أكدت مصادر يمنية أن الهدنة المقرر سريانها بدءاً من اليوم مؤقتة، وتستهدف تهيئة الأجواء المواتية لانعقاد المفاوضات المرتقبة بين الحكومة والانقلابيين يوم 18 من الشهر ذاته. وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إن لدى بلاده الرغبة في السلام والسعي الحثيث لتحقيقه، بما يحقق الأمن والأمان. واعتبرت المصادرأن تحول الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار، مرهون بمدى التزام الانقلابيين بوقف أي أعمال أو تحركات عسكرية خلال فترة الهدنة، وإسهامهم في التوصل إلى تسوية سياسية. ولفتت إلى أن الجيش الوطني، وقوات التحالف ومراقبين ممثلين للحكومة والانقلابيين سيضطلعون بمهام مراقبة الالتزام بالهدنة، مشيرة إلى أنه في حال ارتكب الانقلابيون خروقاً، فسوف يتم الرد عليهم من قبل الجيش وقوات التحالف، ولن يسمح لهم باستغلال الهدنة للقيام بنقل أسلحة أو تعزيزات إلى جبهات القتال التي حسمت معظمها، بعد التقدم النوعي في مسار العمليات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة المسنودة من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات. وأشارت المصادر إلى أن الهدنة المرتقبة تعد مؤقتة، لكن يمكن أن تتحول إلى وقف نهائي لإطلاق النار في حال التزم الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق بالهدنة، وتم التوصل لحل سياسي بناء على المرجعيات الأساسية المتمثلة في القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وترأس هادي، أمس، اجتماعاً لأعضاء الفريق السياسي، وفريق المشاورات، بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر. ووضع الرئيس اليمني الجميع أمام مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية بشقيها الميداني والسياسي، مستعرضاً الجهود والمساعي التي تبذل من قبل المجتمع الدولي، والأممالمتحدة، لإحلال السلام في اليمن، وفقاً للمرجعيات المتمثلة في تنفيذ القرارات الأممية وآخرها القرار 2216. وقال «سنذهب للمشاورات من أجل السلام، وبروح الفريق الواحد لتنفيذ تلك التطلعات في وقف الحرب وتسليم الميليشيات للسلاح وغيرها من الالتزامات التي نص عليها القرار الأممي 2216، والشروع في استئناف العملية السياسية، وتنفيذ الاستحقاقات الوطنية التي توافق عليها أبناء شعبنا اليمني، من خلال مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور، التي كانت وستظل محل إجماع الشعب اليمني بمختلف بمكوناته السياسية والشباب، والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». وقالت الأممالمتحدة إن الأطراف اليمنية ستكون ملتزمة بالمسيرة السلمية التي تبدأ اليوم بوقف إطلاق النار، والتي تتبعها في الثامن عشر من الشهر الحالي مباحثات سلمية في الكويت، ومن جانبه أكد المتحدث باسم التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن، أن التحالف مستعد للالتزام بوقف إطلاق النار، ما التزم المتمردون بقرار مجلس الأمن. وقال الناطق الإعلامي باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأممالمتحدة تعتقد أن الأطراف اليمنية ستلتزم بموعد وقف إطلاق النار، كون ذلك يصب في مصلحة اليمنيين ورفع المعاناة عنهم. من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف العربي، إن التحالف مستعد للالتزام بوقف إطلاق النار، ما التزم المتمردون بقرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى انسحابهم من المدن اليمنية. وقال العميد أحمد عسيري، في تصريح له نقلته الأسوشيتد برس، إن على الحوثيين إظهار التزامهم بمحادثات السلام المقررة في 18 الجاري، والتي قد تسفر عن تسوية سياسية. وأضاف أن على المتمردين الاعتراف بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وتسليم أسلحتهم الثقيلة.