انني فخور جدا بالنجم المبدع الفنان عبود زين الخواجه منذ ان كان صغيرا يأتي الينا في بداياته الاولى التي بداء فيها يهوى الغناء والطرب وكان لحوش الكرود بحوطة لحج ويعزف له الفنان احمد سعيد الشارلي ويغني مع ابننا الصغير الفقيد غسان كرد رحمة الله عليه ذكريات عديدة مع الفنان عبود الذي صار نجما ورمزا ثوريا ومناضلا كان وما زال في مقدمة الصفوف الثوريه لتحرير الجنوب بصوته الذي الهب به مشاعر ابناء الجنوب . وقد رأيت ان هذه المرحلة من المراحل المهمة في الثورة الجنوبيه ثوره الحراك الجنوبي السلمي التي لا يمكن الاغفال عنها بل يجب توثيقها للأجيال .
لقد بدأت معاناة عبود مثل ابناء الجنوب وذلك بعد حرب صيف 94م الظالمه واحتلال السلطة الغاشمة للجنوب وتعرض اهل الجنوب للمعاملة الاستيطانية وعمليات الفيد والنهب ومحاولات طمس للهوية الجنوبيه حتى في مجال الغناء والطرب وقبل ان يهاجر فناننا عبود بدا يغني الاغاني التي تعبر عن معاناة شعب الجنوب.
لهذا فقد حصل على كثير من المضايقات من اجهزة الامن القمعية وتعرض للملاحقات والتعسفات نتيجة نقده للواقع المزري وكشفة عن نقاب السلطة الزائفة ومثله مثل ابناء الجنوب الذين ابتعدوا عن موطنهم قسرا فقد هاجر عبود ولكنه كان متواصلا مع جمهوره ومتابعا لتطور الاحداث حتى انطلاقة ثورة الجنوب في 7-7-2007م.
رغم معاناته في المهجر من فرقة الاحباب وجمهوره إلا انه تفاعل مع الاحداث وبذل جهدا ليوصل لنا صوته ورسالته الفنية في ثورة الجنوب وكان تفكيره منطقيا لان صوته هو السلاح الذي يستطيع ان يستخدمه ويوجهه نحو عدوه نظام الاحتلال العفاشي اليمني المتخلف ولكونه مضطلع على تراث لحج الشعري والغنائي ومساهمة شعراء الجنوب عامه وشعراء لحج خاصة قبل خمسون عاما ابان الاحتلال البريطاني الا ان الاحداث تتكرر وكان الفنان عبود قد استجاب لنفس المشهد من قصيدة الاديب صالح فقيه حين قال : وانته على كيف ساكت يا جليل القرون والمدعي جاء يطالب بك وسأهن سهون احزم امورك على ارضك وحافظ وصون من قبل تدفع على النعجة وبنت اللبون
كما ان هناك مقاطع شعرية كثيرة اكد فيها الشعراء رفضهم للذل والمهانة والاحتلال والظلم فهاهو شاعرنا صالح فقيه يقول: كيف نعمل لمن جانا بحيلة جديد يريد يعلق سراجه لأجل يطفي سراجه ووقت ما الناس تتحرر يبونا عبيد نسلم الامر نصبح بين خاضع ولاجي
وبهذا فقد دفع احساس الفنان عبود مشاركة ابناء الجنوب مشاعرهم وأحاسيسهم ليكون الاعلام هو وسيله للثقافة فقد جعل من نفسه وسيلة اعلامية محفزه للثورة لتحفيز جماهير الجنوب للتحرير من الاحتلال والذي دفعه الى ذلك المعاناة التي تجرعها هو وأبناء الجنوب من جراء التشريد والقتل والجرح والاعتقال والملاحقات.
الكل يعلم ان الحراك قدم المئات من الشهداء والالاف من الجرحى والمعتقلين وبهذا فقد ترجمت احاسيسه تلك الاساليب القمعية بردود افعال وابا الا ان يواجه بها عدوه وكانما استجاب للشاعر مسرور مبروك حين قال : ارى من واجبي اني اجاهر عدوي ليسى بعد اليوم كتمان فجوره والعبث ظاهر وشاهر عيان يشهده الانسي والجان لاجل الحرية لازم مخاطر يقع جنه لكن بعد نيران بعد ذلك بدا الفنان عبود الخواجة نشاطه الفني التلقائي الحر وعندما يترك الفنان حرا في ممارسة نشاطه فانه يعبر في هذا النشاط عن عمق سماته الباطنية لان الموسيقى هي الاقدر على التعبير عن الجوهر الباطني للإنسان.
وهكذا فان الموسيقى في حياتنا وفي كثير من الاحيان تهيئ الاحاسيس والجسد ذاته للإثارة الحسيه حيث تلعب دقات الطبول مع نغمات العود الطربية الراقصه والمثيرة دورا ليسئ من الصعب فهم دلالاته.
نحن اصحاب مشروع الوحدة ولكن : من شاف ما يكره يفارق من يحب