قال القيادي في المقاومة الجنوبية بجاش الاغبري ان بقاء حالة الانفلات الامنية بمدينة عدنومحافظات جنوبية اخرى ليست في مصلحة دول التحالف العربية داعيا الى تحرك عاجل يقابل نفس تحرك دول التحالف في شمال اليمن . وتطرق الاغبري في حديث مع صحيفة "عدن الغد" الى عدد من الملفات الساخنة واليكم نص الحوار : في البداية.. إلى أين يسير الوضع في الجنوب برأيك ؟ انطلاقا من الواقع الذي نعيشه ننظر إلى ان الوضع يسير إلى الهاوية والى الأسوأ وذلك بسبب تهميش المقاومة الجنوبية الحقيقية, التي كان لها الدور الأساسي في تحقيق النصر ودحر العدوان الشمالي الذي حاول تعميق الاحتلال.
• لماذا همشت المقاومة الجنوبية ؟
المقاومة الجنوبية هي أمداد لكل مكونات الحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني في الجنوب العربي, وقد همش الحراك سابقا, وفرخ من قبل نظام الرئيس عبدربه منصور هادي, والكل اشترك في محاربة الجنوبيين عبر ممثلهم السياسي (الحراك الجنوبي) بكل مكوناته وفصائله, وأبرز تلك القوى التي حاربت الحراك هي (الإصلاح والمؤتمر وأحزاب سياسية يمنية أخرى). لكن دعني في البداية ان أشرح لك ما الذي حصل من بداية تأسيس المقاومة الجنوبية للتصدي للعدوان, لقد كنت في رحلة علاجية عقب تعرضي لمحاولة اغتيال في 18 فبراير 2015, وقد أصبت إصابة بليغة نقلت على إثرها إلى احد مشافي مصر, وحينما علمت بشن العدوان على الجنوب, قطعت العلاج والعملية وعدت إلى عدن, برفقة العميد ناصر الفضلي, وعقب وصولي اجتمعت بمشائخ العقارب في بئر أحمد وهم 13 شيخاً, واختاروني رئيسا للمقاومة حينها, وعملنا في وقت مبكر قبل بدء أي مقاومة في عدن, على إصلاح الدبابات التي كانت في اللواء 31 مدرع.
وقد قدمت الأموال التي كانت بحوزتي لأجراء العملية إلى جانب 15 الف دولار مقدمة من القيادي الجنوبي عبدالرحمن الجفري رئيس الهيئة الجنوبية المؤقتة لتحرير واستقلال الجنوب, رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر, والجميع كان يعرف ان كل تلك الدبابات كانت خارج الجاهزية القتالية, وعملنا على توزيعها عقب إصلاحها على الجبهات, ومنهم هاشم السيد , الذي استلم مننا دباباتين وعربة بي ام بي وشيلكا, من أجل تعزيز جبهة جولة السوزوكي في الشيخ عثمان, وجولة السفينة في دارس سعد, وأيضا العميد فضل باعش, سلمناه دبابتين, لتعزيز جبهة العريش, والعقيد رياض درويش في جبهة الممدارة, إلى جانب خمس دبابات تم تجهيزها وتحريكها باتجاه المطار بقيادتي لتحريرها عقب احتلالها من قبل ميليشيات العدوان الحوثيعافشية.
لقد جلست مع الأخ نائف البكري والعميد صالح ناصر الناخبي الذي كان حينها رئيس عمليات 22مايو, في الأيام الأولى للعدوان, وتحديدا في ال3 من ابريل 2015, , وحددت التالي": على ان أتحرك أنا بخمس دبابات من الطريق البحري, على أن يتم إسنادنا من اتجاه جولة سوزوكي والمملاح من قبل هاشم السيد وجماعته, وطرحت فكرة على البكري بان يوفر معدلات وأربي جي, وانا عليه توفير 50 مقاتلا مع 10 زوارق صيد, ويتم إطلاقهم باتجاه جزيرة العمال, على ان يكون الهجوم في وقت واحد,. ولكننا عقب ذلك استمرينا في التقدم منفردين, وعمل على تعزيزنا القائد ابوهمام والشهيد احمد الادريسي, وكان في مقدمة الهجوم القائد أيمن عسكر, وقد تقدمنا إلى قرب سور المطار, ولكن عند اشتداد المواجهة وعقب عدم تعزيزنا أنسحبنا إلى جولة كالتكس عند الساعة الثالثة من فجر ال4 من أبريل 2015م.
-تمكنت المقاومة الجنوبية من الصمود لأكثر من ثلاثة أشهر رغم فارق التسليح بينها وبين ميليشيات العدوان, وحين تم الدفع بلواء من قوات التحالف تم دحر ميليشيات العدوان في أيام قليلة هل لك ان تشرح لنا ما حصل؟ شكرا على هذا السؤال الهام, وسبب النجاح يكمن في إيمان أبناء الجنوب العربي في تحرير وطنهم ودحر العدوان إلى جانب الحاضنة الاجتماعية لقوات التحالف العربي في محافظات الجنوب العربي, فقد حقق النصر وبأقل إمكانيات, بينما لم يحقق التحالف أي نصر عسكري حقيقي في الجمهورية العربية اليمنية رغم الدعم الهائل والكبير الذي لا تزال دول التحالف تقدمه للمقاومة المزعومة هناك. وعليك ان تتذكر ان المقاومة الشعبية اليمنية وقوات التحالف ظلت لأكثر من ثلاثة أشهر وهي تقصف تبة المصارية دون تحقيق أي نصر عسكري حقيقي, إلا بعد لجوء التحالف للدخول في مفاوضات مع الطرف الأخر, وانا أرى حاليا بان التحالف العربي عجز عن تحقيق نصر للأسباب التالية:" أولا, من يدير المعركة كأنهم أطفال على لعبة البلاستيشن. ثانيا : عدم وجود الحاضنة الاجتماعية, وعلى هذا أتساءل ما هو سر بقاء بيحان ومكيراس وكرش وباب المندب مناطق مشتعلة لم يتم حسمها, وقد سمعنا كثيرا منذ أشهر, عن خطة تحرير تعز وفك الحصار عنها من خلال تصريحات قادة في دول التحالف العربي وحكومة الرئيس هادي, ولكن دون جدوى؟, والتساؤل الأخر ما هو السر في تهميش المقاومة الجنوبية الحقيقية وإهمال جرحاها, وأسر شهداؤها؟ والتساؤل الأخير ما هو سر بقاء المنصورة وما جاورها بهذه الوضعية التي تتمثل في الانفلات الأمني والاغتيالات اليومية؟ , وعليه اذكر دول التحالف العربي بأن ما قدمتموه لتحرير الجنوب العربي لا يعادل 50% من تكاليف تحرير تبة المصارية في مأرب. وأوكد ان بقاء الوضع في الجنوب بهذه الحالة, سينعكس سلباً عليكم في المستقبل القريب . -هل تعتقد ان ترك الوضع الأمني في الجنوب هشا له علاقة بالحرب في اليمن الشمالي, وما هي المخاوف من استقرار الوضع في الجنوب؟ بكل تأكيد بقاء الوضع على هذه الحالة المزرية له علاقة, واعتقد انه من باب التطمين للطرف الأخر لبقاء الجنوب تحت هيمنة الجمهورية العربية اليمنية, التي دمر نظامها القديم والجديد الجنوب العربي, ولا يزال يعبث بها إلى الساعة. أيضاً عدم وجود صلاحيات حقيقية لمحافظي عدنولحج ومديري الأمني في المحافظتين لبسط هيبة السلطة في هذه المحافظات, أعتبر الهدف منه إحراق لهذه الرموز القيادية للمقاومة الجنوبية, وعليه أطلب من محافظي لحجوعدن ومديري الأمني في المحافظتين أن يصدحوا بكلمة الحق ووقوفهم مع المقاومة الجنوبية التي يجري تهميشها وإقصاؤها.
هناك اتهامات توجه لكم من بعض الإطراف الشمالية بان الحراك الجنوبي على علاقة بطهران؟ هذه حرب إعلامية لا تقل عن الحرب العسكرية والعدوان البربري الذي تشنه قوى اليمن الشمالي على بلادنا منذ منتصف تسعينات القرن الماضي, والدليل على ذلك بأنهم لم يستطيعوا مواجهة ميليشيات الحوثي في محافظات العربية اليمنية التي احتلها الحوثي بعدة أطقم وفي أيام معدودة, بينما المقاومة الجنوبية في كل من الضالع ولحجوعدن وشبوة وباقي المدن الجنوبية هي التي قاومت ميليشيا إيران وهزمتها شر هزيمة, وبإمكانيات بسيطة جداً, لأن إرادة أبناء الجنوب كانت أقوى من ترسانتهم العسكرية الفتاكة, وأعتقد أن ذلك أبسط رد على من يتهمنا بأننا على علاقة بطهران, التي نعدها دولة معادية ليس لبلادنا ولكن لكل دول المنطقة العربية والإسلامية, كون إيران تصدر الطائفية والبغضاء والكراهية بين الشعوب العربية والإسلامية, وما هو حاصل في العراق وسوريا ولبنان خير دليل على ذلك.
وأريد ان أعلمك انه إثناء قيادتي لأول هجوم على مطار عدن الدولي لتحريرها, وأثناء وجودي على ظهر الدبابة في الطريق البحري في الطريق نحو المطار, كانت أبواق الإصلاح ومنها قناة يمن شباب وسهيل وصاحب موقع هنا عدن أنيس منصور , وخالد الآنسي يصرحون أن بجاش الأعبري قائد ميداني مع الحوثيين, علما بأن الأخ وزير الخارجية الأستاذ عبدالملك المخلافي تواصل مباشرة هاتفيا مع وحيد رشيد وإنصاف مايو, قادة الإخوان في عدن, وقال لهما "إلا تخجلوا من هذه المعلومات الكاذبة بحق الرجل وهو في الخطوط الأمامية في المواجهة, وقد أتصل بي المخلافي وأنا في جبهة بئر أحمد ليؤكد لي ذلك.
برأيك لماذا يوجه الإخوان اتهامات للجنوبيين بأنهم حلفاء لطهران عقب تحرير بلادهم ودحر العدوان المرتبط بإيران عنها؟
أولا منذ بداية العدوان والإخوان موزعون على جبهتين, الجبهة الأولى جمع وتخزين المال والسلاح داخل الأحواش, وعدم مواجهة العدو بها, والفريق الثاني مهمته البلبلة الإعلامية بحق قادة المقاومة في الجنوب العربي, والهدف من ذلك, جعل المقاومة وقود المعركة ونحن لها من أجل وطننا الجنوب, في حين ان من تبقى من قادة المقاومة يتم إحراقه إعلاميا , والهدف من ذلك ان تضع الحرب أوزارها يكونوا هم القوة المهيمنة على الساحة الجنوبية.
هل أفهم من كلامك ان الإخوان ينتظرون تحرير اليمن ليأتوا لقطف ثمار الحكم؟
بكل تأكيد وهذه ما دأبوا عليه, فقد كادوا ان يحكم اليمن عقب ركوبهم موجة ثورة التغيير في صنعاء, ولكن الشعب العربية اليمنية رفض حكمهم كما رفض حكم المخلوع صالح, لأنهم تنظيم يعمل لمصلحة الحزبية بعيدا عن مصلحة الشعوب, وكذلك الحال في مصر, التي لو كان استمر الإخوان في الحكم, لسقطت مصر في أتون الفوضى, وكذلك الحال في تونس.