كانت المقابلة المتلفزة لفادي باعوم رئيس الحركة الشبابية والطلابية بمثابة صعقة كهربائية عالية الفولتية سيما وهو يسترسل ذلك الكلام المقزز والمستفز للجنوبيين عامة حيث قال على انصار الله الاعتذار للجنوبيين على اقتحامهم عدن ولم يقل الحوثه او الانقلابيين ; وكذلك يجب على الشرعية الاعتذار لإقحامها الجنوب في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ... ثم استطرد كلامه ووجه اتهام خطير للرئيس والشرعية بأنهم هم من اقحموا شعب الجنوب في هذه الحرب وكأنه يقول ولكن على استحياء بإن الحوافيش اُرغموا على الحرب ومع ذلك عليهم الاعتذار. اعتذار مقابل ارواح الشهداء؟! ام مقابل اعضاء بترت من جرحانا ؟! ام اشلاء تناثرت وجمعناها ودفناها؟! ام مقابل بيوت دمرت على رؤوس ساكنيها وأبيدت اسر بالكامل ؟! ام مقابل تشريد وتجويع وانين وعويل الثكالى والأرامل والأيتام ....الخ. فادي باعوم طيلة الفترة السابقة كان في لبنان ولم يسمع قط دوي المدافع ولا ازيز الرصاص ولم يستنشق البارود طيلة اليوم ولم يشاهد جثث الشهداء والأبرياء (شيوخ , نساء , اطفال) ولم يسعف جرحى بترت اعضاء من اجسادهم الطاهرة او يجمع اشلاء متناثرة ولم يذق طعم التشرد والنزوح. عزيزي القارئ ان اي انسان عاقل متابع لمجريات احداث الجنوب وتابع المقابلة لم يجد لها سوى تفسيرين حقيقيين لا ثالث لهما ... الاول هو ان حديثه بتلك اللهجة اما انها مقابل خدمات جليلة قدمها الحوثي له ولفصيلة او مقابل الصفقات والأموال او مقابل .... اما التفسير الاخر انه اراد عودة الحوثيين وايران الى الجنوب ولكن هذه المرة بصورة منمقة وذكيه وتحت الشعار الرنان التحرير والاستغلال وليس الاستقلال وبمعية تلك الجماعة التي لازالت حتى هذه اللحظة متمسكة بالضاحية الجنوبيه وعوام الداخل من فصيلة الذي ممكن تنطلي عليهم اللعبة ليصبحوا مجرد ادوات .. والنتيجة شق الصف وتمزيق النسيج الاجتماعي واتساع الهوة بين التحالف والحراك الجنوبي. ونحن نقول لفادي ان الحرب علينا كجنوبيين كانت معده سلفاً سوى عاد الرئيس الى عدن او لم يعد , وإن العوده الى الماضي محال (يوم الاسير والمسيرات والشعارات الجوفاء) لقد تعمد كل شيء بالدم ... لولا شرعية الرئيس لما استطعنا طرد الحوافيش من جنوبنا ولا استطعنا والتحالف تدمير تلك الترسانة والجيش البربري ولا استطعنا التخلص من جحافل يأجوج ومأجوج القبلية. أبطالنا اليوم لا يجيدون الاعتلاء على المنصات ولكنهم يجيدون النزال في ميادين الشرف والكرامة بالأمس اذاقوا الحوثيين وزمرتهم كل صنوف الردى واليوم يطهروا الارض من رجس انصار الشر في عدن ولحج وهاهم اليوم يترنحون في خاصرة الجنوب (ابين الشموخ) وتلقنهم المقاومة الجنوبيه دروس فن القتال عمرهم لم ينسوها , بقيادة البطل الهمام علي الذيب ابو مشعل الكازمي ... ليثبتوا للإقليم والعالم ان الجنوب بيئة طارده للإرهاب والجماعات المتطرفة وأننا الشركاء الحقيقيين في وقف التمدد الحوث/ايراني في المنطقه , وان تقاطع المصالح الجنوبية الاقليمية تتطلب جنوب مستقل لتوفير الامن والاستقرار في المنطقه ككل وفي اهم ممر مائي في العالم.