*سبع سنوات عجاف وقد استوطن ديجور حزني صحراء قلبي الكئيبة العابسة ، رمال قلبي الجافة ظمآنة ، وسط قلبي المتصحر اعجاز نخل خاوية لم تعد تمطر رطبا جنيا ، حتى دموعي التي تعودت ان تسقي ورود وجنتي تحتويها اليوم رياح كئيبة ، وسعفي المقفر تذروه رياح قلبي الهوحاء ، غيومي فارقها المطر ، مجرد سحابة تبسط نفوذها على مساحتي العطشانة لسلسبيل صديقي (عادل الاعسم) الذي فارقتي ولم يقل وداعا ، ظل هاجس بوم ليلي الطويل لا ينجلي ، لا صبح مدبر ولا فجر مقبل ، أرضي المتهالكة تنظر الى سمائي الغائمة علها لمن تهوى تحط الرحال ، ولا حياة لقلب يصب نهر حزنه في وادي غير ذي زرع ، سبع سنوات يا(عادل الاعسم) وعويل قلبي يصم أذني ، تتمزق احشائي على طيفك و تنهش ذكريات صدى السنين الحاكي دفاتر أشعاري ، حتى لو بكيتك يا صديقي بدموع الخنساء لن تشرق شمسي ضياءات وردية ، ولو كتبتك بنبض فاجعة ( أبن الرومي) لن يعتدل ميزان هجرانك ، الآن يا عادل عرفت سر بكاء القمر ، عرفت كيف غاب عن كوكب يومي ولم يطلع له نهار ، تذكرت قصة (ديك الجن) ولأول مرة أشفق عليه من كتب الرصد الأدبي ، سبع سنوات من الفراق وعذابي يتواصل ويتكاثر ، حتى تمدد حزني على صحراء قلبي وناء بكلكل ، لم تعد لقلبي المثقوب بدبوس الفراق والبين عصافير تغرد في واحة لقائنا ، ولم تعد نحلة صداقتنا تضع عسلها في خلايا فكرنا ، ماتت تلك السنبلة المشبعة بحبوب ابداعك ، ولم تعد أرضي القاحلة سوى مستودع يعج ببوارق وصواعق فاجعة الوداع المرير ، كان حلمك يا صديقي نطفة في رحم مجهول (القاهرة) ، وأبدا لم نفتح شفرته بعد ، فحتى الصندوق الأسود فارق مواعيده وهجر اسراره ، ولم يرسل لسمائي العالقة على شفاة الألم سوى نتف من اقاويل مبهمة ، فما حدث هناك في غرفة العمليات لغز رهيب ربما كان بحاجة الى حاسة (شارلوك هولمز) ، سبع سنوات وأولاد الذين يلوكون سذاجة الخطأ الطبي ، يحقنوننا بكذبة التخدير ، ولوحدي موقن أنها كذبة آخر أبريل ، فمن يزيل لحمة من جيوبه الأنفية لا يحتاج طبيا الى صاعقة من التخدير ، دائما من يتمرد على صهيل السياسة ويكشف عورات القيادة لن يأمن مكر الثعابين التي تموت من سموم العقارب، ورحيل عادل الاعسم قبل لحظات من تسليم ملف اعتماده ملحق في سفارة اليمنبالقاهرة لغز لا يقل طلاسما عن اغتيال (ابراهيم الحمدي) ، عادل رحل ودفن لغزه معه ، واسرته فوضت أمرها لله الواحد القهار الذي يمهل ولا يهمل ، تماما مثلما أن الشماليين يعلمون شخصية من اغتال (الحمدي) ويضربون له تعظيم سلام! نعم يا صديقي ، سبع سنوات وبحري بلا موجة ، ليلي بلا غسق ولا شفق ، سمائي بلا قمر ، و أرضي بلا هوية ، وشغاف القلب معملا لشظايا ذكريات صدى السنين الحاكي ، ها قد أدميت مقل الذكريات ، ولم يبق لي سوى ألبوم تموج فوقه لوعة اللقاء وجوى ماله دواء ..!