قبل عام 90م، كان اليمن جمهوريتين عربيتين متجاورتين، [الجمهورية العربية اليمنية(اليمن الشمالي)، والجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية(اليمن الجنوبي)... فتراود لأبناء الجنوب حب وحلم الوحدة، كوحدة يمنية ووحدة عربية، وتاق لها بلهفة، فبادر شعب الجنوب بالوحدة مع شعب الشمال، وكان قبلها شعب الجنوب يتسم بالمدنية تأسست كمنظومة متكاملة عاشتها مدينة عدن كمستعمرة بريطانية، شهدت خلال أوائل عشرينيات القرن الماضي النهوض الثقافي والاجتماعي والسياسي والثقافي والتعليمي، كما نشأت بينها وبين السلطنات والإمارات والمشيخات..والتي بلغ عددها آنذاك 23 سلطنة وإمارة ومشيخة، علاقة جعلت من الجنوب تجمعات سكانية منسجمة فيما بينها، تميزت بالاحترام المتبادل والتعايش والتعاون الثقافي، حيث لم تكن هذه الكيانات تخضع لهيمنة أو سلطة دولة اخرى...
ومع إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م، تم الاتفاق ان تمر دولة الوحدة بمراحل انتقالية بين طرفي الوحدة (الجنوب والشمال)، التي قامت بين نظامين مختلفين، في كل منهما قيم عديدة تختلف عن بعضها البعض...
في 27 أبريل 1994م، اندلعت (الحرب الظالمة) على الجنوب، حيث بعدها فرضت السلطات الخفية بصنعاء نموذجها على الوحدة، وعممت نظام الجمهورية العربية اليمنية كله، نظام أللا دولة، نظام القبيلة والعسكر وعلماء السلطة، نظام تمركز السلطة والثروات بأيدي القوى المتنفذة في صنعاء...
ومن هذا المعترك الظالم، جاءت ثورة الجنوب السلمية، والتي اندلعت في 2007/7/7م، واستمرت حتى اجتياح الجنوب مرة اخرى من القوى المتنفذة بصنعاء (الحوثيين، واتباع علي صالح)، والذي كان في مارس 2015م، ولكنها هذه المرة اختلفت باختلاف الزمان والمكان والأشخاص، فتم طرد اخرى متمرد حوثعفاشي في 17 يوليو 2015م...
واليوم ان الشعب الجنوبي قد قرر مصيره بفك ارتباطه، فخرج في 17و18 أبريل، نيسان 2016م، وذلك تزامناٌ مع مشاورات الكويت في 18 أبريل...
والامر الرهيب في هذا، هو تواجد ابناء من اليمن الشمالي الشقيق مع ابناء الجنوب في ساحة العروض، ليأيدوا الجنوبيين بفك ارتباطهم واستعادة دولتهم، وذلك جاء لأن بعض اخواننا الشماليين الأشقاء، قد عاشوا وشاهدوا الظلم والقهر والاستبداد الذي لحق بشعب الجنوب من قبل السلطات في صنعاء، طيلت ال 27 عاماً الماضية، وتحديداً منذ 22 مايو 1990م، وإلى 17 يوليو 2015م...
ومن هذا فإنني اوجهه عظيم شكري وتقديري لكل ابناء الشمال الشقيق من من حضر مليونية القرار قرارنا لأبناء الجنوب، في يومي الأحد والاثنين من 17و18 أبريل، واقول لهم :"أن صلت العروبة والإسلام التي بيننا كعرب ومسلمين لن تنهار مع فك ارتباطنا، بل انها ثابتة وعميقة ومتجذرة، ولن يؤثر عليها من يقوموا بالأعمال الخارجة عن القانون من قبل سلطات الحكم السابق ومن يتبعوها، فإنكم شعباً، والحاكم المخلوع لا يعبر عن الشعب"...