الجنوبية ... اسم تخيلي جميل لقناة تعنى بالشأن الجنوبي . قد يكون حلماً ليس بعيد المنال ، ولكن ليصبح مشروعاً ناجحاً ويرى النور ، يجب أن تتوفر لديه مقومات البقاء . من يريد إنشاء قناة فضائية جنوبية خالصة 100% تتحدث عن الجنوب ، ويكون لها إمكانية الاستمرار وعدم الحجب ، فيجب أن يكون هناك رؤية شاملة تقوم عليها القناة ومقومات ومعايير صارمة تلتزم بها ، لتتمكن من البقاء والمنافسة وإجبار الجميع على تقبلها و التعامل معها . وهذا لم يتحقق للتجارب السابقة للقنوات الجنوبية . ولكن الحلم مازال ، ولن يكون مستحيلاً . واجهت التجارب السابقة مشاكل عديدة ، ليس هنا محل سردها ، ولكن بشكل عام واجهة نفس الأسباب الرئيسية للفشل ، وأعتقد أن أهمها كان : عدم وجود تمويل ذاتي للقناة . عدم وجود رؤية شاملة منفتحة تجاه جميع القوى الجنوبية . عدم وجود مرونة وانفتاح تجاه الآخر . عدم تمكنها من كسب تعاطف جميع الجنوبيين . عدم عملها على تأسيس رؤية إعلامية جنوبية واحدة تقدم للعالم . محصلة عملها كان موجهاً للداخل الجنوبي فقط . لم تكن نافذة جنوبية للعالم العربي والدولي . عدم تقبل أي طرف عربي أو غربي لتوجهات القناة بشكل عام . من خلال تلك الأسباب يمكننا أن نقول بأن القنوات ، لم يقدموا المطلوب منهم ، لذلك فشلوا. ما هو الحل ؟ عندما نتحدث عن قناة جنوبية تحقق النجاح ، و تضع نفسها ضمن القنوات العربية المقبولة والتي يفتح لها الأبواب ، فإننا نحتاج أولاً أن نطرح أهداف مقبولة ، ومعقولة ، وعصرية تتناسب مع ما وصلنا له الآن ، و تحويل تلك الأهداف عبر خطط احترافية إلى رؤية واقعية تقدم عبر الشاشة . لا يمكن لأي قناة تهتم بالشأن الجنوبي أن تصمد بدون أن تحقق التوازن المطلوب ، وتكون منبراً إعلامياً لكل الجنوبيين ، وأقول هنا كل الجنوبيون بلا استثناء ، في الداخل ، والخارج ، مع خيار فك الارتباط ، او الاتحاد الكونفيدرالي ، أو من ليس له علاقة ويرغب في الأمن والأمان والعيش بكرامة فقط .... وغيرهم . يمكن للقناة أن تصمد إذا عبرت بشكل حقيقي أن لا تطرف في توجهها ورؤيتها يميناً أو يساراً ، لا لمعاداة الغير ، لا للخروج عن خط التحالف العربي الذي يجب أن نستمر جزء منه . أن تكون جامعة للجنوبيين لا مفرقة . أن تبحث عن الشخصيات ، والهامات الجنوبية في الداخل والخارج ، من الجيل القديم ، والحديث ، في السياسة ، العلوم الشرعية الإسلامية ، الاقتصاد ، الإدارة ، العلوم التطبيقية ، العلوم الإنسانية ، و الفنون بأنواعها ... وغيرها لتقدم تلك النماذج للعالم ، لتكون مرسالاً للتعبيرعن أنفسنا بصفتنا شعب يستحق الاحترام ، والتعامل معه بكل ندية ، وأنه لم ولن يكون جزء عاد إلى الأصل !! يمكن للقناة أن تعبر عن جنوبيتها بطريقة لا تثير أية مشاعر مضادة من أي جهة ، لا تتبنى طرح واحد فقط ، يمكنها ان تحلق بالجنوب وقضيته في سماء العالم ، إذا ما انفتحت على جميع الاطروحات الجنوبية ، بما فيها اطروحات الشرعية والتحالف العربي . لا يمكن لقناة تلفزيونية فضائية ان تحقق النجاح والبقاء ، بدون أن تعمل على توفير عوامل البقاء !! فالقناة الفضائية هي في النهاية مشروع ، مثلها مثل أي مشروع آخر ، لا يمكنه البقاء والمنافسة دون ان يحترم شروط البقاء . فلا يمكن لها ان تعمل بلا تمويل ذاتي ومستقل . فالقناة كمشروع ، تحتاج إلى طاقم وإدارة تمتلك الكفاءة والدراية الكاملة المحترفة بأسلوب العمل ، إضافة لحزمة مناسبة من التمويل المادي الإستثماري ، عبر الإعلانات التجارية للتجار الجنوبيين في مختلف بقاع الأرض ، وأنواع مناسبة ومنتقاة من حقوق الرعاية المحدودة . أنا ضد الانفاق بلا عائد ، فالقناة ليست جمعية خيرية يتم التبرع لها . فمهما بلغ حجم التبرع ، فهي ستصل في مرحلة معينة لنقطة لن تستطيع بعدها الاستمرار . الإعلان والترويج ، وحقوق الرعاية المحدودة .... من اهم وسائل التمويل الذي يحقق الربح للطرفين (القناة والمُعلن ) . والربح هنا ليس هدفاً بحد ذاته ، وإنما وسيلة ، و عامل رئيسي من عوامل البقاء ، إضافة للعوامل السابقة الذكر . الخلاصة : من يريد قناة جنوبية تبقى وتستمر ، وتكون منبراً للجنوب، فعليه بإنشاء قناة حقيقية . القناة الحقيقية التي تحقق ما يلي : ضرورة وجود تمويل ذاتي للقناة . ضرورة وجود رؤية شاملة منفتحة تجاه جميع القوى، والأفكار والأطروحات الجنوبية . ضرورة وجود مرونة وانفتاح تجاه الآخر . العمل وبكل قوة وإصرارعلى تأسيس رؤية وطنية جنوبية واحدة تقدم للعالم في شكل إعلامي احترافي عصري. العمل على توحيد الصف الجنوبي ، ونبذ التفرقة ، ونشر أن الجنوب للجميع بلا استثناء .