في لحظة هدوء وصمت وبينما كنت اعبث باوراقي عادت بي الذاكرة عاماً الى الوراء. نعم اعادتني الى مثل هذا اليوم من صباح يوم الجمعة الموافق السابع والعشرين من شهر مارس للعام المشؤوم 2015 للميلاد عندما وطأت قدم اول جندي للمليشيات الحوثية المدخل الجنوبي لمديرية بيحان ودخولهم (قرية غنية ) اول مناطق بيحان وشبوة من حدود محافظة البيضاء. *تذكرت دماءً زكية سالت على تراب بيحان الأُم الغالية. *شهداء سقطوا ولازال الشهيد يسقط تلو الاخر يوماً بعد يوم. *أبطال سقطوا وضحوا بأرواحهم رخيصة لأجل تحرير بيحان. *أطفال تيتمت ونساءً رملت لأجل ان ترفرف راية الحرية والسلام فوق قمة جبل ريدان الشامخة. *أطفال لم تشفع لهم براءة الطفولة من عبث وطيش المليشيات الاجرامية. *دماءً سفكت لأجل أن يعيش الاخرون في سلام وأمان. *منازل هدمت فوق جثث الشهداء ولم تراعي فيها حرمة الميت وحرمة المنازل. *شيوخ قتلوا ونساء لم ترحمهم الحرمة الانسانية والاعراف القبيلة المتعارف عليها في المجتمع اليمني التي تعطي هذه الفئة طابع خاص في التعامل الانساني.
بعدها ايقنت ان كل هذا وان حصل انما حصل من اجل نيل الحرية وأن ثمن الحرية ليس بالسهل ولكن لازال هناك أمل كبير ان بيحان ستحرر ستحرر ستحرر في القريب العاجل شاء من شاء وابئ من ابئ. وسيأتي يوماً ويكتب على مداخل بيحان اخلع نعليك فأنت تمشي على أرض تطهرت ورويت بدماء طاهرة.