هل سألت نفسك من قبل لماذا يظل الوشم على الجلد للأبد؟ الإجابة هي أن الجسم البشري يتوهم أنه يتعرض لهجوم عندما يحاول أحدهم إزالتها، حيث تقوم بعض الوظائف المعقدة داخل الجسم بحماية الجسم من الإصابة بالعدوى بالحفاظ على هذا الحبر في الداخل للأبد. قد يكون من الصعب للغاية بقاء أي شئ على الجلد، حيث يقوم الجسم بتجديد 40 ألفاً من خلايا الجلد في الساعة، أي حوالي مليون خلية في اليوم الكامل. لذلك، فإن أي شئ يتسرب إلى داخل ذلك الجلد يتم تقشيره تدريجياً أو إزالته بالكامل، إلا أن الوشم يختلف في هذه النقطة، وفقاً لصحيفة اندبندنت البريطانية.
الجسم يتعامل مع الوشم على أنه إصابة
يتم رسم الأوشام باستخدام الحقن التي تمر من الطبقة الخارجية للجلد وصولاً إلى طبقة الأدمة، وهي طبقة أعمق من القشرة الخارجية ولا تتعرض للتقشير على الإطلاق. تتم هذه العملية من خلال إدخال إبر صغيرة مراراً وتكراراً وبسرعة لدفع الحبر إلى الداخل، وتحديداً إلى ألياف وأعصاب طبقة الأدمة. يتعامل الجسم مع اختراق بهذا العمق للجلد وكأنه إصابة، ويبدأ في التفاعل كما يتفاعل تماماً مع هذا الشكل من الإصابات. يقوم الجهاز المناعي بإرسال الخلايا إلى منطقة الجرح ويبدأ في إصلاح الجلد، وهو ما يقوم بالأساس بتثبيت الوشم بصورة أكبر. تقوم الخلايا –المعروفة بإسم الخلايا الضامة- بالانتقال إلى مكان الجرح وتحاول القضاء على الحبر المترسب فيها، بينما تقوم خلايا أخرى وأجزاء أخرى من الجلد كالخلايا الليفية بامتصاص هذا الحبر، إلا أنها لا تتمكن من فعل شيء، فيبقى الحبر محاصراً في تلك الطبقة، والتي يبدو من خلالها واضحاً على الجلد خارجياً.
التخلص منه
يترسب بعض الحبر ي الطبقة السفلى من الجلد، وهذا الجزء يتخلص الجلد منه بالطريقة الطبيعية. لهذا السبب يحتاج الجلد إلى فترة راحة للتعافي بعد رسم الأوشام، وتبلغ بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع. يواصل الجسم محاربة الحبر الموجود بداخله بشكل مستمر، وهو السبب في أن الأوشام تبدو بشكلٍ باهت بمرور الوقت، وقد تزيد سرعة تلك العملية بتأثير عدة عوامل مثل التعرض لضوء الشمس. هناك أيضاً طرق أخرى تمكن الجسم من التخلص من تلك الأوشام التي تبدو إزالتها مستحيلة، حيث يمكن إزالتها بشكل تام باستخدام الليزر، والذي يصل إلى عمق الجلد ويقوم بتكسير جزيئات الحبر إلى جزئيات أصغر يمكن للخلايا الضامة التعامل معها بسهولة.