في خارطة كرة القدم اليمنية وفي جزئية الهدافين البارعين على مر السنوات التي مرت وحين كان كرة القدم حقيقية ترتبط بالموهوبين وأصحاب القدرات .. يجب أن يكون لكاتبن النجم علي نشطان حيزا كبيرا باعتباره واحدا من هؤلاء الذين يعتبرون من مواليد منطقة الجزاء . علي نشطان الاسم والقيمة التي مرت من خلال ألوان ذات شان كبير ، فكانت البداية في الشباب الرياضي حيث قدم موهبته التهديفية ثم بين صفوف التلال في مرحلة الدمج قبل أن يغادر إلى صفوف فريق الشرطة بعد تكوني فرق المؤسسات العسكرية التي كان فيها أيضا فريق القوات المسلحة / ثم برفقة ألوان المنتخب في كثير من المواعيد.. هذا الموهوب وهذا الهداف البارع ، الذي سمي بالثعلب ، وما أدراك ما الثعلب .. لقب رافق النشطان عطفا على أداءه في الملعب وتحديدا في منطقة العمليات حيث كانت الدفاعات لا تجد سبيل لإيقافه من الذهاب إلى الشباك ، فاختيار المكان وحيث تأتي الكرة شيئا يعتمد حدس تهديفي نادر لا يظهر إلا بين حقبة وأخرى . احد زملاء النشطان ممن واجهوه لاعبا ، قال لي انه كان برفقة مدافعي آخرين ، لا يرون نشطان في منطقة الجزاء وكأنه يرتدي طاغية إخفاء يظهر بعدما يسجل ويعانق زملائه فرحا بالتسجيل .. وفي هذا ما يكفي لندرك أن القيمة التهديفية للنشطان كان لها من الخصوصية ما يكفي ، خصوصا أن لها في التسجيل والعبث بشباك خصومه كثير من الأشياء الجميلة التي يظهر بها وهو يقدم موهبته التهديفية العالية جدا . إذا هو لاعب يصنف من جيل الكبار ، ولاعب كتب لنفسه تاريخ طويل يتذكره الجميع ممن رافقوه وعرفوه ، فسنوات العطاء الذي مزج بها على بساط الملاعب وتحديدًا في ملعب الحبيشي ، هي مسيرة لنجم كبير تألق إلى ابعد مدى وعانق النجومية بكل إشكالها ، لأنه ممن يجيدون صناعة الفارق وخلق الإضافة وحسم المباريات بقدمه ورأسه ، فكان له المجد الكروي الطويل مع كرة القدم التي منحها الشباب والعمر وحصد منها حب الناس قبل أن يتنكر له الزمن ويتركه يعيش ظروف الحياة الصعبة والمرة في بلد لا يعترف بالكبار الذين افنوا حياتهم حبا للأرض ، وكانوا نبراس ونجوم وقدوة لكل من يريد أن يخطو مع كرة القدم . " النشطان" بتاريخه الطويل ومجده الرياضي الذي انتسب لزمن الكبار والأسماء والأساطير ، يبقى حالة من الخصوصية البحتة كهداف نادر عانق الألقاب الشخصية كهداف للدوري لأكثر من مرة ، إضافة إلى بطولات الشرطة التي رافقه فيها أسماء مميزة منها نور الدين عبدالغني وعزيز عبدالرحمن والأخوين "سيد" ومنير زين ووجدان شاذلي والفقيد محمد شرف واخزون .. لهذا ومن خلال هذه المساحة التي نمر بها إلى أعماق محبطة لهواء النجوم الكبار .. ونسعى من خلالها للتعريف بها بصفتها من الرموز المهمة التي جاء بها الزمان .. فان الحديث قد يطول في سرد شيئا من مشوار بحجم " الثعلب" علي نشطان .. فمسيرته حافلة وتاريخه مرصع بما عجز الزمان أن يأتي بمثله .. فالحديث هنا عن أسطورة تهديفية التزمت خط طويل للتألق والإبهار ومن حيث يكون العشق من قبل جماهير اللعبة مختلف .. فزوار الشباك دائما ما ينالون الحظ الوفير ..ومع أن هذا النجم الذي نسطر له حروف هذه المساحة ، ذهب إلى الشرطة حيث تغيب سمة الشغف الجماهيري ، إلا انه كان بصمة ارتبطت بأذهان كل متابعي اللعبة ، فقد كان مميزا وجلادا واضر بشباك أنديتهم مرات عديدة وفي مناسبات كبرى . هو " الثعلب" الذي مزج الموهبة بحرفنة الأداء والتسجيل وقدرة اختيار موقعه في منطقة الجزاء ، فكان المزعج الذي يعمل له حساب على مدار التسعون دقيقة وما بعدها ، فالحديث كان أن لا أمان للنشطان إلا مع الصافرة ، إما دون ذلك فتبقى الحسابات بيقضة لا تأتي بثمارها أحيانا ، فحين يكون للثعلب رغبة في التسجيل فلا شيء يقف أمامه ، فتهتز الشباك في لحظة. سيبقى النشطان بكل تفاصيل تاريخه الطويل ، قصة جميلة في كرة القدم العدنية والجنوبية ، ويكون علينا في آخر المطاف أن نتمنى له الصحة والعافية والعمر المديد .