اختار وفد الهلال الأحمر الإماراتي، الرمز الدلالي لشجرة “دم الأخوين”، لتكون المنطلق لإعادة إعمار جزيرة سقطرىاليمنية، التي دمرها إعصارا “تشابالا وميج”. وعقد الوفد الإماراتي، الذي سيشرف على إعادة إعمار الجزيرة مؤتمراً صحفياً، تحت أشجار “دم الأخوين” الموجودة في سقطرى، بحضور نائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، ومحافظ محافظة أرخبيل سقطرى والمئات من سكان الجزيرة المنكوبة. ويعتقد أن شجرة “دم الأخوين”، كانت مسرحاً لأول صراع بشري بين ابني آدم قابيل وهابيل، وشهدت أول إراقة قطرة دوم وأول حادثة قتل في التاريخ، فيما اعتبر وقتها قتل قابيل لهابيل بمثابة إعدامه ربع سكان العالم. ويقال إن هذه الشجرة، كانت في الأصل نبتة مقدسة في الديانات القديمة لدى الحميريين والفراعنة والأشوريين، وهذا ما ظهر من خلال النقوش القديمة. ويحمل عقد المؤتمر الصحفي للوفد الإماراتي، تحت أشجارها عدة دلالات أبرزها، أن الإمارات وهي تحاول أن تخرج الجزيرة المنكوبة من مرقدها، تريد إيصال رسالة لأهالي سقطرى بأن الإماراتواليمن أخوة ومصيرهم واحد، وبأنه من منابع الغدر يمكن إنقاذ الأخوة ومد يد العون لهم، فيما قد يفهم أنه إشارة للمليشيات جماعة الحوثي وقوات المخلوع، التي انقلبت على الشرعية في اليمن، وأدخلت البلاد في حرب استنزاف أهلية لا تعرف عواقبها. واستقبل أهالي محافظة أرخبيل سقطرى وفد الهلال الأحمرالإماراتي برقصة “دبوبه” التراثية السوقطرية، وإليها انتقل خالد بحاح وكبار المسؤولين اليمنيين، ليشهدوا مساعي وفد الهلال الأحمر الإماراتي، وهو يصلح ما أفسده غضب الطبيعة، وربما لعنة الموقع. وقال رئيس الوفد الإماراتي، محمد الفهيم خلال المؤتمر الصحفي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة “ستتكفل بإعادة إعمار وبناء كل ما تضرر من إعصاري “تشابالا وميج” في عموم مناطق سقطرى”، وتابع ” ستنفذ مشاريع كبيرة في الجانب الخدمي من مدارس ووحدات صحية ومستشفيات ومشاريع خدمية أخرى”. وبدوره قدم رئيس الحكومة اليمنية، شكره للإمارات على ما قدمته وتقدمه لليمن، ووقوفها إلى جانب بلاده، مؤكدا أن توقيع اتفاقية إعادة إعمار سقطرى بين وفد الهلال الأحمر ومحافظها العميد سالم عبدالله عيسى، شيء هام ومقدر لأخوتنا في الإمارات، ورسالة واضحة بأنهم مع اليمن في كل الظروف. وقال محافظ محافظة أرخبيل #سقطرى، إن الإمارات من أولى الدول التي وصلت جزيرة سقطرى بعد نكبتها، شاكرا المؤسسات الخيرية في الدولة على خدماتهم الجليلة في المجال الصحي، وكذا إعادة إعمار وصيانة المطار، وترميم وتوسعة ميناء سقطرى، بالإضافة إلى كفالة المئات من العائلات والفقراء والأيتام والأرامل. يشارإلى أن المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمساعدات الإغاثية، صنفت دولة الإمارات الأولى عالميا من حيث تقديم المساعدات الإنسانية لليمن.