إضافة إلى معاناة الأهالي في العاصمة عدن ومدن الجنوب من سوء الصرف الصحي وطفح المجاري تزداد معاناتهم عندما تمطر السماء ولايكون هناك تصريف لمياه الإمطار وتكون البنية التحتية متهالكة كما هو الحال في العاصمة عدن والمدن الأخرى فان الشوارع الممتدة تشبه الأنهار والساحات العامة تكون كالبحيرات والحفر كالغدران التي تتجمع فيها المياه. هذه المياه تتحول إلى مستنقعات ملوثه وقاذورات ومكمن للأمراض الخطرة كحمى الضنك والملاريا وغيرها من الأمراض الوبائية.
الحالة التي تمر فيها مدن الجنوب زائرة حائرة أي هدف تضرب حتى صار عدد الذين فقدوا حياتهم بالمئات بسبب حمى الضنك وأصيب ألاف الأشخاص والعدد مرشح للزيادة.
وزارة المياه والبيئة غير قادرة على تسيير شؤونها نتيجة الظروف المحيطة بها والفساد المالي والإداري الذي استفحل في أروقتها وسوء النية مجتمعه معا.
تهدد الضنك كل من ردفان ويافع والضالع والصبيحة وشبوة ولودر وكل منطقه في الجنوب خاصة عند إنتقال المسافرين إلى المدينة من هذه المناطق لقضاء أعمالهم وتعاملاتهم التجارية .
لاتتوفر النية الصادقة عند جهات مسئولة عن الخدمات وبسبب الفساد وسوء التخطيط صار طبيعيا ان نشهد انهيارا في البنى التحتية وتضاعف حالات الإصابة بالأمراض المعدية عدا عن الأمراض التي تشكل خطورة على الصحة العامة نتيجة الحرب ومخلفاتها كالسرطانات وغيرها التي ضربت مدن جنوبيه عدة.
الأدهى من ذلك ان المستشفيات الحكومية والخاصة غرقت بمياه الأمطار وتحولت ممراتها إلى مجار سطحية وسط صمت رهيب من قبل وزارة الصحة.
يبدو ان المسئولون الجنوبيين المنضوين تحت شرعية هادي غير جادين في عملهم وبعضهم صار يعلن يأسه فالفوضى العارمة التي تضرب بعض مدن الجنوب تجعل من الصعب على الأفراد ان يضعوا استراتيجيات واضحة تمكنهم من التخطيط المنظم وانجاز مشاريع بنى تحتية في مجال الصحة والتربية والتعليم والخدمات العامة التي هي أساسية في تمكين المجتمع من مستقبله.
ويبدو ان الحقد قد تمكن من نفوسهم فصارت المنافسة السياسية بديلا عن الشراكة وهذه المنافسة من شانها ان تقودنا إلى مواجهة مرة تدفع إلى ممارسة نوع من التقسيط السياسي عبر وسائل الإعلام ورمي الكرة في ملعب الخصوم وتحميلهم المسؤولية بينما الجنوبيين شركاء في الجريمة التي قتلت بلدهم يقودهم إليها الحقد في زمن حمى الضنك..