هاهم الجنوبيون على العهد ... وهاهو الجنوب كل الجنوب يتأهب ..مواكب الزحف انطلقت ..القلوب والأفئدة تسبق الأجساد الى عاصمة الجنوب الأبدية .. الى ساحة العروض المكان الذي يرتبط به الجنوبيين بقصة عشق لا تنتهي ..الى المحراب الذي قدم أروع قصص التضحية والفدى ..ها هو الجنوب اليوم إذن على أعتاب مرحلة الانعتاق مرحلة الأمل والحياة.. إنها اللحظة التي انتظرها الوطن طويلا.. لحظة الممكن الذي كان يوما مستحيلا ولا مستحيل على الشعوب التواقة للحرية ..إنها مصلحة الوطن العلياء لا مصلحة الأفراد وأنانيتهم .. وبقدر ما هي لحظة الولوج إلى التاريخ هي أيضا لحظة العمل الدؤوب والمهام الجسام التي وضعتها أمامنا دماء الشهداء ودماء الجرحى وأنات الثكالى والأرامل والأيتام ..لحظة الترتيب الحقيقي للبيت الداخلي للانطلاق الى المستقبل الواعد.. البيت الذي يتسع للجميع دونما إقصاء او تهميش ...ستكون عدن اذن مع موعدا جديدا مع التاريخ ..هذه المرة سيكون بنكهة النصر والتحرير معا.. الرسالة الأكثر دلالة. لعل هذه المليونية تحمل دلالات عميقة وترسل رسالة بالغة الأهمية في هذا الظرف الاستثنائي والحرج التي يمر به جنوبنا الحبيب وهي بلا شك ستسقط كل الرهانات التي وضعها أعداء الجنوب وتعيد التأكيد على أن ثوابت الجنوب التي خطتها تلك الدماء خطوط حمراء وان هدف الاستقلال لا نقاش عليه وغير قابل للمماطلة والتسويف والتأويل والتفسير ومادون ذلك فهي هوامش يمكن نقاشها.. وما يميز هذه المليونية أنها تأتي والجنوب قد استطاع بشبابه ومقاومته الباسلة من دحر وهزيمة مرتزقة ايران وأذنابهم وقد استطاع وبمساندة إخوانه الخليجيين من تحرير ترابه الوطني من رجس الاحتلال اليمني الرابض على وطننا منذ 94م كما أنها تأكيد على ان أي حلول قد تطرح هنا او هناك ستكون مرفوضة ما لم تؤدي بالضرورة الى الاستقلال الكامل والناجز. مفاوضات سوء النوايا. من المرتقب أن يجلس الفرقاء اليمنيين على طاولة المفاوضات في الكويت الاثنين القادم ال18 من ابريل بجهود تبذلها الأممالمتحدة عبر مبعوثها الخاص اسماعيل ولد الشيخ الذي أكد أن تلك المفاوضات ستتناول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والتي حددها ولد الشيخ بخمسة محاور من ضمنها الانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإخلاء مؤسسات الدولة وعودة الشرعية ..لكن لا يبدو أن هناك في الأفق أي بوادر حل خصوصا في ضل انعدام الثقة بين الأطراف المتحاورة وكذا الخروقات الكبيرة في الهدنة التي أعلنتها الاممالمتحدة ..ومما لاشك فيه ان الحجج والمبررات التي يختلقها أنصار الحوثي وصالح من جهة , والتخبط الذي تعيشه شرعية هادي ينبئ بفشل تلك المفاوضات .. لقد استطاع كل طرف ان يجد له موطئ وصوت قوي في تلك المفاوضات فصالح مثلا أربك المشهد ككل عندما ظهر بتلك الحشود الكبيرة في قلب السبعين وجعل الجميع يتساءل: هل هي حقا استعراض قوة ؟ ام انها حجة وداع أخيرة أراد هادي ان يكسب من خلالها نقاط قوة إضافية تمكنه من ان يصبح رقما صعبا في أي مفاوضات قادمة.. وكذلك فعل عبدالملك الحوثي وتحركه بقواته ومليشياته طوال ايام الهدنة واحتلاله لمواقع جديدة لكي يذهب وفده للتفاوض وله اليد الطولى فيها. أما شرعية هادي فهي قد حاولت ان تلعب بنفس الكيفية في ضل سلطة منقسمة بين شمال وجنوب ومؤتمر وإصلاح جمعت بينهم المصلحة . فادى بهم الى هذا الانقسام الكبير الذي وصل الى حد وجود تباينات داخل قوات التحالف العربي نفسه وتباينهم الآراء حول تداعيات قرارات هادي... يبدو ان المفاوضات ستواجه عقبات وصعوبات كبيرة جدا وربما قد تمنى بفشل ذريع في ضل تمترس الاطراف وعدم وجود نية حقيقة لا إيقاف الحرب . ومن الواضح ان قضية شعب الجنوب غير مطروحة في أجندت هذا اللقاء إطلاقا. واي حضور لشخصيات جنوبية إنما هو في إطار شرعية هادي فقط .وستكون المفاوضات في الأساس لتنفيذ قرار مجلس الامن2216 . لكن هذه المليونية ستكون ذا أهمية كبيرة في ضل تفهم خليجي وعربي ودولي لقضية الجنوب واستحالة استمرار الوضع الحالي والأكثر من ذلك أن هذه المليونية ستكون تحت مجهر دول الخليج العربي والتي سيقيم الوضع في الجنوب من خلالها لا من خلال شرعية تعيش في فنادق الرياض. تداعيات قرارات هادي . أعلنت الامارات العربية المتحدة سحب جميع قواتها من مارباليمنية وذلك احتجاجا على قرار هادي بعزل بحاح وتعيين محسن نائبا له وهو الامر الذي رأت ابو ظبي انه اعاده لحكم الاخوان من باب هادي, وهو ما ترفضه ابو ظبي جملة وتفصيلا وقد قام ولي ولي العهد السعودي بزيارة الى الامارات العربية والمتحدة لردم الهوة في هذه القضية .وستخلف تلك القوات قوات جديده من الاردن وقطر. غياب الحامل السياسي للجنوب: فشل الجنوبيون منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي في 2007م في ايجاد حامل سياسي واحد للقضية وتباينت البرامج السياسية وتعددت المكونات وان كانت جميعها تحمل نفس الهدف الا ان الأنانية المفرطة لدى اغلب قيادات تلك المكونات حال دون عقد مؤتمر جنوبي موحد تنبثق منه رؤية وبرنامج سياسي وقيادة موحدة ..ومع دخول قوات الحوثي وصالح الى عدن هبت المقاومة الجنوبية للدفاع عن الجنوب . وفي الوقت الذي كان من يدافع عن أرضه جنوبيا ومن يستشهد جنوبيا كان من يتحدث عن تلك المعارك في القنوات الفضائية للأسف شماليا (اصطلاحيو تعز واب وصنعاء) وجير الخطاب الإعلامي الى خطاب شرعية وحاملها السياسي كان شرعية هادي وغيبت القضية الجنوبية في أجندت الإعلام وزوت حقيقة ان من دافع عن الجنوب كان دافعه ديني ووطني بامتياز ولم يكن لأجل شرعية .. سيبقى الشق السياسي مفقودا من مثلث الثورة الجنوبية فقد توصل الحشود القادمة الى عدن الرسالة بكل ما تعني الكلمة من معنى ويفهم الخليج والعالم ماذا يريد شعب الجنوب لكن بالمقابل يجب وجود رؤية حقيقية تقدم للعالم عبر مؤتمر جنوبي يظم كل أطياف الجنوب دون استثناء وسيكون هذا المؤتمر الجنوبي وبرنامجه السياسي وقياداته الموحدة بمثابة رسالة لا تقل اهميتها عن رسالة ال18 من ابريل عندها سيقول الخليجيون والعالم (ألان فهمناكم) تحسن الحالة الأمنية في عدن: تعيش عدن هذه الأيام تحسنا مضطردا في الجوانب الأمنية وبداء المواطن يشعر بالأمان في ضل بسط السيطرة على كل مديريات محافظة عدن وقد بذلت قيادة م/ عدن برئاسة عيدروس الزبيدي وشلال شائع جهود جبارة في أعادة الامن والطمأنينة الى عدن بالتعاون مع قوات التحالف العربي ..ولعل نجاح سيطرة قوات التحالف العربي والمقاومة الجنوبية على الحوطة وقتل واعتقال العشرات من العناصر المأجورة سيكون له بالغ الاثر في انهيار صفوف تلك الجماعات التي أرهبت المواطن وبالمقابل سيكون له انعكاسات ايجابية سريعة في حفظ الأمن في عدنولحج وأبين وسيطرة الدولة وممارسة عملها في الحوطة حتى يلمس المواطن وجود الدولة والتي هو بأمس الحاجة اليها في ضل تردي الأوضاع الخدمية في لحج. اخيرا .. لازال المشهد في الشمال في محلك سر ولا زالت الضبابية تسيطر على المشهد ولا زال السؤال الكبير الذي يفرض نفسه اليوم : ماذا يجري في الشمال بالضبط ؟ ماذا تعني (صرواح والبعرارة ونهم ) ؟ واين هو حامي حماة تعز حمود المخلافي ؟ وماذا يريد بن دغر عندما حضن المخلافي في الرياض قائلا : انتم قلب اليمن ؟ هل هناك حقا معارك ام انها استهلاك اعلامي فقط؟