتبنى منهجا للتحسين والبناء والتغيير الواضح .وتطالب بعدم ادخال مدخل الحلال والحرام في العمل السياسي ، طبعا صحف الدولة الان تهاجم هؤلاء الذين لا يفقهون لا في دين ولا دنيا .
ومعا ندخل لنرى ونسمع اول لقاء يجمع رؤساء الكتل الأقوى في البرلمان الشيخ ايمن ود.معروف :
معروف : نبارك لبعض على الي صار ياشيخ .
ايمن : الحمد لله هذا من فضل الله علينا وعلى الناس .
معروف : الحمد لله ... ايش رايك في تعيين احمد في الدفاع.... ؟
ايمن : صراحة و والله بدون دعمه وافكاره ما وصلنا يعني هذا اقل شيء لرد الجميل .
معروف :تم ... المهم احنا في خدمة البلد ... !
ايمن : اكيد خلي بالك من هذه النقطة ، رغم اني مزعوج من بكري بسبب تحامله علي في الاعلام وعلى حزبي وانشطتي .. لكن نعم نحن في خدمة البلد
معروف : تعرف بكري هو الحلقة التي تفرغ هموم الناس ، لا يمكن ان نتدخل في هذا الامر، على الأقل الان ، والاعلام له حرمته ، وما نشتي ندخل في اشكال مع ابوكوفية .
ايمن : ايش أقول بس زودها زيادة عن اللزوم !
معروف : اشوف الامر واحاول اتواصل معاه ، بس لايكون بينك وبينه مشكلة ما بلغتنا فيها....يعني زواجه مثلا ..
ايمن : لأ ... ايش هذا الكلام ، نحن كبرنا على شغل الأولاد ، وابد مابيني وبينه مشاكل ، بس ما ادري يمكن لانه صاحب دين نص كم ! وع نفسي الى الامام سر والحمد لله ...!
معروف : عموما ، قنواتنا تدعمك وهذا يكفي
ايمن : مفهوم بس الناس تتابع اعلام بكري اكثر من اعلامك ....
معروف : شوي وشوي ياشيخ ... خلينا في المهم علشان نناقش مسألة دعم البرلمان لنا ...
ايمن : طيب قبل هذي اشتي منك خدمة ..
معروف :آمر ياشيخ ...!!!
ايمن : حركة ( خلاص تعبنا ) مازالت نشطة ، وحولها مجموعات شبابية ، لو تقدر تحد من هجومهم علينا ، هذول أسوأ من بكري !
معروف : هذا كثير ياشيخ ... نحن مع الناس ، وفي الناس والى الناس ، بس ممكن نتفاهم مع بعض قيادات الشباب .
ايمن :تمام تفاهم معاهم بشكل ودي جدا ... ويعبر عن كرامة الانسان .
معروف : ولا يهمك .. خلينا في المهم ....!
واستمر الاجتماع ، وتم اختيار الوزراء ، وفي الدفاع كان صالحا هو الخيار الذي كان رئيسا لقيادة الاركان وهذه وحدها كانت مفاجئة لايمن ،رغم هذا البرلمان دعم الحكومة وحدث التغيير ....................المنشووووود . !

مستشفى الامراض العقلية
في غرفة الإدارة كان هناك اجتماع بين إدارة المستشفى ،تتمثل في د. شريف ومساعده حسنين الذي انتقل قريبا في العمل بعدما انهى عمله مع بكري ، ومن الطرف الآخر د. عبدالله الذي يمثل هيئة حقوق الانسان ، وكان هذا الذي كان :
شريف :د.عبدالله ! التقارير التي لديكم ليست حقيقية ، صدقني دكتور، ما في حد يدخل المستشفى الا وفعلا لديه مرض نفسي او عصبي لا يمكن ان تكون مركزا لتعذيب او احتجاز النشطاء و أصحاب الرأي ، كلام مبالغ فيه جداً ....
عبدالله : طيب لماذا لا تسمح لي بزيارة الغرف المحددة في التقرير ؟ أنا من سيقرر ، بل اعدك بأرسال رسالة اعتذار عن محتوى التقرير إن تبين العكس .
شريف :يا دكتور ، يعني مش قادر اقنعك تشتي اقسم بالله
عبدالله :ما في داعي ... الامر بسيط جدا، خلينا ازور الغرف ، لا تشعرني ان هناك خطأ ما .
شريف : د.حسنين ممكن تجري اتصالا بالوزارة للتأكد من قبول الزيارة... اعذرنا دكتور إجراءات
عبدالله : ولا يهمك !
بالفعل غادر حسنين الغرفة متوجها للسكرتارية ، وهناك اجرى الاتصال وتحدث مع الطرف الثاني :
حسنين : فندم هل نقبل الزيارة ؟
الطرف الثاني :على العكس اقبلوها ، هل عندكم شيء مشبوه .
حسنين : ابداً عملنا سليم 100%
الطرف الثاني : تمام ... وياريت انه يطول الزيارة عندكم ....ويخرج بتقرير مقنع جدا جدا ..!!
حسنين : حاضر يافندم .... شكرا لحضرتك !
عاد حسنين ومعه القبول بالزيارة ، وتوجه الجميع الى الغرف في البدروم ، وكان الدكتور عبدالله يمر متفقدا الغرف ، ركز على احدى تلك الغرف وجد فيها وجوها مألوفة جداً ، الا انه لم يتذكر اين رآها من قبل ، اصر على دخول الغرفة ، تم إدخاله الغرفة واغلاق الباب خلفه ....
لم يركز عبدالله ونظر في الشباب هناك ثلاثة فقط ، الأول طويل جالس في الأرض مستندا الى الجدار ويحرك يداه كمن يعزف على الجيتار ، لما اقترب منه ركز انه يدندن :
شلوا حقنا ، باعوا ارضنا .... داني ودن دنه ،
كل الشباب عاطل ، جالس كذا باطل ،داني دن دنه
انا هنا جالس توبة اروح ميدان ... داني دن دنه!!
أما الثاني فهو اقصر واعرض ، واقف كالتمثال ينظر بتمعن للجدار ، والثالث معه أوراقا ويكتب وليس بيده قلم ، كأنه كاتب و مفكر...
تذكر عبدالله انه قد رآهم من قبل في مظاهرات الشباب حركة (خلاص تعبنا !) .
كان معه حق في ان أصحاب الرأي تحجز في هذا المكان . شعر عبدالله ان الشباب ، ليس بمجنون وان بإمكانه نقل معاناتهم ، وفضح الأجهزة الأمنية .
قرر عبدالله ان يبدأ مع الشخص الثالث ركز على اسمه المطبوع على القميص الأبيض (غانم ) .... جلس عبدالله على الأرض مقتربا من غانم ومقابله تماما ، الا ان غانم لم يغير وضعيته بدأ عبدالله الكلام :
مرحبا غانم
لا إجابة
عبدالله : اتسمعني ؟
لم يلتفت غانم ابدا وهو فوق أوراقه مركز متجاهلا وجود احد حوله ، اقترب الأول الطويل من عبدالله وجلس بقربه ، واخذ يؤذيه ، يشده من البدلة ، اصبح الامر مزعجاً . التفت عبدالله اليه مخاطبا :
ماذا تريد مني ؟
هنا ضحك الأول ، ثم عاد لجلسته الأولى بقرب الدكتور عبدالله .... هنا عاود عبدالله حديثه مع غانم ...
عبدالله : كما يبدو انك منشغل بأمر عظيم .هل تكتب مقالا ، او ابياتا شعرية ؟
لا رد ....
اكمل عبدالله :اتذكرك انت كنت تتحرك في مظاهرات ....
لم يكمل كأن الكلمة كانت مفتاح السر ، حيث نظر غانم الى عبدالله وصاح :
ليس انا ، لا اعرفهم ، انا غبي احمق مجنون .... لا ... لا
ثم قفز من مكانه ، وتحرك الى اتجاه المطرب ، سحبه من عنقه وهو يصيح :
انت السبب !
دفعه المطرب الذي سجل على ثوبه اسمه (هاني ) وقال :
انا السبب كلي سبب
وانت معي انت السبب
صرنا سبب بعد السبب
جينا لخانات السبب
من هو السبب ؟
انسحب غانم وابتعد الى زاوية الغرفة .ما شد عبدالله ان الامر متعلق بالمظاهرات ، ربما تعرضوا لجلسات كهرباء ، او انهم يحقنونهم بنوع من مخدرات الذهن. فكر انه لابد من فحص حقيقي ، هناك خطأ ما ، في تلك اللحظات عاد الأول لمشاغبة عبدالله ، هذه المرة ناده عبدالله باسمه :
كرم ، انت تفهم ما أقوله لك ؟
كرم ... من كرم .... انا علي ، لا انا صالح ، لا لا ... انا حميد ....
واو انت كل هذا .... من متى وانت هنا ؟
انا مش هنا ، انا مش هنا ....
عبدالله : تغني ...
كرم : لا ... انا مش هناك .
قرر الدكتور تصوير الغرفة ويركز على وضعية الشباب ، اخرج كاميرا من جيبه ليبدأ في التصوير ، هنا تحرك هاني واختطف الكاميرا من الدكتور ، الذي صاح بهدوء :
هاني ، حبيبي هاني ، ممكن الكاميرا .
هاني : انت مجنون تصور هنا
عبدالله : واو ، انت عارف اني اصور ، اذن ارجوك افهم انا جئت لمساعدتكم ، ورفع تقرير عن الوضع ، اعرف ان هناك مشكلة يتم اخفاءها هنا ....
هاني : مجنون ... مجنون
واسقط الكاميرا ارضا ، هنا قفز كرم من مكانه واخذ يركل الكاميرا ككرة ، تحرك غانم والتقطها من الأرض ، وتوجه لعبدالله وبدا انه سيسلمها له ، ليس قليلا حتى صاح هو الاخر :
الحقني يا عبيط ....
واخذ يركض ، بدا الامر انه خارج السيطرة وارتفعت أصواتهم في الداخل وعبدالله ، يركض في محاولة لاستعادة الكاميرا ، مر وقت من الركض والصياح ،في هذه الاثناء دخل ممرضان اشداء ، واخذوا في إعطاء المرضى الحقن ، وامسكوا عبدالله وهو يصرخ ، انا هنا لدراسة حالات المرض ، نظر الممرضان لبعضهما وهما يبتسمان ويقولان :
كلانا هنا ندرس الحالات .....
لم ينفع صراخ عبدالله ، فقد اخذ حقنة هو الآخر ، يبدو انها نوع من المهدئات التي اسكنت حركاته ، وسكن الى الأرض مشدوها ، لم يعد يعرف أي شيء .
مضى المساء وعبدالله في موقعه لا يتحرك ... لم يسأل عنه احد ، وهناك في الأعلى تم ادراج اسمه ضمن قائمة المرضى الخطرين .
مستشفى الامراض العقلية
في غرفة الإدارة كان هناك اجتماع بين إدارة المستشفى ،تتمثل في د. شريف ومساعده حسنين الذي انتقل قريبا في العمل بعدما انهى عمله مع بكري ، ومن الطرف الآخر د. عبدالله الذي يمثل هيئة حقوق الانسان ، وكان هذا الذي كان :
شريف :د.عبدالله ! التقارير التي لديكم ليست حقيقية ، صدقني دكتور، ما في حد يدخل المستشفى الا وفعلا لديه مرض نفسي او عصبي لا يمكن ان تكون مركزا لتعذيب او احتجاز النشطاء و أصحاب الرأي ، كلام مبالغ فيه جداً ....
عبدالله : طيب لماذا لا تسمح لي بزيارة الغرف المحددة في التقرير ؟ أنا من سيقرر ، بل اعدك بأرسال رسالة اعتذار عن محتوى التقرير إن تبين العكس .
شريف :يا دكتور ، يعني مش قادر اقنعك تشتي اقسم بالله
عبدالله :ما في داعي ... الامر بسيط جدا، خلينا ازور الغرف ، لا تشعرني ان هناك خطأ ما .
شريف : د.حسنين ممكن تجري اتصالا بالوزارة للتأكد من قبول الزيارة... اعذرنا دكتور إجراءات
عبدالله : ولا يهمك !
بالفعل غادر حسنين الغرفة متوجها للسكرتارية ، وهناك اجرى الاتصال وتحدث مع الطرف الثاني :
حسنين : فندم هل نقبل الزيارة ؟
الطرف الثاني :على العكس اقبلوها ، هل عندكم شيء مشبوه .
حسنين : ابداً عملنا سليم 100%
الطرف الثاني : تمام ... وياريت انه يطول الزيارة عندكم ....ويخرج بتقرير مقنع جدا جدا ..!!
حسنين : حاضر يافندم .... شكرا لحضرتك !
عاد حسنين ومعه القبول بالزيارة ، وتوجه الجميع الى الغرف في البدروم ، وكان الدكتور عبدالله يمر متفقدا الغرف ، ركز على احدى تلك الغرف وجد فيها وجوها مألوفة جداً ، الا انه لم يتذكر اين رآها من قبل ، اصر على دخول الغرفة ، تم إدخاله الغرفة واغلاق الباب خلفه ....
لم يركز عبدالله ونظر في الشباب هناك ثلاثة فقط ، الأول طويل جالس في الأرض مستندا الى الجدار ويحرك يداه كمن يعزف على الجيتار ، لما اقترب منه ركز انه يدندن :
شلوا حقنا ، باعوا ارضنا .... داني ودن دنه ،
كل الشباب عاطل ، جالس كذا باطل ،داني دن دنه
انا هنا جالس توبة اروح ميدان ... داني دن دنه!!
أما الثاني فهو اقصر واعرض ، واقف كالتمثال ينظر بتمعن للجدار ، والثالث معه أوراقا ويكتب وليس بيده قلم ، كأنه كاتب و مفكر...
تذكر عبدالله انه قد رآهم من قبل في مظاهرات الشباب حركة (خلاص تعبنا !) .
كان معه حق في ان أصحاب الرأي تحجز في هذا المكان . شعر عبدالله ان الشباب ، ليس بمجنون وان بإمكانه نقل معاناتهم ، وفضح الأجهزة الأمنية .
قرر عبدالله ان يبدأ مع الشخص الثالث ركز على اسمه المطبوع على القميص الأبيض (غانم ) .... جلس عبدالله على الأرض مقتربا من غانم ومقابله تماما ، الا ان غانم لم يغير وضعيته بدأ عبدالله الكلام :
مرحبا غانم
لا إجابة
عبدالله : اتسمعني ؟
لم يلتفت غانم ابدا وهو فوق أوراقه مركز متجاهلا وجود احد حوله ، اقترب الأول الطويل من عبدالله وجلس بقربه ، واخذ يؤذيه ، يشده من البدلة ، اصبح الامر مزعجاً . التفت عبدالله اليه مخاطبا :
ماذا تريد مني ؟
هنا ضحك الأول ، ثم عاد لجلسته الأولى بقرب الدكتور عبدالله .... هنا عاود عبدالله حديثه مع غانم ...
عبدالله : كما يبدو انك منشغل بأمر عظيم .هل تكتب مقالا ، او ابياتا شعرية ؟
لا رد ....
اكمل عبدالله :اتذكرك انت كنت تتحرك في مظاهرات ....
لم يكمل كأن الكلمة كانت مفتاح السر ، حيث نظر غانم الى عبدالله وصاح :
ليس انا ، لا اعرفهم ، انا غبي احمق مجنون .... لا ... لا
ثم قفز من مكانه ، وتحرك الى اتجاه المطرب ، سحبه من عنقه وهو يصيح :
انت السبب !
دفعه المطرب الذي سجل على ثوبه اسمه (هاني ) وقال :
انا السبب كلي سبب
وانت معي انت السبب
صرنا سبب بعد السبب
جينا لخانات السبب
من هو السبب ؟
انسحب غانم وابتعد الى زاوية الغرفة .ما شد عبدالله ان الامر متعلق بالمظاهرات ، ربما تعرضوا لجلسات كهرباء ، او انهم يحقنونهم بنوع من مخدرات الذهن. فكر انه لابد من فحص حقيقي ، هناك خطأ ما ، في تلك اللحظات عاد الأول لمشاغبة عبدالله ، هذه المرة ناده عبدالله باسمه :
كرم ، انت تفهم ما أقوله لك ؟
كرم ... من كرم .... انا علي ، لا انا صالح ، لا لا ... انا حميد ....
واو انت كل هذا .... من متى وانت هنا ؟
انا مش هنا ، انا مش هنا ....
عبدالله : تغني ...
كرم : لا ... انا مش هناك .
قرر الدكتور تصوير الغرفة ويركز على وضعية الشباب ، اخرج كاميرا من جيبه ليبدأ في التصوير ، هنا تحرك هاني واختطف الكاميرا من الدكتور ، الذي صاح بهدوء :
هاني ، حبيبي هاني ، ممكن الكاميرا .
هاني : انت مجنون تصور هنا
عبدالله : واو ، انت عارف اني اصور ، اذن ارجوك افهم انا جئت لمساعدتكم ، ورفع تقرير عن الوضع ، اعرف ان هناك مشكلة يتم اخفاءها هنا ....
هاني : مجنون ... مجنون
واسقط الكاميرا ارضا ، هنا قفز كرم من مكانه واخذ يركل الكاميرا ككرة ، تحرك غانم والتقطها من الأرض ، وتوجه لعبدالله وبدا انه سيسلمها له ، ليس قليلا حتى صاح هو الاخر :
الحقني يا عبيط ....
واخذ يركض ، بدا الامر انه خارج السيطرة وارتفعت أصواتهم في الداخل وعبدالله ، يركض في محاولة لاستعادة الكاميرا ، مر وقت من الركض والصياح ،في هذه الاثناء دخل ممرضان اشداء ، واخذوا في إعطاء المرضى الحقن ، وامسكوا عبدالله وهو يصرخ ، انا هنا لدراسة حالات المرض ، نظر الممرضان لبعضهما وهما يبتسمان ويقولان :
كلانا هنا ندرس الحالات .....
لم ينفع صراخ عبدالله ، فقد اخذ حقنة هو الآخر ، يبدو انها نوع من المهدئات التي اسكنت حركاته ، وسكن الى الأرض مشدوها ، لم يعد يعرف أي شيء .
مضى المساء وعبدالله في موقعه لا يتحرك ... لم يسأل عنه احد ، وهناك في الأعلى تم ادراج اسمه ضمن قائمة المرضى الخطرين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.