حافظ مصطفى علي القائم باعمال مركز عدن للثقافة والتراث عدن كمركزها الثقافي الحكومي والوحيد ، ما زالا ينتظران بدء العودة الى الحياة، فقد كثر اللغط بين اوساط المؤسسات الاهلية المهتمة بالمعالم الاثرية حول صلاحية استخدام المبنى – المركز التشريعي سابقا – كمركز ثقافي تراثي ، والسبب في هذا اللغط إحساس وتكهنات بأن وراء هذا القرار محاولة لطمس معالم عدن التاريخية ، واصحاب هذه االفكرة يتبنون وجهة نظر تتبنى تحويل المركز الى متحف يحتوي على رموز المجلس التشريعي . وهم يتبنون وجهة النظر هذه ينكرون أهمية المركز الثقافي التراثي في الوقت الذي يوجد في عدن متحفان مدني وعسكري . ومع هذا لابد من عقلنة النقاش والاستناد الى الحقائق الاتية : • إن الفصل بين الثقافة والمكان هو اشبه مايكون بفصل قسري بين الجسد والروح ويحنط المكان ويجعله اشبه بالطلل او المقبرة . • ان التراث كجزء أصيل في عمل المركز يشمل الحرص على المعلم التاريخي كأثر يجب الحفاظ عليه وعدم المساس بشكله الخارجي او الداخلي واي ترميم له يقع على عاتق المتخصصين في الأثار الحكوميين او التي تكلفهم السلطة عبر برامج تعاون دولي . • ان انطلاقة كثير من المهرجانات الدولية من المواقع الاثرية يدحض وجهة نظر البعض الميالين الى التحنيط والفصل القسري بين التراث كثقافة منتقلة بين الاجيال والمعلم الاثري . • ان إنطلاق مركز جونتر جراس في شبام جاء من اعرق بيوت شبام مما يدلل ان فكرة الطلل والتحنيط للمعلم التاريخي عملية محلية اساسها سياسي بعنوان وطني او العكس ، نتيجة طبيعية بسبب الحقد الذي مورس ضد عدن لتغيير هويتها وديموغرافيتها السكانية بصورة بشعة . • ان المركز الثقافي يخدم البناء الاثري خاصة إذا كان القرار صادر عن جهة مسؤولة عن الثقافة وعن الهيئة العامة للأثار في آن واحد ، لخدمة المعلم والحفاظ عليه ومنحه البعد الثقافي التراثي مثال على ذلك : عزف منفرد على العود او الكمان او الناي اثناء زيارة المعلم ، او رقصة فولوكلورية شعبية وماشابه ذلك كاللوحة التشكيلية التي تنقل احدى زوايا عدن او ملامح الانسان المنتمي الى المكان ،الامر الذي يعزز من انتماء المعلم الى المدينة عبر التراث . • كثير من المراكز الثقافية التي تنشأ عن طريق التعاون الدولي تنسق مع الثقافة للبحث عن مبنى قديم جدا لمزاولة عمل المركز الذي يتميز بالعمل الميال الى الهدوء شكلا والفعال مضمونا . • ومن ضمن اهتمامات مركز عدن للثقافة والتراث ترجمة كتب تتحدث عن تاريخ عدن – لم يتم ترجمتها بعد – بعضها في مؤسسات علمية داخل عدن والبعض الاخر في الخارج بالتعاون مع منظمة اليونيسف واليونيسكو وكذلك عمل مسرح متنقل خاص بالدمى مكرس للطفل . • كما ان المركز لا يعيش حالة الطلل والتحنيط ولا ينزع الى ذلك وهو يحافظ على عراقة البناء وجلال التاريخ ، بل للحاضر مجال فيه واهم تلك المجالات قضية التنمية والشباب ومحورية التنمية في مجالات عديدةاهمها الامن والتعليم . • في سبيل توصيل رسالة المركز للمجتمع يسعى المركز ان يكون جزء من المجتمع المحلي متبعا في سبيل ذلك وسائل متعددة من خلال تبني قضاياه والتعبير عنها عبر المسرحيات القصيرة والاغنيات والملصقات والاعمال البصريةالفنية منها السينماء . • ومن أهم طموحات المركز تشكيل مجلس أمناء صهاريج عدن الدولي إيذانا او متزامنا مع عودة الاستقرار الاقتصادي السياسي من بوابة الثقافة اسوة بمهرجان دبي وقرطاج وجرش وعايدة والجنادرية ويعكف فريق من الشباب منذ اشهر لجمع المهرجانات على مستوى الجنوب بما يلبي فكرة مهرجان دولي في عدن . وهناك طموحات كثيرة نتمناها لعدن من خلال هذا المركز الذي استلمته رسميا في 8/فبراير من العام الجاري دون موازنة ، الامر الذي فتح الباب لاحدى الجمعيات الشبابية للمغامرة لادارة المركز بحجة ان خلفها جهة داعمة ممولة ، وعندها هبت منظمات المجتمع المدني تدافع عن معلمها التاريخي بقوة تبعث على الفخر ؛ ومع هذا مازالت هذه الجمعية تحاول التسلل عبر ادارة المركز الرسمية مستغلة تعاطف المحافظ معها مثيرة كثير من الغبار امام اللواء عيدروس الزبيدي الذي رغم إنشغاله بالامن تحين منه التفاتة نحو تفعيل دور الشباب .. وعلى الشباب في الجمعية المقصودة التي تحاول إدارة مركز حكومي عدم التسبب في إحراج المحافظ الكريم معهم والكف عن محاولاتهم التي تربك العمل وتحبط الجميع .