شهدنا في الأيام القليلة الماضية نداءات متتالية من المسئولين في محافظة عدن، والتي يدعون فيها ابناء المحافظة الى سرعة سداد متأخرات المياه المتراكمة عليهم والتي وصلت إلى 7مليار ريال للشريحة المنزلية و 3 مليار ريال مديونية المرافق الحكومية، بحسب مدير عام المؤسسة المهندس / نجيب محمد أحمد، وهذه المديونية الضخمة جدا تهدد شريان الحياة بالانقطاع التام، حيث تعتبر المؤسسة المحلية للمياه في عدن مؤسسة مستقلة ماليا وتقوم بتنفيذ كافة مشاريعها وأعمالها المتعلقة بالصيانة، والترميم، وحفر وإعادة تأهيل الآبار، من هذه المبالغ التي توقف توريدها نهائيا من قبل المواطنين ومرافق جهاز الدولة. هذه النداءات والتي كان اخرها النداء "العاجل" الذي وجهه مستشار محافظ عدن الاستاذ/ عبد الحكيم الشعبي تؤكد إننا نقف أمام كارثة حقيقة سوف تعصف بهذا المورد الحيوي الهام في عدن، وسوف ندفع ثمن اهمالنا وتقصيرنا، وتهاون مسئولينا الذين يفترض ان يكونوا اول خط دفاعي عنها وعن كافة مصالحها ومواردها.
مازلت من أشد المنافحين عن انضباط أبناء عدن والتزامهم بتأدية واجباتهم تجاه مدينتهم ومؤسساتها الحيوية وهيئاتها الخدمية على أكمل وجه، وما زلت إلى الان غير مستوعب هذا الرقم الكبير، حيث ارى ان لهذا الارتفاع مبرراته، والتي ربما أهمها اجتياح المليشيات الحوفاشية لعدن، وكذلك أزمة 2011م والتي استغلها الكثير من المتسيبين في إيصال رسائل سلبية مفادها (أن دولة شقيقة سوف تقوم بدفع كافة المتأخرات لدى مؤسسة المياه ومؤسسة الكهرباء) مما أدى إلى تساهل الكثير في سداد المتأخرات المستحقة عليه.
إنناأمام كارثة حقيقة نحن السبب الرئيس فيها، وإذا بقينا على هذا الحال وبهذا المستوى من الاهمال والتهاون في دفع متأخرات المياه التي علينا، سوف نجد انفسنا أمام خيارات مُرة ومن الصعوبة تقبلها، خاصة وإن السواد الاعظم من سكان عدن هم من الطبقة الفقيرة والمعدمة، بالإضافة إلى ان الطقس حار اغلب أيام السنة. فهل سيكون بمقدور المواطن في عدن شراء "بوزة" -صهريج ماء- كل اسبوع وبمبلغ 4000ريال على أقل تقدير؟.
لا اعتقد بأن سكان عدن سيكونون على مستوى عالي من الترشيد بحيث يكون استهلاكهم "بوزة ماء" اسبوعيا، خاصة وان فصل الصيف على الأبواب!!، لهذا أنصح كل من له قلب أن يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن لا يكون سببا في حرمانه وبقية أهله في المدينة من الحياة، وأن يعمل الجميع على مساندة المؤسسة المحلية للمياه في تحصيل هذه المديونة الضخمة والتي ستؤدي على خروجها النهائي عن الخدمة، وان يستشعروا هذه المسؤولية ويدركوا اهمية هذا المورد الحيوي الذي لا غنى لهم عنه، وان يقفوا جميعا مع المؤسسة حتى تستمر في تقديم خدمتها الحيوية والتي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الاحوال.