منذ عام 94 وشعب الجنوب العظيم يناضل بكل عزة وكرامة في سبيل استعادة دولته، وكل تلك النضالات كانت ولازالت تتجسد تحت الراية الجنوبية. فعند اعلان قرار فك الارتباط خرج شعب الجنوب بمظاهرات شعبية عارمة في الكثير من المحافظات رافعا علم دولة الجنوب معبرا عن رفضه للغزو اليمني وتأييده لفك الارتباط. وعندما انطلق الحراك السلمي الجنوبي وجدنا ساحة العروض في عام 2007 تكتظ بالمناضلين الأوائل وهم يرتدون بدلهم العسكرية الجنوبية ويعتليهم العلم الجنوبي مرفرفا" فوق الجميع. وهكذا استمر النضال في الجنوب فلم تخرج مسيرة إلا وعلم دولتنا يتصدرها ولم تقام مليونية إلا والجماهير تتوج ساحاتها بعلم الدولة الجنوبية. فكانت ساحات سلمية تحررية سقط فيها أوفى الثوار بين شهداء وجرحى. ولم يتمكن الاحتلال اليمني وعناصره من طمس هذه الراية برغم مؤامرتهم بمحاولات باءت جميعها بالفشل الذريع. وعند نشوب المعارك في الجنوب في عام 2015م أصطف شعب الجنوب لمواجهة الحوثي وصالح فسطروا ملاحم وطنية عظيمة وهم يتصدون لتلك المليشيات وكان القتال في كل جبهات الشرف والنضال تحت راية دولة الجنوب. فلم تكن هناك معركة في الجنوب إلا وتعطرت أرضها بدماء الشهداء الأبرار وزينت جنائزهم بتك الراية وكفنوا بها واضيئت السماء بذلك العلم الجنوبي الأغر. وبعد تحرير عدن أستمرت المقاومة الجنوبية الباسلة في نهجها الوطني الشريف فرفع العلم الجنوبي على المدرعات والمجنزرات والاطقم العسكرية وفي خطوط التماس الاولى وفي كل نقطة أمنية وبكل دائرة ومركز ومؤسسة ومدرسة وحديقة ومنزل وساحل وجبل في عدن وفي سائر المحافظات المحررة وجميع مرافقها ومنشأتها تزينت بعلم الجنوب و برايات اشقاءنا دول التحالف. فهل غابت هذه الحقيقة عن اولئك الذين يتساءلون اليوم أين الحراك أين الثورة الجنوبية!!! ان شعب الجنوب بكل أبناءه هو الحراك وهو الثورة وهو المقاومة التي تصدت بعنفوان وشراسة للمحتل اليمني وهزمت تلك المليشيات التي عاثت بالأرض فسادا، في الوقت الذي ظل فيه حزب الاصلاح التكفيري متفرجا" على أبناء الجنوب وهم يخوضون المعارك ضد الحوثي وصالح، حاله حال جميع الأحزاب اليمنية التي تدعي زورا" وبهتانا" مواقفها المناهضة لتلك المليشيات بينما على ارض الواقع لا تشارك ضدها في أي معارك، بل إنها حليفا" للمليشيات لاستمرار احتلال الجنوب وتدميره فقط على غرار فتواهم التكفيرية ضد أبناء الجنوب في عام 19 94م.
