التطرف والإرهاب أحد ابرز إشكالات العصر الحديث ولا ابلغ ان قلت ان المتطرفين يهددون كل العالم وما يحدث من قتل وتفجيرات غير مبرره على المستوى الأخلاقي والإنساني الا دليل ان الإرهاب كارثه العصر الحديث فقد طالت هذه الحوادث ابرز واكبر دول العالم كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا فضلا عن انها أصبحت حوادث شبه يوميه في العالم العربي وقد قررت ان شرح حاله الفرد الذي تطرى عليه علامات التطرف التطرف ظاهرة مرضية بكل معنى الكلمة وعلى المستويات النفسية الثلاثة المستوى العقلي والعاطفي والسلوكي فعلى المستوى العقلي يتسم المتطرف بانعدام القدرة على التفكير والتأمل وأعمال العقل بطريقه مبدعه وبناءة وعلى المستوى العاطفي يتسم المتطرف بالاندفاعية المبالغ فيها فالكراهية المطلقة لمخالفيه في الرأي أو احيانا يصل لكراهية الانسان بصفه عامه بما في ذلك الذات وهي كراهية مدمرة وترى الغضب يتفجر منه بلا مقدمات ليدمر كل ما حوله او أمامه وعلى المستوى السلوكي فان المتطرف يميل الى العنف دائماً ان التطرف الديني الذي يودي الى تشدد الفرد مع نفسه اولا ومع الناس ثم يتجاوز ذلك الى إصدار احكام قاطعه بالإدانة على من لا يتبعه في مسيرته او دعوته وقد يتجاوز ذلك الى اتخاذ موقف ثابت ودائم من المجتمع ومؤسساته وحكومته يبدأ هذا الموقف بالعزلة والمقاطعة حتى يصل الى حكم فردي على ذلك المجتمع بالرده والكفر ويتحول الموقف الانعزالي الى موقف عدواني يرى معه المتطرف ان هدم المجتمع ومؤسساته هو نوع من انواع التقرب الى الله وجهاد في سبيله لان هذا المجتمع في نظر المتطرف جاهل وكافر ومنحرف لا يحكم بما انزل الله هناك العديد من الأسباب الفكرية للإرهاب والعنف والتطرف منها معناه العالم الاسلامي من انقسامات فكريه حاده بين التيارات العلمانية والدينية المتطرفة والتي تشوه صورة الاسلام والمسلمين وانعدام الاهتمام بالتفكير الناقد والحوار البناء من قبل المؤسسات التربوية والإعلامية وسوء الفهم والتفسير الخاطئ لأمور الدين وابرز الأسباب هي نقص الثقافة الدينية بمفهومها الصحيح في المناهج التعليمية من الابتدائي وحتى الجامعي في معظم البلدان العربية والإسلامية.