أرخبيل سقطرى العربي هو بحق المكان الذي فيه وعليه التقى التراث العربي بالهندي واليوناني والبرتغالي والروماني والأفريقي فعكس نفسه على المعالم التاريخية والأثرية فيه ، وبرز ذلك من خلال حكايات كثيرة وأساطير عجيبة عن تنوع تراث سقطرى الثقافي والتاريخي ، وظهر جلياً في الواقع في كنوزها البيئية والثقافية والأثرية التي لم يكتشف إلاّ اليسير منها فقط حتى الآن . وكان للباحث والعالم الروسي (فيتالي ناومكين ) الباع واليد الطولى في بداية الاكتشافات الأثرية واللغوية لأرخبيل سقطرى التي تمت حتى الآن ، فقد قام بدراسات أثرية في جزيرة سقطرى تعتبر فريدة من نوعها حيث لم يسبقه باحث آخر في كشف بعض أسرار الجزيرة وأهلها وما تخبئه أرضها على مدى التأريخ إذ عمل هذا الباحث عام 1974م في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واكتشف العديد من آثارها التاريخية ، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لا يزال العالم (ناومكين) يزور أرخبيل سقطرى مع عدد من منتسبي معهد الاستشراق الروسي باعتباره مديراً لهذا المعهد ، مؤكداً في دراساته وأبحاثه أن سقطرى أحد أهم المناطق التاريخية والأثرية والثقافية في العالم للاعتبارات التالية : - أن سقطرى تمتلك أحد أهم اللغات القديمة الغير مكتوبة . - تنتمي لثقافة قديمة متطورة جداً ومتميزة جداً . - اللغة السقطرية تعتبر إحدى أقدم اللغات السامية من دون كتابة ، وتتشابه إلى حد كبير فقط مع اللغة الأكادية ما يبرهن على توغلها في أعماق التاريخ . للعالم الروسي فيتالي ثلاثة مجلدات خرج جزء منها إلى النور ، وهي تتحدث عن تاريخ الجزيرة ومعالمها القديمة وثقافتها ونشاط سكان سقطرى الحياتي ومعتقداتهم الدينية .. كما أن هناك معالم حجرية متناثرة بكثرة على الجزيرة ومنها خطوط طويلة من الأحجار المصفوفة فوق بعضها البعض ، بالسقطري (أجهن ) ويجب علينا نحن أهل سقطرى العمل لإدراج هذه المواقع واللغة في نطاق التراث الأثري العالمي . إن سقطرى لا تزال بكراً بحجرها وشجرها وإنسانها وأرضها وبحارها وهي مرشحة مستقبلاً إلى أن تكون البقعة الفريدة من نوعها في العالم بمكنوناتها التي يتغنى بها العلماء والكتاب في دراساتهم وبحوثهم . إننا نطرح سؤالاً مهماً للغاية : هل ستصبح سقطرى قبلة العلم والعلماء ويتسابق لخطبة ودها الباحثون والدارسون القادمون من شتى بقاع العالم إذا ما نالت الاهتمام اللازم الذي يليق بها ؟ ونجيب على السؤال : نعم بالتأكيد ، هذه لؤلؤة المحيط الهندي والبحر العربي .. فكل عام وكل شهر وكل حين يكتشف سر من بعض الأسرار التي تحتويها . لله درك يا أرض اللبان والمر والصبر .. يا أرض الجمال الطبيعي .. يا أرض البيئة النادرة والتاريخ العريق .. يا أرض اجتمعت فيك الحضارات الراقية .. يا صاحبة الموقع الفريد البحري العالمي الفريد . مستقبلك واعد يا سقطرى شجرة الأخوين .. يا جميلة الجميلات .