سيدي الرئيس : شرحنا في السلطة الرابعة في المقالة السابقة ما هو السبب الرئيسي للأزمة في اليمن منذ الاستقلال وأوضحنا أنها الأحزاب والمكونات السياسية التي زورت الانتخابات واستغلت ما يسمى بالديمقراطية وصوت الغلبة للعامّة الذي يتم تغذية الجهل فيهم ولأبنائهم حتى تستمر العملية وأقصت بها العقول والخبرات والكفاءات و وروّجت أن التنمية السياسية لا تصلح إلا بالمكونات الحزبية ونشرت الفساد يمينا وشمالا فلم نرى في عهدها إلا أسوأ مراحل الدولة وأصبحت الآن العبأ الأكبر على الدولة وهذا ما شهده التأريخ حتى الآن ولن يسعنا الحديث عن فساد الأحزاب كثيرا لأنه لن تكفينا أوراق الصحيفة كلها من أخبارهم منذ الاستقلال ولكننا نريد التوجه مباشرة إلى الأمر الأهم وهو صناعة رجال الدولة والمنافسة الفردية وتأثيرها على جميع قطاعات الدولة الحيوية ومكافحة فساد الأحزاب والمكونات السياسية والتي نتمنى من سيادتكم التكرم في إعطاء "مدينة عدن" شرف الحصول على هذه الميزة لما أصاب هذه المدينة من ويلات الصراعات المناطقية و الحزبية التي أقصت أبناء عدن منذ الاستقلال ونبدأ بصناعة رجال الإدارة المحلية : • أولا : إلغاء صفة المجالس المحلية بأعضائها ورؤسائها في المحافظة : إن أعمال المجالس المحلية هي مهام إدارية حيوية يفترض أن يقوم بها مدير المديرية والمحافظ إلا أن الأنظمة الرأسمالية والعولمة فرضت على العالم هذه المؤسسات لدعم الأحزاب الهدّامة لرجال الدولة الأحرار فلم نرى منها من يعمل لأجل الإسلام أو الوطن أو البشرية وذلك لبسط سيطرتها ونفوذها الشعبي لتقليص مهام المحافظين ومدراء المديريات ولاستشراء الفساد في الدول الأخرى فقامت بتشكيل تلك الوظائف وتأسيس مراكز لها لتعميم الفوضى لصالح الأحزاب والتي تعيق أعمال التنمية وتمدد الفساد وتعبّر عن مدى استهتار الدولة بالمال العام بإنفاق الأموال الطائلة على هذه المراكز. وبغية تقليص المصروفات الإدارية يجب أن تلغى هذه المراكز بأسرع وقت لتوقف العبث الإداري في المرافق الحكومية وتحويل جميع مهامها إلى المديريات والمحافظة وأن لا سلطة توازي سلطة المحافظ في نفس المحافظة. - ثانيا : تأسيس فريق التنمية في المحافظات والمكون من أعضاء مجلس الشورى بخبراء للتنمية في كل محافظة من أعضاء من دول الخليج ودول التنمية العالمية الداعمة كاليابان وبعض أهم الشخصيات المتخصصة النزيهة في اليمن, للقيام باختيار مدراء المديريات على أساس برنامج يتم تقديمه من قبل المرشح لنيل منصب مدير المديرية في كيفية إدارة المديرية وتنميتها لفترة ثلاثة سنوات على أن يكون المتقدم حاصلا على شهادة ماجستير أو دكتوراه, على أن يقوم فريق التنمية بضم ما تميز به باقي المرشحون لوضع البرنامج الأفضل مع برنامج المرشح الفائز وبعدها يتم تقييم الأعمال التنفيذية للفائز بمنصب مدير المديرية وتعيين نائبا لمدير المديرية يحمل تخصصا عاليا في الإدارة والاقتصاد وتحويل جميع أعمال المجالس المحلية إلى إدارة المديريات لإيقاف فساد المجالس المحلية. - ثالثا : بعد انتهاء المدة المحددة ب 3 سنوات في البرنامج لكل مرحلة من مراحل الترشح لإدارة المديريات وتأكيد جودة الإدارة خلال فترة الإدارة التنفيذية فإن الفكرة تقوم بتحويل مدراء المديريات إلى أعضاء مجلس النواب لإيقاف عملية الانتخابات من قبل المواطنين لأعضاء مجلس نواب الشعب ولتوسيع قدرات مدراء المديريات الإدارية السابقة ومعرفتهم الحقيقية بما تحتاجه تلك المديريات على مستوى مجلس نواب الشعب وفرض تعليم دورات الإدارة السياسية الإٍسلامية والإدارة الاقتصادية والتخطيط الإستراتيجي والإدارة الأمنية على مستوى المحافظة لجميع أعضاء مجلس نواب الشعب خلال فترة بقاؤهم في مجلس النواب الثلاث سنوات المقترحة لأعطاؤهم الأهلية الكاملة والتنمية البشرية والفكرية والمهارات اللازمة التي يجب أن تتوفر في محافظ المحافظة ووكلاؤه. - رابعا: بعد انتهاء فترة الثلاث سنوات سيتقدم جميع أعضاء مجلس النواب لكل محافظة بتقديم برامجهم عن إدارة المحافظة وسيتم اختيار البرنامج الأفضل لمحافظ المحافظة مضافا إليه ما تميزت به البرامج الأخرى للمشرحين المتسابقين بعد أن تم صقل مهاراته القيادية والسياسية والاقتصادية في مجلس النواب على أن يتشارك كلا من وزارة الإدارة المحلية ومستشاريها وخبراء التنمية في المحافظات ورئيس الحكومة ورئيس الدولة عملية انتخاب محافظي المحافظات الأنسب والأكفأ من خلال بياناته وفترة إدارته في المديرية وانتقاله إلى مجلس الشعب وأداءه فيه وبرنامجه الأقوى الذي قدمه وأن يتم تعيين باقي أعضاء مجلس النواب الآخرين وكلاء للمحافظ بعد أن تم صقل مهارات الجميع وسوف تعمل المراكز الإعلامية المنفصلة عن السلطة التنفيذية وإدارة المحافظة على خلق الشفافية الإعلامية بنشر الوقائع للدورة تولي المرشحين ونشر كافّة برامجهم. - خامسا : بعد انتهاء فترة سلطة المحافظ ووكلاؤه بعد كل ثلاثة أعوام سيتم إعطاؤهم مجال أوسع لدراسة جغرافيا اليمن السياسية والأمنية والاقتصادية لمدة ثلاث سنوات لتقديم البرنامج الأقوى لنيل منصب وزارة الإدارة المحلية الحساس ووكلاؤه وتوزيع من تبّقى منهم على المناطق الريفية لأحداث تنمية ريفية بعقول مدرّبة ثم التوجه إلى العمل الأكاديمي لتوجيه وتعليم رجال المستقبل.
للباحث في أعمال التنمية المستدامة الشاملة نبراس عبدالجبار خان رئيس منظمة نبراس للتنمية البشرية